مجموعات الأحجار النيزكية في العالم

اقرأ في هذا المقال


أين تكمن مجموعات الأحجار النيزكية في العالم؟

تتواجد أكبر التجمعات للأحجار النيزكية في متاحف التاريخ الطبيعي التي توجد في الدول الصناعية، وذلك كان بسبب مجموعة من الأمور ومنها أنه قد بدأت عمليات حشد هذه المجموعات في القرن الثامن عشر خلال موجة إقامة معارض الغرائب من قبل حكام الأمم الأوروبية السائدة حينها (وهي فرنسا وروسيا وإنجلترا والنمسا).
وخلال القرن التاسع عشر ومن بعد إثبات توليد الأحجار النيزكية خارج الأرض، قامت بعض القوى بالاستفادة من امبراطوريتها الاستعمارية بهدف إثراء هذه المجموعات (فرنسا وإنجلترا)، وأخيراً تعتبر البحوث الكيميائية الكونية من البحوث الرئيسية المكلفة، لذلك ليس من الغريب تطورها في الدول الأكثر ثراءً.
وتعتبر الولايات المتحدة واليابان وألمانيا بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا وكندا الدول الستة الأكثر نشاطاً في مجال الكيمياء الكونية، كما أن متحف التاريخ الطبيعي في لندن يحتوي على أكبر مجموعة من الأحجار النيزكية من حيث حالات السقوط المرصود، أي أنه تمت مشاهدتها أثناء سقوطها ومن ثم تم جمعها، ويأتي بعده معهد سميثونيان في واشنطن والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس.
ومن الممكن أن تكون بعض المجموعات لافتة للاهتمام من الجانب الإجمالي لأعداد الأحجار النيزكية، في حال أن النيازك القطبية الجنوبية أو النيازك الصحراوية هي السائدة فيها، لذلك هي التي تكون ذات فائدة علمية أقل عندما تتم مقارنتها بحالات السقوط التاريخية وذلك بسبب تعرضها لتغير أرضي أكبر.
والتجمع الثاني هو تجمع الأحجار النيزكية الأحفورية في إسكندينافيا، حيث تم العثور على أحجار نيزكية متحجرة في المحاجر الفنلندية، على الرغم من ذلك لقد تغيرت كثيراً ومع هذا التغير تم اعتبارها أحجاراً نيزكية أحفورية بسبب وجود كريات كوندريولية أحفورية، فهي تنتمي إلى مجموعة النيازك الكوندريتية العادين من نوع LL، وهذه الحجارة النيزكية قد سقطت في العصر الأوردوفيكي منذ 420 مليون عام، وهذا يتفق بشكل كامل مع العمر المحسوب لانشقاق النيازك الكوندريتية من نوع LL عن جسمها الأم (تقريباً 420 مليون عام).
وبدءاً من عدد الأحجار النيزكية (40) التي عثر عليها مع حجم المادة المستخرجة ومعدل الترسب، تم تقدير دفق النيازك الكوندريتية من نوع LL أثناء العصر الأوردوفيكي بأنه أكثر من ثلاثة أضعاف دفقها الراهن، وليس غريب بوجود تزايد للأحجار النيزكية الكوندريتية من نوع LL الساقطة على الأرض بشكل لافت بعد فترة قليلة من انشقاقها من الكويكب الأم.

تجمعات الأحجار النيزكية على المريخ والقمر:

أما بالنسبة للأحجار النيزكية على القمر والمريخ، فقد رجعت حملات أبولو لاستكشاف القمر بـ 382 كيلو غرام من الصخور القمرية، وتم العثور فيها على حجران نيزكين وتم تمييز الحجر النيزكي من خلال فوهة بنش( BENCH 3 ملي متر في أقصى تقدير) في عينات المجموعة القمرية التي رجع بها أبولو 12 لعام 1969، حيث تم تعيينه على أنه عبارة عن حجر نيزكي كوندريتي كربوني من نوع CM.
كما تم العمل على تحديد نوع الحجر النيزكي هيدلي ريلي ضمن العينات التي رجع بها أبولو 15 لعام 1971 الذي كان ذو وزن 3 ملي غرام، والذي تم تصنيفه كحجر نيزكي كوندريتي ذو أنستايت، خلال يناير من عام 2005 قام إنسالي (روبرت) بالعمل على استكشاف المريخ (أوبرتيونيتي) من خلال مطيافه السيني فكشف حجراً نيزكياً من الحديد والنيكل بحجم كرة الروغبي.
كما أن جمعية علم النيازك قد أظهرت موافقتها الرسمية على هذا النيزك الأخير، مع أنه لا يوجد عينات منه في مجموعة أرضية، وتم تسمية هذا النيزك باسم مريداني بلانوم وهو عبارة عن اسم المكان الذي عثر فيه عليه على سطح المريخ، كما أن مركبات روفر التي تتبع لناسا قد عثرت في سطح المريخ على أحجار نيزكية أخرى، إلا أنها لم يعترف فيها بشكل رسمي من قبل جمعية علم النيازك.
من الصعب انتزاع صخور من كوكب الأرض وذلك بسبب كبر حجمها، وإلى غاية الآن لم يتم العثور على أي حجر نيزكي أرضي (على الأرض نفسها)، حيث كان من المحتمل أن تسقط بعض الأحجار النيزكية التي تشكلت إثر الصدمة الكارثية، ولم يتم العثور على أحجار نيزكية في أي كوكب آخر مثل القمر أو المريخ.
عدد الأحجار النيزكية المريخية التي تبلغ تسعة وسبعون من غير حساب أوجه المطابقة الممكنة، وعدد الأحجار القمرية جميعها تشير إلى فعالية انتقال الأحجار النيزكية من كوكب إلى آخر، على الرغم من ذلك إن بث أحجار نيزيكة إلى القمر أو إلى المريخ هو أمر صعب جداً بالنسبة للأرض وذلك لكبر حجمها.
ولعل القمر يعتبر هو المكان الأفضل للعثور على حجارة نيزكية أرضية بسبب قرب جواره وكتلتة من كتلة المريخ، لكن عدم وجود غلاف جوي قمري ينتج عن تقليل عدد الحجارة النيزكية المحمولة إلى أرضه.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: