ما هي ظاهرات الاستحاثة لعلم المستحاثات؟

اقرأ في هذا المقال


ظاهرات الاستحاثة لعلم المستحاثات:

إن المستحاثات التي هي عبارة عن آثار الكائنات التي عاشت قبل العصر الحالي، قد حُفظت حتى وصلت إلينا بسيرورات الإستحاثة أي بواسطة مجموعة من الأسباب الفيزيائية والكيميائية التي تدخلت بدءاً من موت الكائن المعين، ومن النادر أن تتمكن الجثث أو بقايا الكائنات العضوية الأخرى من الاحتفاظ على سطح الأرض بكيانها؛ لأنها لا تلبث أن تتلف فيه، والشر الأساسي للاستحاثة هو إذن الدفن بمعزل عن الهواء.
ومن الطبيعي أن تكون الأجزاء القاسية من العضوية كالأجزاء العظمية والدروع والغلافات والقواقع هي التي ستحفظ بسهولة كبيرة ولكن قد يصدف أن تخلف الأقسام الرخوة آثارها على شكل مومياء تقريباً، وفي هذه الحالة تكون المستحاث ذات قيمة كبيرة الفائدة؛ لأنه سيعطي معلومات عن هياكل الكائن المُختفي مثل مومياء الأكتيوصور وهو كلب بحر من اللياس والديناصورات الكيرتياسية بالإضافة إلى مومياء ضفادع فوسفوريت كيرسي، وقد يصدف أن تحتفظ هذه الأقسام الرخوة ببنيتها الأصلية لدرجة يمكن عليها إجراء دراسة نسجية.
وقد تحققت مثل هذه الدراسات لكنها استثنائية بالنسبة لحيوانات من نوع الكركدِن محفوظة في الفحوم الهايدروجينية في الطبقات الثلاثية الحاوية على البترول في جبال الكاربات، وعلى حشرات عنبر بحر البلطيق وعلى حيوانات الماموت في الأراضي المتجمدة في شمال سيبيريا، وطريقة الإستحاثة المألوفة هي الترصيع بواسطة التوضعات الكلسية التي تتركها بعض أنواع المياه، وقد يتم التوضع قرب ينبوع في حوض بحيري ترافيرتان حيث نجد كل العضويات الحيوانية والنباتية مغلفة بغطاء ناعم من فحمات الكلس التي تكسو أدق التفاصيل.
وبما أن العضوية نفسها تتعرض بعد إذن للتلف فلا يبقى منها سوى القالب الداخلي أول القالب الخارجي، وبعد ذلك قد تمتلئ هذه الفراغات بتوضعات أخرى تجعلها قالباً طبيعياً لا يُعطي عن العضوية المستحاثة سوى الملامح السطحية، كما أن عالم المستحاثات يستطيع أن يقوم بهذا العمل عندما يصب الشمع في تجاوف قطعة طف أو ترافيرتان ثم يُعتمد إلى حل العينة المحقونة بواسطة حمض ما، وبهذه الطريقة أمكن إعادة تمثيل الحشرات والحيوانات والثمار والأزهار التي تعود إلى بضعة ملايين السنين، والموجودة في صخور الترافيرتان الإيوسينية لمنطقة سيزان قرب باريس.
وبهذه الأساليب يتم تشكل القوالب الطبيعية تكون رُسمت وحفظت آثار وجود الكائنات الحية والدروب والخدوش وآثار الخطوات بالإضافة إلى قوالب التجاويف المعدية للميدوزات وكل الانطباعات التي تسمى فيزيولوجية وكثيرة التنوع، لكن في أغلب الأحيان تحصل إستحاثة عضوية بطريقة مختلفة فتظل المادة الأصلية للمستحاثات وهذا يسمى أسلوب التمعدن.

المصدر: الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994


شارك المقالة: