ما لا تعرفه عن النفط الخام

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام يعتبر النفط الخام المستخرج من الأرض في أجزاء مختلفة من العالم أحد أكثر الموارد قيمة في العالم الحديث باعتباره الشكل الأساسي للبترول، فهو يعمل على تشغيل السيارات والسفن والطائرات، كما أنه يعمل أيضاً كمورد للمواد الخام الموجودة في كل شيء من أقراص DVD والشامبو إلى العطور والأطراف الصناعية وما إلى ذلك.

ما هو النفط الخام؟

هو عبارة عن منتج بترولي طبيعي يتكون عادةً من رواسب هيدروكربونية في أحواض أو خزانات طبيعية تكون موجودة تحت الأرض، وعلى الرغم من أنه يطلق عليه غالباً الذهب الأسود إلا أن النفط الخام له لزوجة واسعة النطاق، ويمكن أن يختلف في اللون إلى درجات مختلفة من الأسود والأصفر اعتماداً على تركيبته الهيدروكربونية، كما يمكن تكرير النفط الخام لإنتاج منتجات قابلة للاستخدام مثل: البنزين والديزل وأشكال مختلفة من البتروكيماويات.

كيف نعرف أن في هذه الأرض نفط؟

قد يكون اكتشاف النفط الخام على الأرض مهمة صعبة للغاية، ففي العصور القديمة كان النفط يتم جمعه بعد تسربه إلى سطح الأرض، ولكن يتضمن جمع النفط الحديث استخدام جهاز حفر لحفر حفرة على عمق آلاف الأمتار تحت سطح الأرض، وبدلاً من استخدام مثقاب لاختبار نقاط عشوائية لوجود النفط يتم استشارة المتخصصين مثل الجيولوجيين والجيوفيزيائيين، حيث أنهم يستخدمون معدات لتحديد وجود النفط تحت سطح الأرض، وفيما يلي بعض الطرق لمعرفة أذا كان يوجد في أرض معينة نفط:

فحص الأرض عند تسرب سائل منها:

وهذه هي الطريقة الأقل توغلاً وتكلفة للتحقق من وجود النفط، حيث يتكون النفط من مادة عضوية متحللة أو هيدروكربونات، والهيدروكربونات تكون محاصرة في مناطق من الصخور المسامية أو صخور الخزان، وقد يساعد فحص أنواع الصخور الشائعة في هذه الطريقة في تحديد وجود النفط في أرض معينة أو لا.

استشارة الجيولوجيين:

بشكل عام الجيولوجيين يعملون على فحص الصخور ويدرسون وجود الهيدروكربونات تحت الأرض، حيث يمكن للجيولوجيين البحث في المنطقة التي نعيش فيها وإجراء فحص ميداني لتحديد إمكانية وجود النفط أو لا.

الاستعانة بفريق جيوفيزيائي:

يدرس الجيوفيزيائيون الخصائص الفيزيائية للتربة التحتية، وقد يلقي هذا نظرة فاحصة على احتمال وجود النفط الخام في بعض المناطق، وباستخدام معدات عالية التقنية سيأخذ الجيوفيزيائيون القياسات ويسجلون البيانات من تحت سطح العقار، ومن ثم سوف ترسل الاهتزازات إشارات تحت سطح الأرض، ثم سيتم استقبال الموجات المنعكسة بواسطة الجيوفون (سماعة أرضية)، وأخيراً سيتم جمع هذه البيانات وتخزينها لتحليلها لاحقاً.

فوائد استخراج النفط الخام من الأرض:

يوفر النفط الخام بمجرد تكريره إلى بترول مصدر طاقة لا يصدق بالإضافة إلى كونه مصدر مهم في مجموعة متنوعة من السلع المنزلية والأدوات المفيدة، كما تضيف عملية الحفر وظائف وفوائد للاقتصاد العالمي، ويمكن أن تفيد أيضاً الغلاف الجوي والبيئة المائية من خلال تقليل تسرب الهيدروكربونات في المحيطات، وفيما يلي بعض فوائد استخراج النفط الخام من الأرض:

  • النفط (مورد عالمي): إن النفط الخام المستخرج من الأرض مفيد، ولكن ليس في شكله الخام، حيث إنه قد يتطلب عملية تكرير لتجعل المنتجات البترولية قابلة للاستخدام، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام النفط بعد تكريره في إنتاج الملابس والأثاث ومستحضرات التجميل والأدوية بالإضافة إلى البنزين ووقود الطائرات الذي يشغّل وسائل النقل الحديثة.
  • المنافع الاقتصادية للنفط الخام: عادةً تتطلب عملية استخراج وتكرير واستخدام المنتجات الثانوية من النفط الخام المئات إن لم يكن الآلاف من الأشخاص، حيث أن الصناعة المبنية حول التنقيب عن النفط تخلق وظائف في عدد كبير من الصناعات بما في ذلك: الشحن والنقل وكذلك الأبحاث الطبية، كما تأتي الفائدة الفورية للتنقيب عن النفط في شكل خلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد، فعلى سبيل المثال إذا زادت الولايات المتحدة من عمليات التنقيب عن النفط فستكون هناك حقاً زيادة في عدد الوظائف المتاحة وانخفاض في تكاليف الطاقة المحلية.
  • الفوائد البيئية للنفط الخام: بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية الفورية فإن التنقيب عن النفط يمكن أن يفيد البيئة على المدى الطويل – لا سيما عند الحفر في الخارج في المناطق الساحلية، حيث أنه قد يمثل تسرب النفط الطبيعي أكثر من نصف ملوثات النفط في المحيطات، مما يدفع غاز الميثان إلى الغلاف الجوي وتكوين بقع نفطية على سطح الماء، والتي بدورها قد تؤثر سلباً على التجمعات البحرية، كما يقلل التنقيب عن النفط من ضغط مكامن النفط تحت الأرض، مما أنه قد يقلل بشكل كبير من كمية تسرب الهيدروكربون وكمية غاز الميثان في الغلاف الجوي.

ولكن الفوائد الاقتصادية والبيئية للتنقيب عن النفط تأتي مع مخاطر، حيث يمكن أن تؤدي حوادث الحفر وانسكابات النفط إلى إحداث فوضى في الحياة المائية وحياة الأشخاص الذين يعيشون على السواحل، وقد أدت عمليات التنقيب عن النفط إلى ضخ السموم وكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: