مستقبل الطاقة الكهرومائية

بشكل عام توفر الطاقة الكهرومائية حوالي 19 في المائة من الكهرباء في بلدان العالم، وهي تدعم ايضاً أكثر من 143.000 وظيفة في مجالات الهندسة والتصنيع والبناء وعمليات المرافق والصيانة، وكل ذلك يأتي مع تحسين البيئة وتقوية اقتصاد الدول التي تستخدم هذه الطاقة.

ما هي الطاقة الكهرومائية؟

إمكانيات نمو الطاقة الكهرومائية:

حقاً لقد قطعت الطاقة الكهرومائية شوطاً طويلاً لتوليد الكهرباء منذ أن ظهرت لأول مرة كشكل جديد ومبتكر مع قدرة مثبتة في جميع العالم بحوالي 1250 جيجاواط، فعلى سبيل المثال اليوم توفر الطاقة الكهرومائية النظيفة والمتجددة الطاقة لأكثر من 30 مليون منزل أمريكي.

وبقدر ما يبدو هذا مثيراً للإعجاب فإن إمكاينات هذه الطاقة قد تبدو هائلة، حيث وجد تحليل جديد من تقرير رؤية الطاقة الكهرومائية الصادر عن وزارة الطاقة الأمريكية أن الطاقة الكهرومائية يمكن أن تزيد بشكل مستدام طاقتها الحالية البالغة حوالي 101 جيجاواط بحوالي 50 جيجاواط بحلول عام 2050، ومن المؤكد أن كل ميجاواط تضيفها سيكون لها تأثير إيجابي على المجتمعات التي تخدمها.

كما تقدر إمكانات الطاقة الكهرومائية ذات الجدوى الفنية بنحو 15.000 تيراواط لا تزال موجودة في العالم اليوم، ومعظمها موجود في البلدان التي تشتد الحاجة إلى زيادة إمدادات الطاقة من مصادر نظيفة ومتجددة لإحراز تقدم كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وفي حين أنه ليس من الواقعي افتراض أن كل هذه الإمكانات سيتم تطويرها على المدى القصير أو حتى المدى المتوسط فمن الواضح أن الطاقة المائية سيكون لها دور كبير تلعبه في إمدادات الطاقة العالمية.

ما قد يحمله المستقبل للطاقة الكهرومائية:

تعاونت إدارة الطاقة على مدار العامين الماضيين مع أكثر من 300 خبير من أكثر من 150 شركة في صناعة الطاقة الكهرومائية ومنظمات بيئية ووكالات حكومية واتحادية حكومية ومؤسسات أكاديمية ومشغلي أنظمة الطاقة الكهربائية ومؤسسات البحث وأصحاب المصلحة الآخرين لاستكشاف كيف يمكن أن تتطور هذه الطاقة في العقود القادمة، حيث أجرى هؤلاء الخبراء أول تحليل لتقييم المسارات المستقبلية للطاقة الكهرومائية في معظم دول العالم من الوقت الحاضر حتى عام 2030 و 2050، وقد توصل هؤلاء الخبراء إلى النتائج التالية:

• على الرغم من أن الطاقة الكهرومائية هي أقدم أشكال الكهرباء المتجددة إلا أن العديد من الإجراءات والجهود لا تزال حقاً حاسمة؛ لزيادة تطوير الطاقة الكهرومائية المحلية كمصدر رئيسي للطاقة في المستقبل، حيث يشمل ذلك التطوير التكنولوجي المستمر الذي يخفض التكاليف وتوافر العديد من الآليات في السوق التي تأخذ في الاعتبار قيمة خدمات موثوقية الشبكة وجودة الهواء وتقليل الانبعاثات التي توفرها الطاقة الكهرومائية.

• تمتلك الطاقة الكهرومائية القدرة على دعم أكثر من 195000 وظيفة في جميع أنحاء البلاد في عام 2050.

• بحلول عام 2050 يمكن للطاقة الكهرومائية أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التراكمية بمقدار 5.6 جيجاواط، وهذا الرقم يعادل ما يقرب من 1.2 مليار سيارة، مما يوفر 209 مليارات دولار من الأضرار العالمية التي يمكن تجنبها من تغير المناخ.

• بحلول عام 2050 يمكن أن توفر الطاقة الكهرومائية 30 تريليون جالون من المياه أي ما يعادل 45 مليون حمام سباحة بالحجم الأولمبي.

• بحلول عام 2050 يمكن ايضاً أن توفر الطاقة الكهرومائية 58 مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية المتجنبة والأضرار الاقتصادية الناجمة عن تلوث الهواء.

• يمكن لتكنولوجيا الطاقة الكهرومائية الجديدة للتخزين بالضخ دمج موارد التوليد المتغيرة مثل طاقة الرياحوالطاقة الشمسية في شبكة الطاقة الوطنية؛ نظراً لقدرتها على توفير مرونة الشبكة والموثوقية والقدرة الاحتياطية.

• سيؤدي تطوير مجموعة شاملة من مقاييس الأداء البيئي القائمة على العلم وأدوات التقييم إلى تعزيز التصميم والتشغيل المستدام لمشاريع الطاقة الكهرومائية.

مستقبل الطاقة الكهرومائية:

بشكل عام مع تبني الحكومات لسياسات التخفيف من تغير المناخ ستكون مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الكهرومائية من الفائزين الرئيسيين خاصة إذا تم تقديم الدعم لبدء المشاريع في هذه الطاقة، وإذا تم التحقيق بشكل مكثف في المشاريع قبل تنفيذها فيمكن تجنب العديد من الجوانب السلبية للطاقة الكهرومائية، وبالتالي تعزيز هذه الطاقة في المستقبل.

وأيضاً نظراً لأن الوقود الأحفوري محدود فإن أي زيادة مستقبلية في أسعار النفط أو الغاز الطبيعي أو الفحم ستجعل من مصادر الطاقة المتجددة استثماراً أكثر جاذبية للحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم، حيث توفر الطاقة الكهرومائية إحدى أكثر الطرق فعالية لتحقيق مستقبل للطاقة المتجددة، وإذا تم تكييفها بطريقة مستدامة فيمكن أن تكون جزءاً مسؤولاً بيئياً من مزيج إمدادات الطاقة.