قصة اختراع صنارة الصيد

اقرأ في هذا المقال


في اليونان القديمة وروما كان ممارسة صيد الأسماك وسيلة ترفيه للأرستقراطيين، لم تكن تعد كهواية فقط ولكن عُدّت أيضًا كرياضة، لذلك قام العديد الأشخاص في الحضارات المختلفة بالتفكير في ابتكار أدوات للقيام بصيد السمك ومن تلك الأدوات كانت صنارة الصيد.

ما هي قصة اختراع صنارة الصيد؟

عندما بدأ الناس في صيد الأسماك في عصور ما قبل التاريخ، استخدموا أيديهم فقط لكن هذا خطر عليهم خاصةً في المياه الضحلة، لم تكن هذه الطريقة عملية في المياه العميقة، كان الناس يصطادون باستخدام جميع أنواع الأدوات، كانت عبارة عن أسهم ورماح بدائية مصنوعة من الحجر وعظام الحيوانات وأشواك الأشجار، الصنارة تُعد من أهم معدات الصيد التي تستعمل في صيد الأسماك هي عبارة عن عصا يتم تعليق به خيط (عادةً ما يتم تثبيته على الطرف).

من الصعب تحديد من اخترع أول صنارة صيد بالضبط صنعت أول صنارة صيد من قبل السيدة جوليانا بيرنرز في 900 قبل الميلاد، تم العثور عليها في اليونان القديمة وروما، مع مرور الوقت تم تحسين طرق وأدوات الصيد، بحلول عام 1770م، كانت قضبان الصيد ببكرات شائعة الاستخدام، صنارة الصيد كانت تسمّى الخطاف هي قطعة قصيرة من الخشب أو العظم، مدببة من كلا الطرفين ومربوطة بخيط في المنتصف، تم ربط هذه الخطافات أيضًا بالخيط.

ولكن لم يكن من العملي استخدامها لأنّ الصياد سيكون أقل تحكمًا بها، تمت صناعتها من العظم تعود أقدم الصنانير إلى العصر الحجري الحديث، قبل توافر المواد الاصطناعية على نطاق واسع مثل الألياف الزجاجية والجرافيت كانت قضبان الصيد تُصنع عادةً من العظام أو الصدفة أو مناقير الطيور الخيزران أو الخشب حيث كان من الضروري جعلها خفيفة ومرنة، المقابض بشكل عام تصنع من الفلين أو الخشب أو القصب الملفوف، كما أنّها كانت كبيرة جدًا؛ ممّا قد تعيق من حركة صائد السمك.

استنادًا إلى النقوش الحجرية في 2000 قبل الميلاد تعود استخدامها إلى مصر القديمة والصين وإنجلترا في العصور الوسطى، تحتوي اللوحات الجدارية لمصر القديمة على لوحات لأشخاص يبحثون عن الأسماك، بعضهم يمتلك أدوات صيد في أيديهم تشبه صنارات الصيد الحديثة.

شهد العصر البرونزي ظهور صنارة صيد أقل حجمًا كانت مصنوعةً من سبيكة تحتوي على نحاس بالإضافة إلى البرونز بالتالي كانت أكثر صلابة، الصنارات الحديدية أيضًا لها تاريخ طويل فقد أنشأها الرومان من مادة الفولاذ، الأعمدة الخشبية التي تم ربطها بنهاية الصنارة كانت تصنع من أعمدة القصب.

وقد استخدمت من قبل العديد من الحضارات المبكرة، أصبح الصيد بواسطة القضيب والخيط والخطاف شائعًا في القرن الخامس عشر، استخدم الناس في ذلك الوقت قضبانًا مصنوعة من قطعة واحدة من الخشب وطولها 4 أمتار، ظهر القضيب المتقن الصنع في الصنارة في القرن الثامن عشر مع الجزء السفلي الخشبي من الخيزران مما أعطى القضيب مرونة أكبر، أصبحت صناعة الصنارات تنتشر أكثر فأكثر في القرن السابع عشر.

إلّا أنّ الجودة كانت لا تزال منخفضة جدًا وفقًا للمعايير الحديثة، لكن كل شيء تغير عندما أنشأ تشارلز كيربي متجره في (Harp Alley) في لندن في عام 1650م باع كيربي أفضل صنارات صيد في السوق لعقود حتى أصبحت صناعة الصنارات معروفة على نطاق واسع، خارج العاصمة كان من الصعب جدًا الحصول على صنارات عالية الجودة ولكن بحلول القرن الثامن عشر بدأ الوضع يتغير وتم تصدير صنارات كيربيي إلى البلدان المجاورة، كما أصبحت هناك منافسة في صناعة الصنارات مع العديد من الموردين الآخرين.

بحلول عام 1823م، كان هناك 17 شركة تقوم بصناعتها في (Redditch)، قضبان الصيد الحديثة تتم صناعتها بالفلين كمادة تعتبر شائعة في صناعتها، عادةً ما تكون البكرة الموجودة بالصنارات مصنوعة من البلاستيك المُقّوى بالجرافيت أو الألومنيوم أو الخشب، في القرن السابع عشر، استُخدم عظم الحوت في صنع طرف العصا، كانت قضبان الصيد تحظى بشعبية كبيرة في أمريكا، الصنارات الحديثة غالبًا ما تكون مصنوعة من الألياف الزجاجية أو من الخيزران الكلاسيكي.

في بريطانيا تطورت صناعتها بشكل كبير في عام 1937م، بسبب التقدم التكنولوجي، كما جلبت الثورة الصناعية أيضًا قضبانًا أشد متانة من تلك المصنعة بواسطة الصيادين، تصنع معظم صنارات الصيد اليوم لتكون متداخلة أو مع حلقات بحيث يمكن تجميعها وتفكيكها بسهولة، بعض الشركات المصنعة تصنع قضبان الصيد من الفولاذ المقاوم للصدأ، اليوم تختلف صنارات الصيد في أشكالها وطرق تصنيعها ويمكن العثور عليها بأحجام تتراوح بين 24 بوصة و 20 قدمًا.


شارك المقالة: