ما هي جموديات العصر الجيولوجي الرابع؟

اقرأ في هذا المقال


جموديات العصر الجيولوجي الرابع:

من أهم الجموديات في العصر الجيولوجي الرابع هي ما تسمى بـ الجموديات الإسكندينافية وقد نمت فيها الظاهرات الجمودية بأبعاد ومدى لا مثيل لها وكانت هناك قبعة جليدية قارية، وتكون مماثلة لقبعة جليد جزيرة غرونلند وتزيد سماكتها عن 2000 متر في مناطقها الوسطى، كما كانت تغطي الكتلة الجبلية الاسكندينافية وتسكب جليدها من سائر الأطراف، وكان الجليد باتجاه بحر الشمال الذي كان كله مردوماً بالجليد وكان يتلاحم بالجليد الذي كان يغطي إيرلندا وإيقوسيا وشطراً كبيراً في بريطانيا (مورينات ضاحية لندن).
وكانت الجموديات تنساح جنوباً فوق سهول هولندا (منطقة أمستردام) وألمانيا (بوميرانيا وبراندبورغ والجلاميد التائهة في ضواحي برلين) وروسيا حيث كانت ملايين الكيلو مترات المربعة قد تغرقت تحت هذه الطفوحات الجلدية، وقد أمكن التعرف على الجبهة القصوى التي بلغتها الجموديات إما عن طريق وجود فاللوم مورينية أو لوجود جلاميد تائهة كما أظهرت الملاحظات الجيولوجية في داخل هذا السور الشاسع أنه كانت توجد بقايا جمودية أخرى متصندقة ويمكن الفصل فيما بينها استناداً إلى نظارتها إلى مركبين.
حيث الأول ينتسب إلى زحف جمودي حديث (مورينات داخلية) في حين يعود المركب الآخر إلى زحف جمودي أقدم (مورينات خارجية)، وقد أظهرت دراسة أعمال السبر العميقة التي تمت في منطقة برلين أن هذه المركبات كانت منفصلة بتشكلات بين جمودية وأنه بالتالي حدث هنا ما سبق وأن حدث في جبال الألب بأنّ تقدم الجموديات لم يكن مستمراً بل تذبذبياً، وقد أمكن تبيان وجود ثلاثة زحوف جمودية في هذه المناطق الشمالية انطلاقاً من لحقيات قديمة، هذا وإن أول زحف جمودي كان زحف الستر (نهر يمر من لايبرزيغ).
كما أن هذا النهر تغطي موريناته غضاريات مشرطة (غضاريات ذات حزامات لدى الجيولوجيين الاسكندينافيين)، وهو الزحف الذي اندفع لأبعد مسافة إذ بلغ إقليم ساكس وتورينغ ومنطقة ويزر، وقد كان هذا الزحف الجمودي منفصلاً عن التالي بدور بين جمودي والذي توضعت خلاله طبقات برلين والغضارايات البحرية لخليج هامبروغ، أما الزحف الجمودي الثاني في غرب لابيزيغ فقد اندفع لأبعد من السابق في وادي الراين وينسب اليه المورين الكبير الذي يمكن متابعته من وادي بوج حتى جنوب هامبروغ، وتتمثل الفترة الثانية بين الجمودية التي عاقبته بتشكلات المخثات أو البحيرية والحاوية على نبيت نيلوفريات وكستناء الماء.
والطبقات البحرية لوادي إيم في جنوب خليج زويدرزه الهولندي (طابق إيني) ذات الوحيش الشمالي، وقد كان لهذه الطبقات إمتداد كبير وتمثل توضعات بحر بلطيقي قديم بين جمودي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014


شارك المقالة: