قصة اختراع زجاجات رضاعة الأطفال

اقرأ في هذا المقال


رضّاعات الأطفال يعود تاريخها إلى آلاف السنين، لكن متى تم اختراع رضّاعات الأطفال؟ وكيف كانت تبدو في العصور القديمة؟ هذا ما سنتعرف عليه عزيزي القارئ في هذا المقال.

ما هي قصة اختراع زجاجات رضاعة الأطفال؟

تاريخ اختراع زجاجات رضاعة الأطفال في الحضارات القديمة:

تزودنا النصوص التي كتبها ابن سينا​​، الطبيب الفارسي بمعلومات عن الممارسات في العصور الوسطى حيث أوصى بإرضاع الأطفال لمدة عامين ثم الفطام تدريجيًا حتى يتمكن الطفل من تناول جميع أنواع الطعام، غالبًا ما كان الرضع يتغذون على حليب الأبقار أو الماعز، قبل صناعة زجاجات رضاعة الأطفال الحديثة، يظهر تاريخ زجاجات الأطفال أنّ البشر قد استخدموها لآلاف السنين.

تم اختراعها منذ حوالي (800-1200) قبل الميلاد، كانت تتميز بفوهة دقيقة جدًا كانت تُستخدم لصب الحليب قطرة قطرة، غالبًا ما يتم اكتشافها في مقابر الأطفال الصغار، صنع الحرفيون زجاجات الأطفال من الطين، وجدت بقايا لزجاجات الأطفال المصنوعة من السيراميك في ألمانيا، احتفظت زجاجات الرضاعة العتيقة، سواء الأترورية أو الهلنستية أو الرومانية، بشكلها وطريقة تصنيعها على مدى فترة طويلة من الزمن امتدت لثلاثة عشر قرنًا.

من القرن التاسع قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد الميلاد، كانت تشبه الأكواب الصغيرة بمقبض، وهي صغيرة بما يكفي ليتم حملها في راحة اليد، وكانت موضوعًا مثيرًا للجدل لفترة طويلة، عثر الباحثون على ثلاث أواني خزفية ذات فوهة يُعتقد أنّها زجاجات أطفال تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في بافاريا، يعود تاريخها إلى ما بين (450 و800) قبل الميلاد والآخر من مقبرة من العصر البرونزي، كما تم العثور على زجاجة رضاعة يونانية قديمة في صقلية (400-500 قبل الميلاد).

غالبًا ما قام الإغريق بصناعتها من الطين، تم العثور على زجاجة رضاعة رومانية قديمة في شمال غرب تركيا، صنع الرومان القدماء زجاجات الأطفال من الطين وجففوها في الفرن، هناك أيضًا أدلة على استخدام زجاجات الرضاعة واستخدامها في مصر تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حدثت نقطة تحول في القرن السادس عشر، عندما بدأ تصنيعها على شكل زجاجة، وبالتالي استبدلت تلك المصنوعة من قرون البقر وأباريق وأكواب الفخار التي كانت تستخدم منذ العصور القديمة.

أصبحت بعد ذلك تصنع من الخشب أو القصدير أو الزجاج وانتشر استخدام زجاجات الرضاعة على نطاق واسع، في أوروبا تمت صناعة الحلمة الخاصة بزجاجات الأطفال من القماش أو الجلد حتى يتمكن الطفل من الرضاعة، وجدت في باريس، فرنسا، تعود للعصور الوسطى (1485-1615)م وكانت مصنوعة من الحجر الرملي، كانت زجاجات الأطفال المصنوعة من البيوتر شائعة في إنجلترا وفرنسا وهولندا في القرنين 1600 و1800م، عندما نمت صناعة المعادن أصبح بالإمكان صنع الزجاجات من المعدن.

في القرن التاسع عشر، أصبح تصنيعها بشكل أفضل ومع ذلك كانت لا تزال غير صحية تمامًا، لسوء الحظ كان من الصعب تنظيفها ونمت مجموعة متنوعة من الجراثيم ممّا أدّى إلى ارتفاع معدلات وفيات الرضع، ولكن على الجانب الإيجابي وذلك بسبب تقدم التكنولوجيا وتطور صناعة المطاط والزجاج أصبحت صحية أكثر وأصبح تصنيعها أفضل، أدت الاكتشافات والتقنيات اللاحقة لتعقيم زجاجات الرضاعة إلى تحسين المخاطر الصحية المرتبطة بالتغذية الاصطناعية.

في أواخر القرن التاسع عشر، بدأ العلماء في التوصية بتصنيع الزجاجات التي كان تعقيمها أسهل بكثير، بعد ذلك بدأ تصنيع وتصميم الزجاجات بالشكل الذي نعرفه اليوم، غالبًا ما يتم وضع قطعة من القماش أو إسفنجة صغيرة على الطرف لمنع الطفل من إيذاء لثته أثناء الرضاعة، الزجاجات الصلبة المصنوعة من القصدير، على الرغم من ارتفاع معدل الوفيات التي تسببها إلّا أنّها بقيت تستخدم لآخر القرن التاسع عشر، بين عامي 1850 و1950م، أصبحت منتجات متينة وعملية وغير مكلفة.

تم اختراع زجاجة الرضاعة ذات الأنبوب الطويل في عام 1860م على الرغم من الإشادة باستخدامها من حيث طبيعتها العملية، لكن تم حظر استعمالها فيما بعد في عام 1910م لأنّه أثبت تعرضها للبكتيريا وبالتالي تعرض الأطفال للخطر، مع وصول الزجاج المقولب، والمقاوم للحرارة في عام 1924م، ظهرت زجاجات الرضاعة المزودة بحلمات مطاطية، أصبح عنق الزجاجة تدريجياً أوسع ممّا يضمن إمكانية تنظيفها بشكل مثالي.

في عام 1947م، قام (Samuel Callet) بإجراء بعض التعديلات على طرق تصنيع الزجاجات، تم تصنيعها بواسطة شركة (Knox Glass)، استمر المصنعون في طرق تصنيع زجاجات الرضاعة وأخيرًا، نرى اليوم أن رضّاعات الأطفال تستمر في التطور، وشهدنا ابتكارات لتصنيعها بطرق صحية تحمي الأطفال وتتميز بسهولة تنظيفها، منذ التسعينيات فصاعدًا، أعطت زجاجات الرضاعة للأم والطفل تجربة مماثلة لتجربة الرضاعة الطبيعية للأم.


شارك المقالة: