كيف تتطور رسوبيات الصخور الرسوبية؟

اقرأ في هذا المقال


تطور رسوبيات الصخور الرسوبية:

لا تتشابه الرسوبيات الحالية الصخور الرسوبية التي تقدمها لنا الزمرة الجيولوجية، فهي لا تصبح صخوراً رسوبية إلا بفضل عدد من التحولات ذات الطابع الكيميائي والديناميكي الذي يؤلف التطور الطبيعي لكلٍ صخر رسوبي، ومع هذا فإننا نعلم بوجود صخور احتفظت بصفات النظارة مثل كامبر ضواحي لينينغراد الأفقي هو بحالة غضاريات لدنة، كما أن رمال الثالثي القوقعية في فرنسا تُذكرنا أيضاً برمال شواطئنا الرملية وهذه لا تُعتبر إلا إستثناءات.
إذ أن الصخور الرسوبية على الأغلب لا تبدو أمام أعيننا كما كانت عليه في مظهرها الأول الذي فقدته نتيجة كل من ظاهرات تفادم الهرم والتصلد والتصخر الذي يتضمن (انحلال وإعادة تبلور بالإضافة إلى الإماهة والتأكسد) التي بدأت تظهر تباعاً بعد التوضع، إلى جانب ظاهرات الترقق أيضاً التي اعترت النطاقات الملتوية، كما أن بعض الفلزات في الصخور الرسوبية هي عبارة عن منشأ كيميائي يعود تاريخها إلى البرهة التي تشكّل فيها الصخر نفسه مثل الجبس والكالسيت.
كما يتواجد فلزات أخرى يقال لها محلية المنشأ أو مستجدة التشكّل مثل (الكوارتز، البيت، تورمالين) والتي تنشأ بعد هذا التشكل للصخر عن طريق جريان تصخري (دياجينيتي) لمياهٍ ممعدنة، وعلى هذا النحو نرى أن المياه الحمضية الحاوية على كبريتات تُعتبر حالياً بمثابة مذيبات قوية بإمكانها حل ونقل وإعادة تشكل عناصر السيليكات وهذا التأثير ينشط من خلال العوامل التكتونية، وفي الواقع إن الرسوبيات المائية كالوحل مثلاً يمكن إعادتها إلى السطح بحركات الأرض وعندئذ تبدأ بالتجفف عن طريق خسراتها لمياه التبلل ثم تكتسب القساوة.
وحتى تتمكن الصخور ومع مرور الزمن أن تخسر مياهها الاتحادية وتخضع إلى جفاف حقيقي يحولها إلى غضار وشيست غضاري، أي لا يصنعان توافقاً مع الماء، أما فيما يتعلق بظاهرات التصخر (التكون الصخري) فيمكن أيضاً أن تتدخل بسرعة كبيرة وذلك في غضون المدة التي تكونت فيها الرسوبيات مازالت بحالة النشوء في الوسط المائي، وقد أظهرت جميع الدراسات الجيولوجية على الصخور الرسوبية أنّ تصلد الرسوبيات (أي القساوة التي تكتسبها الرسوبيات ) بإمكانه أن يحصل بسرعة فائقة في قاع الحوض نفسه الذي تشكلت فيه الرسوبيات.
كما أن المياه البحرية كالمياه العذبه بإمكانها حل الكلس أو السيليس هياكل حيوانات تاركة بذلك فراغات تُملأ فيما بعد بمواد فلزية أخرى، ويحصل توضع المادة الفلزية على الأغلب بين العناصر الرضيخة (مفتتة) من الرسوبات أو العناصر العضوية ليتولد ملاط كلسي أو سيليسي فيكتسب الصخر به قساوة كبيرة.

المصدر: الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994


شارك المقالة: