ما هي التراكيب الطبقية (الستراتيغرافية)؟

اقرأ في هذا المقال


التراكيب الطبقية (الستراتيغرافية):

إن القيام بعمل تركيب طبقي يعني دمج المعطيات السابقة لاستعادة التمثيل الجيولوجي القديم للأرض والجغرافية الأرضية (الباليوجغرافية) في المكان وفي مختلف العصور ثم في الزمان، وكل تركيب لكي يكون مقبولاً يجب أن يكون متناسقاً ولا يشمل على تناقضات، فيجب أن ينسرد بشكل قصة، كما أن الجيولوجي عندما يقارن المقاطع الإقليمية يبذل عناية فائقة بالبدء في سبيل تحديد التوقيتات.
ولدراسة النطاقات ذات السحنة الواحدة التي تؤدي إلى رسم نطاقات السحن المتكافئة أو نطاقات مختلفة وذلك بالنسبة لكل عصر، وبمثل هذا الجهد يمكن بالنسبة لكل فترة من تاريخ الأرض رسم الحدود الخاصة للقارات والبحار، وبالنسبة للقارات ترسم مع بحيراتها وصحاريها ولاغوناتها وحفرها الإنكباسية، وبالنسبة للثانية ترسم مع سواحلها ونطاقاتها فوق القارية والجيوسنكلينالية، وستضم الرسوبات المتواقتة حسب الوحدات الكبرى للجيولوجية القديمة مما ساعد على تكوين فكرة واضحة عن مشهد مجموع الأرض في العصر المعني.
وبعدئذ يمكن التعرف على جيولوجية المنطقة القديمة المقارنة في الزمان وذلك بمحاولة ربط تمثيلاتها المتعاقبة ببعضها بصورة نحصل معها على تركيب بدرجة أعلى، حيث تعبّر بدون تأثر عن تطور وجه الأرض خلال الأعمار الجيولوجية، وهذا ما سيقودنا إلى تبيان التنافرات وأهمية الطغيانات والانحسارات والثغرات التي سبقتها أو تلتها مستندين إلى قانون هوغ الذي يرى أن كل انحسار في منطقة مقعرية يكون معوضاً بطغيان فوق رقعة قارية والعكس بالعكس أيضاً.
هذا وسيكون تحليلنا حقاً عبارة عن تعاقب منسجم لجيولوجيات متآخذة، حيث أنها أصبحت أسلوباً حقيقياً للتحقيق ونستطيع بواسطتها عرض الاستمرار بين تمثيلاتها في الفراغ ووجود أحواض كبيرة ذات نوع من الاستمرار والذي تقدم أطرافها لوحدها حركية لا تهدأ، وهكذا نرى أن التاريخ الكلي للترسب ليس أكثر من تعاقب لدورات رسوبية بحرية تجري في هذه الأحواض ويبتدئ كل من هذه الدورات بطغيان بطيئ كي ينتهي بانحسار أكثر سرعة على الغالب.
فإذا كان الترسب مستمراً في وسط الحوض فإن التذبذبات البحرية قد تركت على العكس آثارها وضوحاً على السواحل، إذ تظهر هنا الدورات المختلفة منفصلة عن بعضها بثغرات أو بتشكلات قارية، وهكذا تكون كل دورة معينة قابلة لطابق جيولوجي، وستكون قيمة طابق ما كما عرفناه من وجهة النظر الجيولوجية القديمة كبير كلما كانت الدورة التي تقابله تحتل مجالاً أكثر اتساعاً.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014


شارك المقالة: