ميكروتكتونيك النطاقات الأرضية المتشوهة

اقرأ في هذا المقال


ما هي ميكروتكتونيك النطاقات الأرضية المتشوهة؟

درس الجيولوجيين السلاسل الجبلية وتبين أنه نظراً لتباين البنيات المتشكلة من السطح إلى الأعماق؛ بسبب الاختلاف في الشروط الترموديناميكية السائدة، فإنه يعمد إلى دراسة البنيات في مستوات متمايزة، بحيث يسود في المستويين الأوسط والعلوي مختلف التشوهات الأرضية المتقطعة والالتواءات.
في حين يسود في المستوى البنيوي الأسفل التشوهات السطحية الهامة والمستمرة، ومن خلال طرق كثيرة يتمكن الجيولوجيين من يتم التعرف على التشوهات الأرضية بشيء من التفصيل على مستوى صغير نسبياً.
لقد أصبح الميكروتكتونيك الصخري ضرورياً ومهماً جداً في كل الدراسات الجيولوجية البنيوية، ففي الأعماق تتعرض الصخور الأرضية لمجموعة من التشوهات المستمرة، بحيث لا نلاحظ تغريات سريعة وغير مرتبطة، وبالتالي فإن كل عينة صخرية منها تكون نموذجية وتسمح بدراسة مختلف البنيات الصغيرة مقدمة بذلك معلومات هامة عن هذه التشوهات.
ومن نماذج البنيات الصغيرة الهامة هي الشستزة، وهي عبارة عن ما ﯾﻧﺗﺞ بسبب اﻟﺿﻐط اﻟﻣوﺟﮫ من ﺗورﻗﺎت أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﯽ (SCHISTOSITE) والشستزة أعدها الجيولوجيين تشوهات سطحية هامة، أما التخطط فهو عبارة عن تشوهات خطية أقل تعميماً وهو شائع جداً مرافقاً للطيات الصغيرة.

ما هي أنواع التشوهات السطحية:

يقال عن صخر أنه إذا تعرض لتشوهات سطحية عندما يستطيع الانفصال في وريقات متوازية ذات منشأ تكتوني ويمكنها أن تأخذ عدة حالات، ومن هذه الحالات ما يلي ذكرها:

  1. قد تكون الوريقات متوافقة مع مستوى تسطح المادة وهذا ما يطلق عليه التشوه السطحي المتدفق، وإذا كانت معطيات إعادة التبلورهامة فإنه يتشكل تشوه على سطح الأرض يعرف باسم التورق (Foliation).
  2. قد يتوافق انفصال الوريقات مع العديد من الفوالق الصغيرة أو العديد من الطيات الفالقية المتقاربة جداً والمتوضعة فوق تشوه مستمر هام فنكون أمام تشوه سطحي تكسري أو تشوه سطحي التوائي تكسري.
  3. من الممكن أن يتوافق انفصال الوريقات مع تشوهات وسطى بين النوعين المذكورين أعلاه.
    تتم عمليات التشوه السطحي في نفس الوقت الذي تتم فيه الالتواءات ولها علاقة بسيطة معها، وتتوضح بشكل موازي لمستواها المحوري (أي مستوى الالتواءات) أو قد تحدد مروحة متناظرة على جانبي المستوى المحوري.

أنوع التشوهات الأرضية السطحية:

  • التشوه السطحي التدفقي: عندما يتعرض صخر إلى تسطح من شدة معينة بحيث يتجاوز عتبة محددة (أي أنه اعتباراً من قيم معينة للتسطح)، فإنه يحصل اعادة تنظيم للمادة بشكل كبير ومهم.
    إن أسباب التغيرات التي تلحق بالمادة متنوعة ومتعددة، وقبل كل شيء من اللازم أن يحصل إعادة تبلور دقيقة لفلزات الصخر أو لبعضها، وبما أن إعادة التبلور هذه تتم تحت ضغط فإن العملية تتم بشكل موجه في نفس الوقت الذي يتم فيه إعادة تبلور يحصل انحلال موجه وبخاصة إذا كان الصخر كربونياً، وأخيراً إذا كان الصخر يحتوي على أجساماً مسطحة فإنها ستنحني وتميل للاقتراب من مستوى التسطح.
    إن اعادة التنظيم هذه تحدد مفهوم التشوه السطحي المتدفق، كما أنه لا يمكن إظهار التسطح إلا إذا كان الصخر يحتوي أجساماً ذات شكل محدد مثل المستحاثات والحصى.
  • التورق: التورق هو عبارة عن تشوه سطحي يحصل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في نفس الوقت الذي تتبلور فيه فلزات استحالية، وهذه الفلزات تولد موجهة وتتوضع في الغالب حسب تسطحها ضمن التطبق، وهكذا يكون الصخر مكوناً من تعاقب من الوريقات الفلزية مشكلة صخراً ورقياً.
    يتوقف مظهر التورق على شدة الاستحالة والطبيعة الأولية للصخر وتختلف أبعاد الفلزات من السانتي متر في بعض أنواع الغنيس (gneiss) إلى الملي متر في المايكا شيست الدقيق (micashistes fins)، لا يرتبط التورق بأية علاقة مع التطبق وقد تتغير الزاوية بين سطحيهما من 0 إلى 90 درجة ولكن بشكل عام تكون صغيرة أو معدومة.
  • التشوه السطحي التكسري: إن التقطع إلى وريقات متوازية ما هو إلا التعبير عن وجود العديد من الفوالق الصغيرة التي يكون التباعد فيما بينها وكذلك رميتها من رتبة الملي مترات إلى السانتي متر، هذه الكسور الصغيرة تحدد ما يعرف بالأسرة المجهرية التي تكون مصابة بتشوه مستمر ضعيف.
    ولكن قد يتمثل بتسطح هام قد يتوازى مع الفوالق الصغيرة ولذلك فإن التشوه السطحي التكسري من الممكن أن يكون تشوه سطحي تدفقي متعرض لفوالق صغيرة موازية لها.
  • التشوه السطحي الالتوائي: في هذه الحالة تكون الفوالق الصغيرة مرافقة بالتواءات مجهرية وتكون الكسور لدنة وتصيب جوانب الالتواءات التي تكون متشابهة، يمكن مصادفة كافة المراحل المتوسطة بين الالتواء الفالقي والالتواءات المتشابهة من نوع (kink) والتي تسبب في فرض سطوح الالتواءات الصغيرة مما يسمح بتعريفها على أنها تشوه سطحي.
    يتوافق التشوه السطحي الأرضي مع المستويات المحورية التي تكون غالباً غير متناظرة، وعندما يكون عدم التناظر هاماً فإن الأطراف التي تعاني من دوران هام تتعرض لإعادة تبلور، مما يؤدي إلى تكوين نوع من التتابع التكتوني.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: