مزايا طاقة المحيطات

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام تمنحنا طاقة المحيطات خيار التقاط ونقل ما يزودنا به المحيط من موجاته السطحية، وما نجمعه من هذه التقنية قد يمنحنا خيارات إدارة عدة أنواع مختلفة من الأعمال المفيدة بما في ذلك تحلية المياه وضخ المياه وتوليد الكهرباء، وهذا الشكل من الطاقة المتجددة هو أحد أهم الموارد العالمية التي نمتلكها عند تضمينها في المحادثة مع الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ما هي طاقة المحيطات؟

هي عبارة عن الطاقة التي يتم إنتاجها من خلال المياه (خاصة في المحيطات) من خلال قوة الأمواج والمد والجزر والتغيرات في ملوحة الماء، حيث يمكن استخدام هذه التغييرات في الملوحة والتدرجات الحرارية وتيارات المد والجزر أو أمواج المحيط لتوليد الكهرباء، وبالتالي توفير طاقة موثوقة ومستدامة وتنافسية التكلفة.

ما هي مزايا طاقة المحيطات؟

  • يمكن الوصول إليها بسهولة للحصول على الطاقة لمعظم الدول الساحلية: تتمتع طاقة المحيطات بالكثير من الإمكانيات بفضل الحركة القوية للمياه حول كوكبنا، حيث أن 71٪ من سطح الأرض عبارة عن ماء مما يعني أن إمكانية وصولنا إلى الأمواج قوية جداً، وعلى الرغم من أن البلدان غير الساحلية غير قادرة على الوصول إلى هذا المورد إلا أن أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الساحل يمكن أن يثقوا في حقيقة أن المحيط لن يختفي في أي وقت قريب، كما أن لكل متر من الأمواج التي تأتي على طول الشاطئ فإنه يصل قياس كثافة الطاقة إلى 40 كيلوواط.
  • تعتبر طاقة المحيطات خياراً صديقاً للبيئة يجب مراعاته: عادةً إذا كنا قادرين على تسخير الطاقة من أمواج المحيط لتوليد غالبية احتياجاتنا الكهربائية، فيمكننا حينئذٍ تقليل اعتمادنا حقاً على الوقود الأحفوري المنتج للكربون، حيث يوجد عدد أقل من الجسيمات التي يجب القلق بشأنها في عمليات تصنيع معدات التجميع عند مقارنتها بمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وعلى الرغم من أننا ما زلنا نقوم باستثمار رأسمالي باستخدام المنتجات البترولية والغاز الطبيعي عند بناء هذه المرافق فلن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لاسترداد هذا الاستثمار بكمية الطاقة الممكنة باستخدام هذه التكنولوجيا.
  •  طاقة المحيطات هي مصدر طاقة متجددة يمكننا استخدامه حول العالم: تعد طاقة المحيطات مصدراً متجدداً مهماً للغاية للطاقة، حيث أنه لا يعاني من فجوات مثل خيارات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ونظراً لأن الطاقة الحرارية الأرضية والجاذبية تخلقان حركات مائية تتسبب عادةً في حدوث ارتفاعات بالقرب من المحيطات فلا داعي للقلق بشأن ما إذا كان سيكون هناك توافر مستقبلي مع هذه التقنية أم لا، وما لم يتغير المناخ بشكل جذري لدرجة أننا نفقد محيطنا أو قررت الشمس أن تختفي فجأة فلا يزال بإمكاننا حقاً الوصول إلى القوة التي نحتاجها للحفاظ على نمط حياتنا الحديث إلى أجل غير مسمى تقريباً.
  • لا نحتاج إلى منشآت أرضية لإدارة الطاقة من طاقة المحيطات: نظراً لأن هذه التكنولوجيا تعمل على تسخير قوة الأمواج فلا داعي لإنشاء منشأة أرضية لتجميع الطاقة، حيث توجد هناك إمكانات طاقة أكبر موجودة في الأمواج مما تنتجه محطات الطاقة الحالية لدينا، فعلى سبيل المثال قد يستغرق الأمر أقل من نصف ميل مربع لتوليد حوالي 30 ميغاواط من الطاقة، وهو المستوى المطلوب لتشغيل حوالي 20 ألف منزل، ويمكننا أيضاً تكملة هذه الطاقة بالطاقة الشمسية من الشبكة لتقليل أو إلغاء الحاجة إلى محطات الطاقة القديمة.
  • طاقة المحيطات توفر مصدر طاقة يمكن التنبؤ به: بشكل عام يمكن أن تعمل طاقة المحيطات بطريقتين مختلفتين، وذلك من خلال تسخير ما يصطدم بالشاطئ ومن خلال استخدام مجمعات المد والجزر، وايضاً تخلق حقول الجاذبية من الشمس والقمر جنباً إلى جنب مع دوران كوكبنا مداً مرتفعاً ومنخفضاً يمكن التنبؤ به بشكل استثنائي، كما يمكننا استخدام هذه المعلومات لوضع المجمعين في أفضل المواقع الممكنة لضمان إمكانية نقل الطاقة التي نجمعها لتلبية احتياجاتنا الأكبر.
  • طاقة المحيطات فعالة جدا عند السرعات البطيئة: كان أحد أهم الأسباب التي قد دفعت معظم الدول إلى النظر إلى الطاقة الكهرومائية كبديل للفحم هو أن سرعة المياه لا تحتاج إلى أن تكون عالية جداً لتوليد الكهرباء، وعندما نقارن كثافة الماء بما نختبره مع الهواء يكون السائل أكثر كثافة 1000 مرة، وهذا يعني أنه حقاً يمكننا توليد الكهرباء حتى لو كانت الأمواج تتحرك ببطء، وطالما أن هناك متراً واحداً من الحركة لكل ثانية فيمكننا جمع الطاقة من المحيط.
  • يقلل من الحاجة لأنشطة التعدين والحفر: على الرغم من أن جامعي طاقة الأمواج سيحتاجون إلى استخدام المواد الخام في عملية التصنيع فإننا لن نحتاج إلى مواصلة معالجة الوقود من مواقع التنقيب الخاصة بنا إذا أمكننا الانتقال إلى هذه التقنية، حيث تتطلب معظم محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم إنتاجاً ثابتاً لهذا الوقود حتى تكون هناك طاقة، ونظراً لأن هذه المشكلة قد تختفي مع هذه التكنولوجيا فلن تكون هناك حاجة لإنشاء مناجم سطحية وغيرها من طرق الاستخراج الإشكالية لمنحنا القوة التي نحتاجها لأسلوب حياتنا الحديث.
  • تقلل طاقة المحيطات من كمية اعتماد بعض الدول على النفط الخارجي: إن تطوير تقنيات طاقة الأمواج إلى جانب أنواع الوقود المتجددة الأخرى من شأنه أن يقلل أو يلغي اعتماد الاقتصاد الوطني على الواردات الأجنبية من النفط الخام، وعلى الرغم من أننا نستخدم الهيدروكربونات في مجموعة متنوعة من المنتجات فمن الممكن أيضاً الحصول على مواد التصنيع هذه من العناصر النباتية أيضاً، وهذا يعني أنه يمكن للمستهلكين توفير المال والحصول على تكاليف مالية يمكن التنبؤ بها؛ لأن وجود هذه التكنولوجيا من شأنه أن يساعد في استقرار شبكة الطاقة.
  • التكاليف التشغيلية لطاقة المحيطات منخفضة للغاية: تتمثل إحدى مزايا طاقة المحيطات في أنه يمكننا وضعها بالقرب من الساحل أو بعيداً عن المناطق التي قد تكون فيها صراعات، وعلى الرغم من أهمية التركيب الأولي وتكاليف التصنيع إلى حد ما مع هذه التكنولوجيا إلا أن هناك تكاليف تشغيلية أقل يجب مراعاتها، فعلى سبيل المثال يمكن أن تعمل معظم المزارع بشكل مستقل بمجرد دخولها على الإنترنت، وهذا قد يعني أننا نحتاج فقط إلى إجراء عمليات تفتيش دورية ومهام إصلاح للتمويل عند حدوث تلف أو أعطال في المعدات لسبب ما، وتأتي هذه الميزة مع ميزة ثانوية أيضاً وهي لا توجد تكاليف للوقود، وهذا بدوره يحافظ على انخفاض تكاليف طاقة المحيطات على المدى الطويل أيضاً.

واخيراً يمكننا القول أن طاقة المحيطات لديها القدرة على مساعدتنا في الابتعاد عن الوقود الأحفوري، بينما نبحث عن طرق لتحويل شبكتنا الكهربائية وعادات الاستهلاك، حيث خلص تقرير الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ لعام 2019 إلى أنه لم يتبق سوى 11 عاماً لمنع الضرر الذي لا يمكن إصلاحه من تغير المناخ، وهناك حاجة ماسة إلى حد ما من قبل أكبر دول العالم للبحث عن تقنيات جديدة تسمح لنا بمواصلة الضغط إلى الأمام، وهذه التقنية هي طاقة المحيطات.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: