قصة اختراع جهاز الكشف عن المعادن

اقرأ في هذا المقال


جهاز الكشف عن المعادن:

يُعد العثور على الكنوز واستخراج المعدات الأثرية الثمينة اليوم من الأمور المهمة، توالت جهود الأشخاص منذ بدء التقدم التكنولوجي لاكتشاف وابتكار أجهزة تقوم بمثل هذا الأمر للعثور على تلك المعادن الثمينة بكل سهولة ويسر، أجهزة الكشف عن المعادن أجهزة إلكترونية تقوم بعملية البحث عن المعادن واستخراجها خاصةً تلك المدفونة تحت الأرض، غالبًا ما تتكون من وحدة محمولة يتم تزويدها بمستشعر لاكتشاف المعادن، تتيح للشخص المستعمل له استخدامه بكل سهولة من غير تعقيد.

ما هي قصة اختراع جهاز الكشف عن المعادن؟

خلال فترة القرن التاسع عشر، بالتحديد عندما أصبح استعمال الكهرباء لأغراض مهمة، أصبحت المجالات العلمية والصناعية تبحث عن جهاز يتم من خلاله كشف واستكشاف المعادن، حيث أنّ ذلك الجهاز سوف يعمل على تحقيق ثورة في الصناعة، التي سيكون له الكثير من الاستخدامات طوال عمره الافتراضي، كما أنّ استعمالاته لا تقتصر على مجال معين بل تتعدد لعدة أمور.

جاء الاهتمام في فكرة اختراع مثل تلك الأجهزة في اكتشاف واستخراج المعادن الثمينة والودائع تحت الأرض، وذلك لقيمتها المادية أو حتى الأثرية التي تعود للحضارات القديمة والعصور قديمًا، وكان المنقبون يقومون بعمليات واسعة للعثور عليها، قديمًا تم اختراع جهاز يشبه في آلية عمله مبدأ جهاز الكشف عن المعادن، لكن في الواقع كان أول جهاز للكشف عن المعادن في التاريخ لم يستخدم للعثور على الذهب، بل لأمر آخر مخترعه هو ألكسندر جراهام بيل وذلك عام 1881م.

حيث أنّه عند ابتكاره في المرة الأولى وقد يكون ذلك الأمر غريباً نوعًا ما، تم تصميمه بهدف الكشف عن رصاصة كانت قد أصابت الرئيس المعروف بجيمس غارفيلد وكان لا بدّ من استخراجها فقام العالِم ألكسندر بسرعة باستعمال جهازه وهو جهاز الكشف عن المعادن لتحديد موقع الرصاصة، لكن كانت محاولة فاشلة للكشف عن الرصاصة، حيث لم ينجح من تحديد موقع الرصاصة المعدنية لأنّ النوابض الموجودة على السرير جعلت من المستحيل على الجهاز إعطاء قراءة جيدة.

على الرغم من أنّ الجهاز الخاص بألكسندر لم ينقذ حياة الرئيس، إلّا أنّه توصل إلى استخدامه في أمور أخرى مثل استعماله في استكشاف واستخراج المعادن وهو أمر المهم للغاية، بدايةً قام بعمل عدة محاولات وبحوث ودراسات وتمكن أخيرًا من تصميمه واستخدامه، هو عبارة جهاز كهرومغناطيسي وقد اسماه باسم توازن الحث، في الواقع كانت النماذج السابقة للجهاز تعمل على أنابيب مفرغة كبيرة، إلّا أنّها كان لها فائدة كبية باستكشاف المتفجرات الخطرة.

خاصةً تلك المتفجرات التي يتم وضعها في ساحات القتال، حيث أن استخدامه ساهم بإنقاذ العديد من الأرواح من خلال إزالة المتفجرات الخطرة التي تناثرت في ساحات القتال وذلك في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، خلال عام 1925م، قام مخترع اسمه غيرهارد فيشار باختراع جهازًا محمولًا للكشف عن المعادن، تم بيع جهاز (Fischar) في عام 1931م وكان (Fischar) وراء أول إنتاج واسع النطاق للجهاز، بدأ مخترع آخر تشارلز جاريت العمل على جهازه الخاص في منتصف الستينيات.

أدّى إصراره في صناعة أجهزة استخلاص المعادن إلى القيام بآلية إنشاء ملفات بحث ثورية لا تزال تستعمل حتى يومنا الحالي، لم يكن هو الوحيد الذي ساعد في تحسين مثل هذا الجهاز العظيم، فقد قام الكثير من المبتكرين من بعده بإجراء تعديلات، كان السبب في اختراع الترانزستور في عام 1947 من قبل جون باردين ووالتر براتين وويليام شوكلي جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا اللاسلكية والمميزات وملفات البحث الجديدة من قبل آخرين في تشكيل جهاز الكشف عن المعادن الحديث.

سمحت هذه التقنيات بتحسين مبدأ عمل الجهاز وتبسيطه، حيث أصبح أبسط وأكثر مهارة للكشف عن الكنوز، تم إجراء عدة تطويرات لابتكار أجهزة تقوم بالكشف عن المعادن الصناعية وتم استعمالها بشكل كبير في مختلف التطبيقات الصناعية، تشمل الأمور التي تم فيها استعمال الجهاز، إزالة الألغام والكشف عن أسلحة مثل السكاكين والبنادق خاصة في أمن المطارات، وعلم الآثار والبحث عن الكنوز.

يتم استعمال الأجهزة الحديثة أيضًا في البناء للعثور عن القضبان الفولاذية في الخرسانة، ويوجد أنواع مخصصة للكشف عن المعادن يتم استعمالها لغايات الفحوص الأمنية ​خاصةً تلك المستعملة في السجون والمحاكم ولاكتشاف الأسلحة المعدنية بكافة أنواعها، مع مرور الوقت سيتم تصميم العديد من الأجهزة بتقنيات حديثة ومبتكرة بسبب التقدم التكنولوجي وجهود العلماء المستمرة في رؤية تغييرات جديدة ومبتكرة في تطوير جهاز الكشف عن المعادن.


شارك المقالة: