معلومات هامة حول طاقة الكتلة الحيوية

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام عندما نتحدث عن مصادر الطاقة المتجددة ربما يفكر العديد منا مباشرة في الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة التي يمكن تسخيرها بواسطة حركة المياه، ومع ذلك فإن الوقود المتجدد من الكتلة الحيوية هو أيضا نوع آخر من الطاقة المتجددة التي يحتمل أن تكون محايدة للكربون لأصحاب المنازل والشركات.

ما هي طاقة الكتلة الحيوية؟

هي عبارة عن الطاقة المستمدة عادةً من بقايا النباتات والحيوانات من خلال عملية تسمى التمثيل الضوئي، حيث تلتقط هذه النباتات الطاقة من الشمس، ومن ثم يتم تحويل هذه الطاقة إلى كهرباء أو حرارة، وأصبحت طاقة الكتلة الحيوية بسرعة جزءا حيوياً من مزيج الطاقة المتجددة العالمي، كما أنها تمثل حصة متزايدة باستمرار من القدرة الكهربائية المضافة في جميع أنحاء العالم.

تاريخ طاقة الكتلة الحيوية:

تغطي طاقة الكتلة الحيوية الحياة الكاملة لكوكبنا، حيث تم استخدام هذا النوع من الطاقة منذ أن اكتشف رجال الكهف النار، وفي عام 1970 أصبح العلماء مهتمين في إمكانية الاستعاضة عن الوقود الأحفوري مع طاقة الكتل الحيوية، وفي الثمانينيات من القرن الماضي أشارت العديد من الأبحاث إلى أن أكثر من ربع احتياجات العالم تأتي من استخدام مواد الكتلة الحيوية، وفي عام 2000 طورت العديد من الحكومات بعض البرامج لاستخدام طاقة الكتلة الحيوية بشكل واسع.

الفوائد المحتملة لطاقة الكتلة الحيوية:

تعد طاقة الكتلة الحيوية مصدراً متجدداً نظيفاً للطاقة، وطالما استمرت الشمس في السطوع ستستمر عملية التمثيل الضوئي حقاً في تقديم المزيد من المواد العضوية التي يمكن حرقها أو تحويلها إلى وقود للاستخدام البشري، وبالإضافة إلى ذلك فإن طاقة الكتلة الحيوية هي أيضا محايدة من الكربون في الغالب، فالنباتات أثناء نموها قد تلتقط ثاني أكسيد الكربون من الهواء ومن ثم تخزنه في كتلتها الحيوية.

فائدة أخرى لوقود الكتلة الحيوية المتجددة أيضا هي أن مصادر النفايات العضوية تكثر في مجتمعنا، فعلى سبيل المثال يواصل العديد من أصحاب المنازل في جميع أنحاء العالم للأسف في جمع أوراق الخريف ووضعها في أكياس بلاستيكية، وعندما ينتهي الأمر بهذه المادة العضوية في مكبات النفايات، حيث إنها قد تساهم في كمية هائلة من انبعاثات الميثان، والتي تعد واحدة من أكثر غازات الاحتباس الحراري فاعلية، ولكن يمكن إرسال هذه الأوراق جنباً إلى جنب مع أغصان الأشجار وغيرها من مصادر نفايات الفناء إلى محطة الكتلة الحيوية للاستفادة منها في توليد الكهرباء.

وفي العديد من الأماكن حول العالم يحرق صغار المزارعين مخلفات محاصيلهم في الحقول، وهذه الممارسة تهدر مصدراً محتملاً للطاقة المتجددة، وعلاوة على ذلك فإنه يؤدي أيضاً إلى تلوث الهواء في المناطق الحضرية من خلال تلوث جودة الهواء بجزيئات السخام وأكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وهنا يمكن أن يؤدي حرق هذه البقايا في محطات توليد الكهرباء ذات الكتلة الحيوية التي يتم التحكم فيها بعناية إلى تحويل هذه المادة النباتية إلى طاقة متجددة، مع تنظيم كيفية تأثير الانبعاثات على جودة الهواء الإقليمية.

كيف يمكن للأسر أن تستخدم طاقة الكتلة الحيوية بشكل مستدام؟

قد تستفيد العديد من الأسر في جميع أنحاء العالم من طاقة الكتلة الحيوية في كل مرة يقومون فيها بحرق النفايات العضوية أو الأخشاب، حيث ذكرت العديد من الأبحاث أن طاقة الكتلة الحيوية وأنواع الوقود المهدرة أنتجت 71.4 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء في عام 2016، وإذا كان مزود الكهرباء المحلي الخاص بنا لا يعتمد على طاقة الكتلة الحيوية كجزء من محفظته يمكن أن تظل طاقة الكتلة الحيوية خياراً لمنازلنا، وفيما يلي بعض الخيارات الأخرى لاستخدام المصادر المستدامة لطاقة الكتلة الحيوية على نطاق الأسرة:

  • استخدم موقد الحطب: تعتبر المواقد الخشبية طريقة ممتازة لتكملة حرارة المنزل، حيث إنها غير مكلفة نسبياً وستساعدنا على تقليل تكلفة التدفئة في الشتاء، ويمكن أن يسمح هذا الدليل حول أفضل طريقة لحرق الحطب لأصحاب المنازل بجني وقودهم من الأشجار المزروعة في الفناء الخلفي لمنزلهم.
  • دمج نظام هضم الغاز الحيوي: ستنتج النفايات من مطبخنا وساحاتنا غاز الميثان بشكل طبيعي لأنها تتحلل، وبدلاً من مجرد إطلاق هذا الميثان في الغلاف الجوي تسمح عادةً أنظمة هضم الغاز الحيوي المنزلية لأصحاب المنازل بالتقاط هذا الغاز واستخدامه لتلبية احتياجات الطبخ المنزلية، وقد لا تكون طاقة الكتلة الحيوية حلاً سحريًا لاحتياجاتنا من الطاقة، ولكن حل الطاقة القديم هذا يمكن أن يكون جزءاً من انتقالنا إلى مستقبل أكثر استدامة.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: