الخصائص الجيولوجية لمياه المحيطات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الخصائص الجيولوجية لمياه المحيطات؟

إن مياه البحار والمحيطات تتميز بمجموعة خصائص جيولوجية وأول هذه الخصائص هي ملوحة البحار والمحيطات، إن الأملاح التي تتمثل في مياه البحار والمحيطات تختلف عن تلك التي تكون متواجدة في المياه العذبة فوق سطح القشرة الأرضية، ويعود السبب في ذلك لأن الأملاح المتواجدة في البحار والمحيطات قد تشكلت في ظروف طبيعية وبيولوجية مختلفة بشكل كُلي عن المياه العذبة للأنهار أو البحيرات فدلت الدراسات الجيولوجية على أن مياه الأنهار تختلف عن مياه البحار في نسبة ملوحتها وفي التركيب الكيميائي لكل منها، ويعود السبب في ملحوة مياه البحار إلى وجود كلوريد الصوديوم وبعض الأملاح الأخرى.
حيث تمكن الجيولوجيين من القول أنه في كل 1000 غرام من مياه البحار يتمثل نحو 35 غرام من الأملاح الذائبة كما أن متوسط نسبة الملوحة في داخل البحار المتسعة المفتوحة يبلغ حوالي 0.33 غرام/100 غرام، ومن أهم العوامل التي تؤثر في ملوحة مياه البحار والمحيطات هي العلاقة بين كمية المياه المكتسبة بواسطة الأمطار والثلوج والمياه أيضاً التي تصبها الأنهار وتلك التي يتم فقدها من مياه البحر من خلال طرق التبخر، والخاصية الثاني هي اختلاف كمية الأكسجين في مياه البحار والمحيطات، حيث أن وجود الأكسجين في مياه البحار والمحيطات يُعد ذو أهمية كبيرة جداً ليس لأنه فقد يعمل على تمثيل أهم العوامل التي تساعد في تنشيط الكائنات البحرية.
بل كان السبب في أهمية وجود الأكسجين لأنه عبارة عن مؤشر واضح ويدل على طبيعة الحركة للمياه في البحار وتحدد مدى خصوبتها، ومن بعد ذلك يعد كل من الأكسجين وعنصر ثاني أكسيد الكربون من أهم الغازات التي تكون مذابة داخل مياه البحار والمحيطات ومن خلال الدراسات الجيولوجية التي أجريت في مياه المحيط الأطلسي يتوضح لنا أن كمية الأكسجين تتزايد في المياه الواقعة بالعروض العليا وخاصة عند عمق 350 متر، ومن أحد الخصائص أيضاً كثافة مياه البحار والمحيطات، حيث أن كثافة المياه تتشكل بالاعتماد على اختلاف كل من درجات الحرارة ونسبة الملوحة بالمياه بالإضافة إلى الضغط الواقع والمؤثر عليها أي اختلاف في عمق المياه.
وفي حال كانت المياه ذات درجات حرارة تختلف من مسطح مائي إلى مسطح مائي آخر فإن كثافة مياه البحار تختلف في الكتل المائية أفقياً ورأسياً، أما بالنسبة لأثر نسبة الملوحة على الكثافة فإنه كلما انخفضت نسبة الملوحة بالمياه فإن كثافتها تقل وفي نتيجة ذلك فإن منحنى الكثافة بمياه البحار هو عبارة عن العلاقة التي تكون متبادلة بين كل من درجة حرارة المياه ونسبة ملوحتها في الأعماق المختلفة، ورابعاً وهي من الخصائص المهمة وتعني اختلاف ألوان مياه البحار والمحيطات، فعلى الرغم من أن الماء النقي عديم اللون أي أن لا يملك لون أبداً إلّا أن مياه البحار والمحيطات تظهر في الطبيعة بألوان مختلفة.
ففي البحار العميقة التي تكون مفتوحة خاصة في العروض الوسطى والسفلى فإنها كثيراً ما تظهر مياه البحار باللون الأزرق الفاتح في حال أن مياه البحر الساحلية تظهر باللون الأخضر، وهناك عدة عوامل من الممكن أن تجعل مياه البحار والمحيطات تظهر بألوان مختلفة وأولها هو تغلغل أشعة الشمس الضوئية في مياه البحر، وتكوين الشعاب المرجانية الملونة بالإضافة إلى تنوع المواد العضوية العالقة وتلك المذابة بمياه البحر، كما أن وجود الطحالب وفي حال انتشرت أيضاً كائنات الكوكوليثوفورس بالمياه فإنها تعمل على انتشار الزبد الأبيض، ومن آخر الخصائص الجيولوجية لمياه البحار والمحيطات هي التكوينات الجليدية بمياه البحار والمحيطات.
حيث أن هذه التكوينات تتنوع في أشكالها بالاعتماد على الظروف التي كونتها وعملت على إنشائها، حيث يمكننا تصنيفها بالاعتماد على مصدرها إلى مجموعتين أساسيتين وأول هذه المجموعتين هي الجليد البحري والذي هو عبارة عن الغطاءات الجليدية التي تتشكل في منطقة أعلى سطوح البحار والمحيطات وذلك يحدث عندما تنخفض درجة حرارة المياه عن نقطة التجمد الخاصة بها، والمجموعة الثانية تسمى باسم الجبال الجليدية الطافية والتي هي عبارة عن كتل جليدية على هيئة جبال تطفو بالمياه وهذه الجبال تنشأ فوق اليابسة في بداية الأمر ولكن عندما ينساب الجليد من المنحدرات العليا للمنحدرات السفلى فمن الممكن أن يجد طريقه في النهاية للبحر المجاور.
لذلك اهتم الجيولوجيين بمياه البحار والمحيطات ومصادرها لما كان لها الدور الكبير في تكوين سطح الأرض وهي ذات أهمية في معرفة توزيع وانتشار القارات جيولوجياً على السطح الخارجي نتيجة عمليات وحركات أرضية داخلية وخارجية سواء أكانت حركات أرضية سريعة أو بطيئة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: