ما هي علاقة التطبق الصخري والتكتونيك؟

اقرأ في هذا المقال


علاقة التطبق الصخري والتكتونيك:

من العسير على عالم طبقي (ستراتيغرافي) مهتم بالتركيب ألا يكون عالماً تكتونياً، لأن حركات الأرض (التي تؤلف دراستها علم التكتونيك) هي التي تؤدي إلى الطغيانات والإنحسارات البحرية وتنظيم توزيع وتراكم الرسوبات، لهذا نعتقد أنه من المفيد الإلحاح منذ الآن على العلاقات المتبادلة بين هذين الفرعين من الجيولوجيا، كما يقود التاريخ الجيولوجي للأرض إلى بناء وتهديم السلاسل الجبلية المتعاقبة ويشمل كل من دورات هذا التطور الذي يشغل فاصلاً زمنياً عظيماً، كما يشتمل على مرحلة تحضير رسوبية تعقبها مرحلة التوائية رئيسية.
ولكن حركات الأرض تستطيع أن تتدخل باكراً جداً خلال المرحلة الرسوبية، وتكون المرحلة الالتوائية مصحوبة دائماً بحتٍ شديد يفتتح المرحلة الرسوبية للدورة التالية، وهكذا انتصبت بضع سلاسل على سطح الكرة الأرضية كالسلسلة الهورونية وهي الأقدم (سابقة للكامبري) والسلسلة الديفونية (قبل ديفونية) والسلسلة الهريسينية (كاربونيفيرية) وأخيراً السلسلة الألبية حيث أنها أحدث السلاسل والتي وقعت في آخر الحقب الثالث.
غير أن لدن التحضير الرسوبي لكل دورة تكون الجغرافية القديمة تحت هيمنة عنصرين أساسيين هما الرُقع القارية وهي عبارة عن حجرات صلدة نسبياً من القشرة الأرضية والمقعرات الأرضية التي تتجول بين هذه القارات وهي عبارة عن حفر ترسيب حقيقية تكون أساساً غير مستقرة، حيث أنه وبالرغم من اشتهار الرقع القارية بأنها مستقرة فإن الحركات المولدة للجبال (الأوروجينية) تخلق فوق الرقع انقطاعات عمودية أو فوالق (صدوع) وهي شواهد على نقص في مرونة الركيزة.
بالإضافة إلى طيات ذات قطر إنحنائي كبير (طيات القاع حسب آرغان) تؤدي إلى نهوض أو خفس يعتريان مناطق واسعة، فالمناطق الخافسة تصبح حفر الإنهدام أو حوضات إنكباس، وهي بقاع مختارة لتراكم الرواسب التي يمكن أن تكون حسب الحالات أي بحيرية مثل (وادي الراين خلال الأوليغوسين) أو بحرية (حوض باريس أثناء الحقب الثاني والثالث)، ولكن هذا الترسيب الإنكباسي المتميز بسماكته وبرتابة سحنته التي تكون عموماً قليلة العمق، وتغذيها مناطق بارزة تطيف بالمنخفضات مما لا تؤدي مطلقاً إلى تحولات استحالية.
وفوق النطاقات القارية البحتة تتولد صخور من نموذج خاص مثل اللحقيات النهرية والحطامية أو الجمودية والتشكلات الصحراوية الكثبانية أو المروحية الإنفراشية، وكل الصخور التي تنتج عن ظواهر التفكك (بطحاء أو آرين آركوز) أو عن التأكلس (تربة حمراء، رمال وغضاريات نارية) تتميز هذه الزمر القارية بتنوعها الكبير وبقلة سمكها واللون الأحمر (أوكسيد الحديد).

المصدر: الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994


شارك المقالة: