فرضيات جريان الكتل السطحية بفعل الثقالة:
وتستطيع هذه الفرضية التي نادى بها شاردت بدءاً من عام 1893 ولوجون في عام 1896 ثم من جانب جينيو ومورية وشنيغانز منذ عام 1937، والتي دعمت تجريبياً على يد ريير، تستطيع أن تتلخص على الصورة التالية أي أن يكون بمقدور الرسوبيات الممتدة على مساحات كبيرة أن تنفصل عن قاعدتها وتنزلق أحياناً لمسافات بعيدة جداً مؤدية لنشوء التواءات وحتى لأغشية جرف حقيقية تسير لتتكدس في المنخفضات، وهكذا كان شاردت يفسر أصل أغشية مقدمة الألب المنفصلة عن أساسها المتبلور والتي تم نقلها لمسافات بعيدة.
وقد روجت هذه الفرضية من طرف هارمن عام 1930 وتقوننت على يده لتتخذ اسم نظرية الذبذبة، ويرى هذا المؤلف أن كل التواء يبدأ في الأصل على شكل تقبب شديد في القشرة الأرضية وهو ما يدعوه الورم الأرضي من فوق خواصر هذا التورم، ونشاهد انزلاقات الطبقات التي ستؤدي لتشكل جعدات تدرسها الجيولوجيا التقليدية، وما ذلك التورم إلاّ عبارة عن تكتونيك ثانوي ونتيجة لتشكل الأورام الأرضية والتي تتمخض بدورها عن تكتونيك بدائي انطلق بفعل تيارات مهلية (صهارية) صاعدة.
وهناك حقاً نصيب كبير من الحقيقة في هذه الفرضية القائلة بجريان كتل سطحية بفعل الثقالة، والتي تتمتع حالياً بحضوة كبيرة لدى التقنيين منذ ظهور دراسات جيولوجي غرينوبل عن منطقة جبال غابانسيه (قرب مدينة غاب)، ولكن هذه الفرضية لا تكون مقبولة إطلاقاً من الفترة التي يتشكل فيها مستوى مائل ستجري فوقه هذه الكتل، وذلك على أثر ظاهرات مولدة للجبال والتي يتم شرحها بوضوح بسبب أننا نعزوها لقوى مماسية، وتفسر هذه الفرضية بشكل صحيح الطيات السطحية أو طيات بشرة الأرض التي تنجم عن تجعد رزمة من طبقات انفصلت عن قاعدتها.
وتلك الطبقات هي سلاسل ما تحت الألب وجبال الجوار بالإضافة إلى بعض أغشية الجرف (برئالب، الفرش ذو أشباه الدوديات في امرونية)، ولكنها تكون أكثر صعوبة في قابليتها للتطبيق في الحالة التي يكون فيها الأساس القديم قد اشترك ذاته في الالتواء (شفرات وأزاميل متبلورة)، وهي تسمح من ناحية أخرى بتجنب المشكلة العسيرة أي تجذير أغشية الجرف والتي لا بد وأن تطرح نفسها في فرضية الحركات المماسية، ولكنها أصبحت تفقد الآن بسبب وجودها إذ ليس هناك من الجذور نظراً لأن غطاء الكتل القديمة قد انزلق ككل.
