كيف يتم تحليل الغضاريات بالأشعة السينية؟

اقرأ في هذا المقال


تحليل الغضاريات بالأشعة السينية:

نحن نعلم أن الأشعة السينية هي أشعة ذات أطوال موجية قصيرة جداً تنعرج بالشبكات البلورية التي تلعب هنا دور شبكات في دراسة انعراج الضوء العادي، حيث تكون أطوال الموجات كبيرة جداً، وكان فون لويه هو أول من درس إنعراج الأشعة السينية بواسطة ذرات بلورة، وبيّن براغ أن إشعاعاً أحادي اللون لا ينعرج إلا بزاوية رجوع محددة تماماً وتسمى زاوية براغ على مستوى الشبكية، ويرجع الإنعراج عندها إلى إنعكاس على هذا المستوى، إذاً توجد علاقة بين طول الموجة للإشعاع ومسافة المستويات الشبكية.
فإذا كانت طول الموجة معلومة فإنه ومن الممكن أن نستخرج هذه المسافة، ونعود إعتباراً من هذه القيمة إلى تركيب البلورات المطلوب دراستها، وهذا أمكن بنية عدد كبير من الفلزات وبخاصة بنية مختلف نماذج الغضاريات التي تمت دراستها، وفي حالة الغضاريات التي تكون فيها البلورات مجهرية فإنه من الضروري إستعمال تقنية خاصة، وعند إذ يُلجأ إلى طريقة ديبي وشير التي تسمى بطريقة المساحيق، فترسل حزمة ضوئية دقيقة أحادية اللون على مسحوق بلوري ناعم، حيث يتكون المسحوق في هذه الحالة من الغُبار.
فالجزيئات البلورية تكون كبيرة العدد لدرجة نجد معها دائماً انكساراً بالإتجاه المطلوب لإحداث انعكاس براغ على المستويات الشبكية، فكل مستوى شبكي يُعطي على هذا النحو موجة منعرجة يحدد مجموعها مخرطا دورانياً محوره يتمثل بحزمة الورود، وتكون زاوية رأس المخروط ضعف زاوية براغ، وتعطي صورة فوتوغرافية عن جميع المستويات الشبكية ومن هذه المخططات البيانية التي تُعتبر مميزة للغاية يُمكننا أن نتوصل أيضاً إلى البُنية البلورية للجسم.
بالإضافة إلى ذلك فإن تحليل الغضاريات بالمجهر الإلكتروني ساعد على تبيان طبيعتها الجزيئية الجهرية ومن المقبول أن جميع الغضاريات هي تجمعات لجزيئات أولية مؤلفة من تكدس نوع من بليرات بدائية ذات أوضاع وريقية بسماكة بضع أنغوسترومات، ووفق هذه الوريقات يحدث انعكاس الأشعة السينية، كما تتكرر تجمعات الذرات إلى ما لا نهاية، وفي كل وريقة محددة فيها نوع من السمة المميزة وهكذا نجد أنه توجد وريقتان بدائيتان للكاؤلينيت والهالوازيت وثلاث للمونتموريولينت، البيديلليت، البنتونيت.
وتكون طيوف إنعراج الأشعة السينية تختلف في الغضاريات ومميزة للغاية ونحصل عليها بسهولة مما يُساعد بذلك على تحديد مختلف الغضاريات حسب أوضاع خطوط هذه الطيوف وهكذا يظهر الكائولين بخطين مشددين ويعطى المونتوموريولينت خطين مجاورين جداً للمركز المقابل للفارق الشبكي لوريقتين متتاليتين.

المصدر: الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994


شارك المقالة: