قصة اختراع مقياس المطر

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع مقياس المطر؟

ظهرت العديد من الأدلة التاريخية التي أوضحت وقت تاريخ استعمال مقياس المطر في العصور القديمة قبل سنوات بعيدة في فترة ما قبل العصر المسيحي، تقريبًا في بداية القرن الرابع ق.م، وذلك في الهند حيث أنه تم إصدار تعليمات تظهر آلية استعمال مقياس المطر حتى يتم استخدامه لمعرفة أنواع البذور التي يجب أن تزرع، أوضحت الأدلة رقمًا قياسيًا لمقدار هطول الأمطار في أجزاء من فلسطين كان تقريبًا أربعة وخمسون سم.

على الرغم من أنّه من غير الواضح ثبات ذاك الرقم لمقدار حساب هطول الأمطار لمدة عام أو مجموعة من السنوات، لكن بدا واضحًا قديمًا استعمال الحضارات القديمة نوعًا من مقاييس المطر البدائية لقياس هطول الأمطار، خلال عام 1200م، انتشر استعمال مقاييس المطر في مختلف مناطق آسيا، كشفت النصوص على أنّه في الصين تحديدًا كانوا يجرون عدة دراسات للتعرف على كمية الأمطار التي تحدث، حيث قاموا بتركيب مقاييس المطر في المدن الكبرى.

تمت دراسة كمية الأمطار التي سقطت في هذه المواقع في مختلف أنحاء الصين، حتى يتم معرفة مقدار الكمية التي يجب استعمالها لغايات الأغراض الزراعية، تم ذكر استعمال المقياس أيضًا خلال عام 1441م وذلك بناءً على طلب الملك سيجونغ من عائلة تشوسون الكورية ولسوء حظ مواطني تلك المملكة، كان الجفاف قد حلّ على مزارعهم، تسبب ذلك في حدوث مشكلات فيما يتعلق بتحصيل الضرائب، حيث استند مقدار الضرائب على إنتاج مزارعهم.

بسبب هذا التقييد احتاج الملك إلى طريقة موثوقة لفهم عدد المحاصيل التي يمكن أن تنتجها الأرض المحلية، وبالتالي مقدار الضريبة التي يجب تحصيلها، وبذلك يتم تحديد كميات المطر وتحديد مقدار الضرائب المفروضة على كل مواطن، مباشرةً بعد اختراعه تم إرسال مقياس رسمي للمطر لكل قرية لقياس مستويات هطول الأمطار المحلية، مر ما يقرب مئتي عام قبل إنشاء مقياس في أوروبا، حتى قام العالم (Galileo Custelli) بابتكار مقياس متطور في عام 1639م، لحساب كمية الأمطار.

جهود العلماء في اختراع مقياس المطر:

قام العالم روبرت هوك بتصميم مقياس لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم، تم استخدام مقياسه لمدة عام واحد في لندن وفي مكان آخر في بريطانيا قام  العالم ريتشارد تاونلي بإجراء قياسات موسعة، وقام بتسجيل هطول الأمطار في شمال إنجلترا على مدار خمسة عشر عامًا، كان كريستوفر ورين أيضًا له دور مهم في ابتكار مقياس يعطي نتائج دقيقة خلال عام 1662م، كان ذلك من خلال تحويل المياه إلى رافعة، والتي من شأنها أن تنقلب بمجرد وصولها إلى كمية محددة مسبقًا.

وبتلك الطريقة تكون هناك طريقة واضحة لحساب كمية الهطول، تم استعمال هذا النموذج على مدى الأربعين سنة لقياس في أماكن مختلفة في مختلف أرجاء بريطانيا، قام  العالم (Towneley) بإجراء العديد من الحسابات للمقاييس في أماكن أخرى من البلاد لمقارنة هطول الأمطار في مناطق مختلفة، أخذ عالم الطبيعة جيلبرت وايت قياسات لتحديد متوسط ​​هطول الأمطار من 1779 إلى 1786م، وسجل درجة الحرارة والرياح والضغط الجوي والأمطار والغيوم.

تعد سجلات الأرصاد الجوية الخاصة به مصدرًا قيمًا لمعرفة المناخ البريطاني في القرن الثامن عشر. كان وايت قادرًا على إثبات أنّ متوسط ​​هطول الأمطار يتفاوت بشكل كبير من عام إلى آخر بنمط قليل يمكن تمييزه، توالت جهود الأشخاص والعلماء حتى تم اختراع وابتكار المقاييس الحديثة التي تعطي نتائج بدقة عالية، تتراوح مقاييس المطر اليوم من أنابيب بلاستيكية بسيطة إلى أجهزة مؤتمتة بالكامل، طور الباحثون أيضًا مجموعة من الإرشادات المثالية لوضع مقياس المطر.

بما في ذلك وجود المقياس في منطقة مفتوحة خالية من العوائق، وقريبة إلى حد ما من الأرض، تقوم العديد من المشاريع بجمع البيانات المتعلقة من الأشخاص المختصين، للحصول على فكرة عن مقدار كميات الهطول الأمطار وإجراء دراسات موسعة عبر منطقة كبيرة، مثل البرنامج الذي تديره جامعة ولاية داكوتا الشمالية، اليوم تُستخدم مقاييس المطر باستمرار لقياس كميات الأمطار باستخدام طريقة موحدة.

ومع ذلك فهي ليست مثالية ولديها العديد من العيوب بما في ذلك عدم قدرتها على قياس هطول الأمطار بالدقة المطلوبة، والمهمة شبه المستحيلة هو قياس هطول الأمطار أثناء الإعصار، على الرغم من نقاط الضعف هذه، تظل مقاييس المطر أداة علمية مهمة لحساب هطول الأمطار وفهم أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم.


شارك المقالة: