قصة اختراع لغة الإشارة للصم والبكم

اقرأ في هذا المقال


يعتقد بعض الناس أنّ خوان بابلو دي بونيت اخترع لغة الإشارة، في عام 1620م، كتب بونيت كتابًا يحتوي على أول نظام أبجدي يدوي معروف، تمثل الأشكال اليدوية في هذا النظام أصوات كلام مختلفة، كان هذا إنجازًا رائعًا، لكنّه في الواقع  أنشأ أول نظام أبجدي يدوي معروف وليس أول أبجدية يدوية، إنّ تعلم لغة الإشارة مرّت بمراحل مختلفة سنتعلمها عزيزي القارئ في هذا المقال.

ما هي قصة اختراع لغة الإشارة للصم والبكم؟

لا يزال البعض يبحث عن من اخترع لغة الإشارة، يعتقد بعض الناس أنّ الصم الذين عاشوا في مارثا فينيارد هم الذين اخترعوا لغة الإشارة، لغة إشارة مارثا فينيارد (MVSL) هي لغة مبكرة تمّ استخدامها في جزيرة مارثا فينيارد الواقعة في ساحل ولاية ماساتشوستس، لقد واجه الأشخاص الذين يعانون من إعاقات سمعية تهميشًا لأنّه كان يعتقد أنّ اللغة لا يمكن تعلمها إلّا من خلال سماع الكلمة المنطوقة، أكدّ الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو، أهمية ابتكار لغة الإشارة للصم والبكم.

بموجب القانون الروماني، حُرِم الأشخاص الصم والبكم على طرق تعلم القراءة أو الكتابة، بدأ التصدي لهذا التحيز في عصر النهضة، أول شخص يُشار إليه فضل إنشاء لغة إشارة رسمية لضعاف السمع كان بيدرو بونس دي ليون، راهب بندكتيني إسباني من القرن السادس عشر، لم تكن فكرته استخدام لغة الإشارة فكرة جديدة تمامًا، استخدم الأمريكيون الأصليون إيماءات اليد للتواصل مع القبائل الأخرى ولتيسير سبل التجارة مع الأوروبيين.

قدّم خوان بابلو بونيت، عام 1620م، طريقة لتقليص الحروف الأبجدية وطريقة يتم تعليم الصم البكم الكلام وهي عبارة عن إيضاحات مفصلة للإشارات، قام بونس دي ليون بتكييف الإيماءات التعبيرية لخلق طريقة لتعليم الصم على التواصل، ممّا مهّد الطريق للأنظمة المستخدمة الآن في جميع أنحاء العالم، بناءً على عمل بونس دي ليون، واصل رجل دين إسباني وكاهن يُسمّى خوان بابلو بونيت استكشاف طرق اتصال جديدة وانتقد بونيت بعض الأساليب التي استُخدمت في إقناع الصم بالتحدث.

فأحيانًا يتم وضعهم في براميل يرتد فيها الصوت ثمّ يسمعونه لأنّ الصوت في تلك الحالة يكون مرتفع للغاية! وقال بأنّ هذا الأسلوب غير أخلاقي للغاية ويجب إيجاد طريقة أفضل، في عام 1620م، تم نشر أول عمل باقٍ حول تعليم الأشخاص الذين يعانون من إعاقة سمعية، اقترح بونيت أن يتعلم الصم نطق الكلمات وبناء جمل ذات معنى تدريجيًا، كانت الخطوة الأولى في هذه العملية هي ما أسمّاه الأبجدية التوضيحية وهو نظام يدوي تصنع فيه اليد اليمنى أشكالًا لتمثيل كل حرف.

هذه الأبجدية مشابهة جدًا لأبجدية لغة الإشارة الحديثة، التي كانت مبنية على درجة (Aretina) وهو نظام تدوين موسيقى ابتكره (Guido Aretinus)، راهب إيطالي في العصور الوسطى لمساعدة المطربين على قراءة الموسيقى، سيتعلم الصم ربط كل حرف من الحروف الأبجدية بصوت لفظي، تم جمع نهج بونيت بين النطق الشفهي باستخدام الأصوات للتواصل ولغة الإشارة، واجه النظام تحدياته في عام 1755م، أنشأ القس الكاثوليكي الفرنسي شارل ميشيل دي ليبي طريقة أكثر شمولاً لتعليم الصم والتي تُوّجت بتأسيس أول مدرسة عامة للأطفال الصم، المعهد الوطني للصم البكم في باريس.

جاء الطلاب إلى المعهد من جميع أنحاء فرنسا، أنشأ (L’Epee) أول مدرسة عامة مجانية للصم في باريس عام 1771م، عمل (L’Epee) على تعليم الصم باستخدام لغة إشارة قياسية أنشأها، لذلك من الواضح أنّ الناس اعتقدوا أنّه اخترع لغة الإشارة لأنّ هذه كانت لغة الإشارة الأولى التي تم استخدامها على نطاق واسع، قام (l’Épée) بتكييف علامات لغة الإشارة وإضافة أبجدية يدوية خاصة به، كان إصراره على أنّ لغة الإشارة تحتاج إلى أن تكون لغة كاملة، قام بإنشاء 21 مدرسة لتعليم الطلاب الصم والبكم لغة الإشارة، انتشرت لغة الإشارة الموّحدة لـ (Épée) بسرعة عبر أوروبا والولايات المتحدة.

في عام 1814م، ذهب توماس هوبكنز جالوديت وهو وزير من ولاية كونيتيكت أراد تعليم جاره البالغ من العمر تسع سنوات والذي يعاني من ضعف السمع للتواصل، إلى فرنسا للتدريب على تعلم لغة الإشارة، بعد ثلاث سنوات أسس جالوديت المدرسة الأمريكية للصم في مسقط رأسه هارتفورد، كونيتيكت، حضر الطلاب من جميع أنحاء الولايات المتحدة، بعد ذلك أصبحت لغة الإشارة الأمريكية مزيجًا من هذه الإشارات وتلك الموجودة في لغة الإشارة الفرنسية بفضل تطوير لغات الإشارة الرسمية، اليوم يمكن للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع من فهم الكلام بكل سهولة وبساطة بفضل لغة الإشارة.


شارك المقالة: