قصة اختراع واجهة المستخدم الرسومية

اقرأ في هذا المقال


واجهة المستخدم الرسومية (Graphical user interface):

يتم من خلال شاشة واجهة المستخدم الرسومية القيام بإنشاء الملفات وإجراء التغييرات والتصاميم المختلفة عليها، باستخدام الفأرة، كان ظهورها أمر مهم جدًا في تاريخ أجهزة الكمبيوتر، تمتعت الواجهة بمزايا عديدة مقارنة بالواجهات التي يكتب فيها المستخدم أوامر تستند إلى نص أو أحرف على لوحة مفاتيح، يمكن استخدام نوافذ واجهة المستخدم الرسومية والقوائم المنسدلة ومربعات الحوار وآليات التحكم الأخرى في البرامج والتطبيقات الجديدة.

بحيث يتم تطبيق المهام المشتركة دائمًا بنفس الطريقة، تمكّن الشخص من استعمال الرموز الموجودة بداخلها بكل سهولة ويسر ومن غير تعقيد، كما اشتهرت بتطبيقها في نظام التشغيل (Macintosh) التابعة لـ(Apple Inc) استبدلت (Graphical user interface) الواجهات النصية الصعبة للحوسبة السابقة بنظام حدسي نسبيًا جعل تشغيل الكمبيوتر ليس فقط أسهل في التعلم ولكنّه أكثر متعة.

ما هي قصة اختراع واجهة المستخدم الرسومية؟

لم يكن هناك مخترع واحد فقط للواجهة الرسومية، فقد تطورت بمساعدة مجموعة مميزة من المخترعين والمبتكرين العظماء، كان فانيفار بوش وهو مدير مكتب في الولايات المتحدة للبحث العلمي والتنمية وكان قد كتب مقالًا نُشر في عدد يوليو 1945م، من مجلة أتلانتيك مانثلي يبين كيفية استخدام جامعو المعلومات جهاز شبيه بالكمبيوتر، أطلق عليه اسم (memex) مزودًا بأزرار يمكنها الوصول إلى كميات هائلة من البيانات المرتبطة وهي فكرة بداية ظهور الارتباط التشعبين جذبت مقالة بوش دوغلاس إنجلبارت وهو فني بحري كان دائم السعي لتحقيق بعض الأفكار المبدعة.

شكّل (Engelbart) بحلول منتصف الستينيات من القرن الماضي، طريقة يتم من خلالها تقسيم الشاشة في مستند، بحيث يتم وضع الكثير من النوافذ والمستندات، سمحت هذه الابتكارات بمعالجة المعلومات بطريقة أكثر مرونة، حدثت الموجة التالية من ابتكار واجهة المستخدم الرسومية في مركز أبحاث (Palo Alto) (كاليفورنيا) التابع لشركة (Xerox Corporation).

تمّ نقل أفكار الواجهة الجديدة لمحطة عمل كمبيوتر تسمّى (Xerox Star) وتمّ إطلاقها عام 1981م وعلى الرغم من أنّ العملية كانت باهظة الثمن إلّا أنّ محطة عمل (Star) التي كان يطلق عيها قديمًا (Alto) قامت باستخدام تقنية تسمّى (bit mapping) على شاشة الكمبيوتر تم الترحيب باستخدام واجهة الرسومات وتم تطوير شاشة الكمبيوتر لعرض ما يمكن أن ينتج عن الطابعة بالضبط  وهي ميزة أصبحت تُعرف باسم ما “تراه هو ما تحصل عليه” أو ما يسمّى (WYSIWYG).

قام علماء الكمبيوتر خاصّةً شخص يسمّى (Alan Kay) بإنشاء واجهة (Star) كما قام بترتيب مجموعة من الصور والرموز على على واجهة الشاشة، والتي كان من المفترض اعتبارها سطح مكتب، تمثل الرموز أنشطة مماثلة للمكتب مثل استرداد الملفات من المجلدات وطباعة المستندات، ذلك باستخدام الماوس لوضع مؤشر الكمبيوتر فوق رمز ثم النقر فوق زر على الماوس، سيتم تنفيذ الأمر على الفور، في أواخر عام 1979م، شاهد مجموعة من المهندسين من شركة (Apple)، بقيادة الشريك المؤسّس ستيفن بي جوبز، واجهة المستخدم الرسومية أثناء زيارة إلى (PARC) وأعجبهم ذاك العمل.

استخدمت واجهة البرنامج نوافذ متداخلة وأيقونات مميزة تتناسب مع سطح المكتب، علاوةً على ذلك أضاف مهندسو شركة آبل ابتكاراتهم الخاصة، بما في ذلك شريط القوائم، تضمنت اللمسات الأخرى أشرطة التمرير على جوانب النوافذ والرسوم المتحركة عند فتح النوافذ وإغلاقها، بعد عام 1990م، أصدرت (Microsoft) نظام التشغيل (Windows 3.0 OS) مع أول واجهة مستخدم رسومية مقبولة لأجهزة الكمبيوتر المتوافقة مع International Business Machines Corporation) (IBM))، أصبحت واجهة المستخدم الرسومية الواجهة القياسية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية.

في أواخر التسعينات، قامت (Microsoft) بإطلاق نظام (Windows 95 OS) الأكثر سهولة، لم تصبح مكونات واجهة المستخدم  مرادفة للحوسبة فحسب بل وجدت طريقها إلى الوسائط الأخرى بما في ذلك التصميم المطبوع وحتى الإعلانات التلفزيونية، حتى أنّه قيل إنّه مع ظهور واجهة المستخدم الرسومية اندمجت الهندسة مع الفن لإنشاء وسيط جديد للواجهة.

خلال التسعينات استمرت واجهة المستخدم الرسومية في التطور، لا سيما عندما بدأت ميزات برامج الإنترنت في الظهور في تطبيقات أكثر عمومية، عام 1983م، قامت شركة (Apple Lisa) بتقديم جهاز كمبيوتر شخصي مع واجهة مستخدم (GUI) لأداء العمليات الروتينية، أصبحت (Graphical user interface) الخاصة بـ (Lisa) أساس جهاز كمبيوتر (Macintosh) الشخصي من (Apple) والذي تمّ تقديمه في عام 1984م وأثبت نجاحه الكبير.


شارك المقالة: