كيف تنصهر الصخور؟

اقرأ في هذا المقال


إنصهار الصخور:

عمل الجيولوجيين الكثير من التجارب العملية التي أفادت كثيراً في فهم آلية انصهار صخور القشرة الأرضية وتصلُّبها، حيث تم التوصل من خلال هذه التجارب إلى أنّ بؤرة انصهار الصخور تعتمد بشكلٍ رئيسي على التركيب المعدني والكيميائي للصخور ولا سيما عند توافر الظروف المناسية من حرارة وضغط.
وللحرارة علاقة وثيقة بالانصهار حيثّ أن التجارب التي كانت في بداية القرن العشرين بيّنت أنّ الصخر الذي يكوّنه عدد من المعادن لا يتم صهره بشكلً كامل عند درجة حرارة ما، بل يحدث لمثل هذا النوع من الصخور انصهار جزئي؛ وذلك نظراً لأن المعادن التي تكوّن الصخر مختلفة ومتعددة وتنصهر عند درجات حرارة متفاوتة ومختلفة أيضاً.
سينصهر جزء من المعادن عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة ، في حين أنّ الجزء الآخر من المعادن يبقى صلباً، حيث أنّ عملية الانصهار ستتوقف عند درجات حرارة معينة ومع بقاء الظروف المحيطة كما هي، وبالتالي سيتم انتاج خليطاً وصهيراً لنفس الصخر، حيث يطلق عليه مصهوراً جزئياً، هذا فقد تعتمد نسبة الجزء المنصهر انصهاراً جزئياً على التركيب المعدني للصخور وعلى درجات الانصهار وبالإضافة إلى درجة الحرارة المتواجدة في القشرة الأرضية أو المتواجدة في الوشاح (مكان حدوث عملية الإنصهار).
إنّ في عملية الإنصهار وفي الحد الأقل يتوجب ألا تقل نسبة الكمية المنصهرة عن 1% من حجم الصخر الأصلي، ويكون الصخر الساخن في الحالة الصلبة، كما أنّ نسبة من الصهير تظهر على شكل قطرات صغيرة محاطة بالبلورات في كل اتجاهات كتلة الصخر، ومن خلال فهم عملية الإنصهار الجزئي سيتم معرفة جميع الطرق التي تساهم في تكوين أنواع عديدة من الصهارة وبدرجات حرارة مختلفة في مختلف مناطق باطن الأرض.
ونتيجة لوزن الصخور التي تُغطي القشرة الأرضية ومع تزايد وزنها سيزداد الضغط وبالتالي يزداد العمق في باطن الأرض، لهذا السبب ونتيجةً للتجارب العملية تبيّن أنّه عند صهر الصخر متأثراً بضغوط مختلفة، فإنّ درجة الحرارة تزداد بشكلٍ كبير مع زيادة الضغط، فالصخور التي تنصهر عند درجات معينة من الحرارة تبقى في الحالة الصلبة عند تلك الدرجة في باطن الأرض بسبب ارتفاع الضغط.
ظهر دور الماء في الصهرات واضحاً من خلال ما قام به العلماء بإضافة كمية قليلة من الماء للصخور التي تم صهرها مما ساعد ذلك في معرفة أنّ تركيب المصهور الجزئي والمصهور المتكامل لم يحدث لهما تغيّر نتيجة تغيير درجات الحرارة والضغط فقط، بل تم التغيير من خلال كمية الماء المتواجدة أيضاً.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد/1994علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016علم الجيولوجيا .. الإنسان والطبيعة والمستقبل/و.ج. فيرنسيدز/2020


شارك المقالة: