ما هي قصة اختراع شريط القياس؟
تاريخ اختراع شريط القياس وجهود المخترعين في ابتكاره:
يعود تاريخ ابتكار شريط القياس إلى الوقت الذي كان فيه يتم تصميم التنانير بأشكال مختلفة، وذلك في أوائل القرن (19)م، هو في البداية لم يكن كالشريط الذي نستعمله ونعرفه اليوم، كان عبارة عن سلك مسطح والذي استخدمه صانعو الأسلاك في صناعة الأزياء من أجل صنع تنانير حسب الموضة، حيث كانت تتطلب صناعة وتنسيق التنانير قديمًا الكثير من الأسلاك المُسطّحة، في عام 1829م عدّ جيمس تشيسترمان، أول صانع للأسلاك المسطحة.
وقام بعد ذلك باختراع أشرطة قياسية من خلال الأسلاك وتشكيلها وحصل على براءة اختراع لأشرطة القياس المصنوعة من الفولاذ في بريطانيا، كانت لديه مهارة كبرى في تشكيل الأسلاك وجعلها أقوى وأمتن، أعجب الكثيرون باختراعه وبدأ تشيسترمان في جني الأموال عن طريق بيع الأشرطة القياسية، في الواقع لقد عمل تشيسترمان بجد لجعل ابتكاره مناسبًا لأخذ قياسات الملابس، وبدأ في بيع منتجه مقابل 17 دولارًا في الولايات المتحدة.
كما أنه بذل جهدًا لإجراء مزيد من التعديلات على تصميمه وجعل استعماله أبسط، كانت المشكلة الوحيدة في اختراعه بأنّه كان باهظ الثمن، تم تعديل ابتكاره من قبل مخترع آخر يعرف باسم ألفين جيه فيلوز وحصل على براءة اختراع في صناعة شريط القياس خلال 14 يوليو 1868م. كان تصميمه مشهورًا جدًا بسبب تعديلاته الفريدة على الاختراع السابق، كان إضافة الزنبرك تعديلاً مبتكرًا في شريط القياس، ومن ثم تم ابتكار مجموعة ضخمة من شريط القياس الزنبركي المُسمّى (Fellows).
مع النجاح الباهر لهذا الاختراع، إلّا أنّ النجارين ما زالوا يستخدمون مساطر خشبية قابلة للطي لجميع أنواع القياسات، كانت المساطر الخشبية القابلة للطي شائعة جدًا وبقيت شائعة الاستخدام حتى بعد اختراع شريط قياس الزنبرك لأنه بقي باهظ الثمن في ذلك الوقت، في عام 1895م، كان المخترع (Justus Roe) وأولاده يقومون بتصميم شريط قياس، كان عبارة عن شريط قياسي يعمل ببكرة كهربائية لكن ذاك التصميم للأسف لم يكن متقن الصنع.
في سنة 1922م، تم تسجيل براءة الاختراع للمخترع حيرام فاراند لشريط قياس مُقعر ومُحدب، مع مرور الوقت وتزايد التطورات في التكنولوجيا خاصةً في منتصف القرن العشرين، تم ابتكار العديد من أشرطة القياس بأحجام وبأشكال متعددة وحتى أصبحت تستخدم للعديد من الوظائف، كان فاراند وويليام وينتورث براون أول من قام بتصنيع أشرطة قياسية حديثة وذلك بمساعدة من شركة هيبوليتو، وقامت فيما بعد شركة (ستانلي وركس) بشراء اختراعهم.
أصبح يتم إنتاج أشرطة قياس بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة، كما أصبح غالبًا يُطلق على شريط القياس اسم شريط البناء لأنه شائع الاستخدام في مجال البناء، وأيضًا لم يقم النجارون فيما بعد باستعمال المساطر الخشبية القابلة للطي لأخذ القياسات، اليوم أشرطة القياس متوفرة ومستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
