قصة اختراع سيارة التكسي

اقرأ في هذا المقال


 مقدمة عن سيارة التكسي:

نقل الأشخاص من مكان إلى آخر ليس مفهومًا جديدًا، لقد تمّ استخدام الخيول والعربات والقوارب على مدى دهور، كان ما يميز سيارة الأجرة الحديثة هو مظهرها خاصةً بلونها الأصفر، سيارة الأجرة أو التاكسي أو الكابينة هي سيارة يمكن استئجارهما لنقل الركاب إلى الوجهة المطلوبة، قبل اختراع سيارة التكسي، كانت ممارسة تأجير السيارات العامة قائمة.

في عام 1640م، عرض نيكولا سوفاج في باريس تأجير عربات تجرها الخيول وسائقين، في عام 1635م، كان قانون (Hackney Carriage) هو التشريع الأول الذي تمّ تمريره لعربات تجرها الخيول للتأجير في إنجلترا، تمّ أخذ اسم سيارة الأجرة من كلمة عداد التاكسي، عداد التاكسي هو الأداة التي تقيس المسافة أو الوقت الذي تقطعه السيارة ويسمح بتحديد الأجرة بدقة.

اخترع المخترع الألماني فيلهلم برون عداد التاكسي عام 1891م، بنى جوتليب دايملر أول سيارة أجرة مخصصة في العالم في عام 1897م، تسمّى دايملر فيكتوريا، تم تجهيز سيارة الأجرة بعداد سيارة الأجرة المبتكرة حديثًا، في 16 يونيو 1897م، تم تسليم سيارة أجرة دايملر فيكتوريا إلى فريدريش غرينر، وهو رجل أعمال في شتوتغارت أسس أول شركة سيارات أجرة في العالم.

ما هي قصة اختراع سيارة التكسي؟

سيارات الأجرة أو التكسي تعود إلى القرن السابع عشر في أوروبا، خلال هذه الفترة الزمنية استأجر الأفراد عربات تجرها الخيول للسفر عبر لندنوباريس ومدن أوروبية كبرى أخرى، عادةً ما كان يستخدم التجار وأصحاب الفنادق والنخب هذه الحافلات، بحلول منتصف القرن التاسع عشر، شهدت خدمات النقل نموذجًا جديدًا أسرع يسمّى كابينة هانزوم (الاسم القديم لسيارة التكسي)، صمم جوزيف هانسوم عربة أصغر وأخف وزنًا، تتطلب سيارات الأجرة هذه عجلتين فقط، ممّا يعني أنه يمكن جرها بواسطة حصان واحد وتجاوز الاختناقات المرورية في جميع أنحاء لندن.

في الواقع، يمكن لهذه الحافلات اجتياز شوارع المدينة بسهولة نتيجة لذلك، أصبحت طريقة النقل هذه شائعة بشكل متزايد، في القرن التاسع عشر، اخترع كارل بنز سيارة الأجرة، ومع تطوير المهندسين لتقنية جديدة، تحسنت السيارة بشكل ملحوظ، بحلول نهاية عام 1897م، ظهرت أول سيارات الأجرة الآلية، أنشأ والتر سي بيرسي خطاً من سيارات الأجرة في لندن، وخلال نفس الوقت، استخدمت شركة (Samuel’s Electric Carriage and Wagon) في نيويورك مركبة مماثلة.

بعد ذلك بعامين، صنع فريدريك فيلهلم جوستاف برون، المخترع الألماني، سيارة دايملر فيكتوريا، وهي أول كابينة تعمل بالبنزين ومجهزة بمقياس تاكسي، وبحلول عام 1907م، جاءت سيارات الأجرة التي تعمل بالغاز أولاً إلى ألمانيا وباريس ولندن، ثم إلى نيويورك، تمكن سكان نيويورك من العثور على نفس السيارة في شوارع المدينة، ولجعل سيارات الأجرة أكثر وضوحًا، قام صاحب شركة سيارات الأجرة، (هنري ن. ألين) بطلاء سيارات الأجرة باللون الأصفر، كانت أول سيارة أجرة في لندن، وهي سيارة أجرة عام 1897م بيرسي، وكانت تعمل بالكهرباء.

ظهر لون التاكسي الأصفر النمطي في عام 1967م، عندما أنشأت نيويورك قانونًا ينص على أنّ جميع سيارات الأجرة يجب أن تكون صفراء اللون لجعلها أكثر سهولة في التعرف عليها، حيث يتعين على سائقي سيارات الأجرة إمّا امتلاك سيارة صفراء بالفعل أو دفع مئات الدولارات للحصول على سيارة أجرة مطلية باللون الأصفر.

لعبت سيارات الأجرة في باريس دورًا لا يُنسى في الانتصار الفرنسي في معركة مارن الأولى في الحرب العالمية الأولى، في 7 سبتمبر 1914م، جمع الحاكم العسكري لباريس، جوزيف جالياني، حوالي ستمائة سيارة أجرة في (Les Invalides) في وسط باريس لنقل الجنود إلى الجبهة في (Nanteuil-le Haudoin)، على بعد خمسين كيلومترًا، في غضون أربع وعشرين ساعة تمّ نقل حوالي ستة آلاف جندي وضابط إلى الجبهة، كانت كل سيارة أجرة تقل خمسة جنود، أربعة في الخلف وواحد بجانب السائق.

التطور في صناعة سيارة التكسي وانتشار شعبيتها:

مع اقتراب العشرينيات من القرن الماضي، تم إجراء العديد من التغييرات على سيارة التكسي، قامت شركة (Checkered Cab Manufacturing Company) في جولييت، إلينوي، بتصميم شرائط مربعة باللونين الأسود والأبيض تمتد على جانب الكابينة الصفراء، وتم تحديد الإنتاج لثلاث سيارات أجرة يوميًا، ومع ازدياد شعبية سيارات الأجرة وزيادة أسعارها بالنسبة للجماهير، أدركت شركات سيارات الأجرة أنّه يتعين تغيير القواعد والإرشادات على لوائح القيادة والركاب، ضمنت هذه الإرشادات الجديدة حصول السائقين على تعويض عادل مقابل خدماتهم، بينما دفع الركاب أسعارًا مقبولة.

بحلول عام 1950م، كان أكثر من 12000 سيارة أجرة تخدم نيويورك، ومع مرور الوقت انتشرت هذه المركبات كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد، ولتوفير حماية أفضل لسائقي سيارات الأجرة وتقديم خدمات محسّنة للركاب، أنشأ أصحاب الأعمال لجنة سيارات الأجرة والليموزين في عام 1971م، وقد أسّست الشركة العديد من البراعة لجعل سيارات الأجرة وخدمات النقل أكثر أمانًا للركاب والسائقين والبيئة.

انتشرت سيارات الأجرة في جميع مناطق العالم الحديث، بينما يمكن أن تكون سيارات الأجرة إمّا تعمل بالطاقة البشرية أو تعمل بالغاز، في أفغانستان، تعتبر سيارات الأجرة السوفيتية هي القاعدة، بينما يفضل الأستراليون سيارة فورد فالكون الكلاسيكية لسيارة الأجرة الخاصة بهم.

نماذج السيارات الشائعة الأخرى المستخدمة لسيارات الأجرة هي تويوتا بريوس، وتويوتا كورولا، وهيونداي إلنترا، وسيون إكس بي، وفولكس فاجن النوع الأول (فولكس فاجن باغ)، سيارة الأجرة تأتي في جميع الأشكال والأحجام، مع وضع هدف واحد في الاعتبار وهو نقل الركاب إلى حيث يتجهون بسرعة وبأمان وبأسعار معقولة.

في السنوات الأخيرة، مع زيادة الاهتمام بشؤون البيئة، أصبح هناك سيارات أجرة تعمل بالطاقة الشمسية، وقامت العديد من البلدات بتصميم سيارات أجرة تعنى من أجل الحفاظ على البيئة، في 20 أبريل 2008م، في سيارة الأجرة التي تعمل بالطاقة الشمسية يمكن أن تصل سرعتها إلى 90 كم/ساعة بدون أي انبعاثات، كان الهدف من من تلك السيارات التوعية بشأن حماية البيئة.

في عام 2012م، ارتفع عدد سائقي سيارات الأجرة المرخصين في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 234000، تعمل هذه المركبات على مدار 24 ساعة في اليوم، في السنوات الأخيرة لاحظ سائقو سيارات الأجرة وجود منافسون جدد، مثل أوبر كبديل لسيارات الأجرة، هذه الشركة القادمة التي أسّسها ترافيس كالانيك تضيف لمسة إلى خدمة النقل لتأجير السيارات.

حيثُ يحتاج الركاب ببساطة إلى تنزيل تطبيق أوبر على هواتفهم الذكية، ويمكنهم استئجار سيارة بضغطة واحدة، ينشئ هؤلاء الأفراد ملفًا شخصيًا عبر الإنترنت، ويضيفون رقم بطاقة ائتمان ومعلومات أخرى، ثم يستأجرون سيارة أوبر لجميع احتياجات النقل الخاصة بهم، ومع ذلك يشعر العديد من الركاب أنّ سيارات الأجرة لا تزال خيار نقل أفضل.


شارك المقالة: