معلومات هامة حول النفط الخام

اقرأ في هذا المقال


منذ أكثر من 6000 عام جمع الأشخاص الذين يعيشون على طول نهر الفرات وقدماء المصريين سائلاً أسود يتسرب من الأرض وهو النفط، حيث استخدموه كدواء للجروح وأحرقوه لإضاءة المصابيح، وكما نعلم أنه عند حرق النفط فإنه ينتج الطاقة الكهربائية التي كانت تلبي أكثر من حوالي 35 بالمائة من احتياجات الطاقة في العالم، وحالياً يوفر النفط حوالي 50 بالمائة من احتياجات الطاقة في بعض دول العالم.

ما هو النفط الخام؟

بكلمات بسيطة إن النفط الخام هو عبارة عن وقود أحفوري على شكل سائل يتكون في الغالب من الهيدروكربونات، ويمكن العثور على النفط الخام في شقوق ومسام الصخور الرسوبية أو في الخزانات الجوفية، ويتم الوصول إليها عن طريق الحفر على الأرض أو في البحر، وبمجرد استخراجه يتم عادةً نقل النفط إلى المصافي عبر ناقلة عملاقة أو شاحنة أو خط أنابيب لتحويله إلى وقود قابل للاستخدام مثل: البنزين والبروبان والكيروسين – بالإضافة إلى منتجات مثل البلاستيك والطلاء.

استخدامات النفط الخام:

عندما نفكر في النفط من المحتمل أن نتذكر صوراً لسائل أسود لامع يتم سكبه في محرك السيارات، مما قد يساعده على العمل بسلاسة وكفاءة، وفي حين أن النفط الخام هو الأكثر استخداماً كوقود للسيارات بإجمالي حوالي 44٪ تقريباً من إجمالي استخدامنا للنفط الخام فإنه يُستخدم أيضاً في العديد من العناصر الهامة الأخرى التي نستخدمها في حياتنا اليومية، وهم كما يلي:

  • السيارات: إلى جانب تزويد سياراتنا بالوقود يساهم النفط الخام بشكل كبير في بنائها العام، حيث يساعد النفط الخام في إنتاج خراطيم السيارة بالإضافة إلى العديد من السوائل بما في ذلك: سائل ناقل الحركة وزيت المحرك وشحوم التزليق وسوائل الفرامل ومضادات التجمد.
  • البلاستيك: من بين استخدامات النفط من المرجح أن يكون إنتاج أشكال مختلفة من البلاستيك هو الأكثر انتشاراً، حيث تساهم العديد من المواد البلاستيكية المنتجة من النفط الخام في تصنيع بعض الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر وحافظات الكمبيوتر والهواتف المحمولة والكاميرات وحتى أجهزة التوجيه اللاسلكية ومكبرات الصوت ولعب الأطفال وقطع تصنيع السيارات الأخرى والأحذية والمزيد، وأيضاً مع انتشار استخدام البلاستيك وضرورته في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات يعد هذا أحد أهم استخدامات النفط الخام.
  • الملابس: يستخدم النفط الخام في صناعة البترول، مما يساهم بشكل كبير في صناعة الملابس، حيث يُستخدم البترول في صناعة مواد الحرير الصناعي والنايلون والبوليستر والفراء الاصطناعي، بالإضافة أيضاً إلى تنوع الألوان التي تتوفر بها هذه الأقمشة، كما أنها تضمن عدم قابلية الملابس للاشتعال، وأيضاً على سبيل المثال بعد شراء قميص جديد جميل مصنوع من إحدى هذه المواد فإنه من المحتمل أن نستخدم شماعة تم تقويتها بواسطة الراتنجات القائمة على البترول، وهذه الشماعة تم إنشاؤها من خلال استخدام منتجات النفط الخام.
  • الطعام: ويعتمد ذلك من كل شيء بدءاً من إنتاج العنصر الغذائي المفضل لدينا إلى عرضه الجميل في متجر البقالة على منتجات النفط الخام، كما أن الأسمدة (لتشجيع صحة ونمو الأطعمة المفضلة لدينا) تعتمد بالفعل على المنتجات البترولية، فبمجرد حصاد الطعام يتم تخزينه وتعبئته ونقله في مجموعة من المنتجات البلاستيكية التي يتم حقاً إنشاؤها من النفط الخام، وسنلاحظ أنه مع ارتفاع سعر النفط يصبح زراعة المحاصيل والمواد الغذائية الأخرى أكثر تكلفة بسبب اعتماد الصناعة على النفط الخام لإنتاج هذه العناصر.

التأثير البيئي للنفط الخام:

كما ذكر أعلاه يستخدم النفط الخام في صناعة المنتجات البترولية التي نستخدمها لتدفئة المنازل ولصنع منتجات مثل: الأدوية والبلاستيك ولتزويد الطائرات والسيارات والشاحنات بالوقود، وعلى الرغم من أن المنتجات البترولية قد تجعل الحياة أسهل إلا أن العثور على النفط الخام وإنتاجه ونقله قد يكون له آثار سلبية على البيئة.

فعلى سبيل المثال يؤدي التنقيب عن النفط الخام إلى اضطراب النظم الإيكولوجية البرية والبحرية، وقد تؤدي تقنيات الزلازل المستخدمة في التنقيب عن النفط تحت قاع المحيط إلى الإضرار بالأسماك والثدييات البحرية، وغالباً ما يتطلب حفر بئر نفط على الأرض تطهير منطقة من الغطاء النباتي.

كما تنجم معظم حالات الانسكابات النفطية عن حوادث في آبار النفط أو على خطوط الأنابيب والسفن والقطارات التي قد تنقل النفط من الآبار إلى المصافي، حيث تلوث الانسكابات النفطية هذه التربة والمياه، وقد تسبب انفجارات وحرائق مدمرة، ومع ذلك تعمل الحكومة الفيدرالية والصناعة على تطوير معايير ولوائح وإجراءات لتقليل احتمالية وقوع الحوادث والانسكابات.

وأيضاً قد تنشأ معظم الانبعاثات القذرة في الهواء من خلال النفط الخام، حيث إن أكثر أنواع غازات الاحتباس الحراري وفرة هو ثاني أكسيد الكربون والذي يتم عادةً إطلاقه بشكل أساسي من خلال حرق النفط الخام، والذي بدوره قد يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: