نظام عصر البيرمي ووصف صخوره

اقرأ في هذا المقال


ما هو نظام عصر البيرمي الجيولوجي؟

إن هذه الفترة من الزمن الجيولوجي سماها العالم ميرشيزون murchison عام 1841 بهذا الاسم؛ نظراً لأن صخور هذا النظام منتشرة في منطقة بيرم في روسيا، في نهاية الزمن الكربوني حدثت حركات أرضية عظيمة بدأت من الشمال وبقيت تزداد تدريجياً باتجاه الجنوب، ونتيجة لعمليات الطي تكونت بعض الأحواض القارية كما في فرنسا.
كما وجدت في انجلترا رواسب قارية حمراء تكونت في نفس الوقت الذي تكونت فيه طببقات الفحم في جنوب فرنسا ثم تكونت رواسب العصر البيرمي فوق هذه الطبقات.
وفي نهاية العصر الكربوني وبداية العصر البيرمي حدثت حركات رفع في مساحات كبيرة في شمال غرب أوروبا وآسيا وأجزاء من روسيا، ومن جراء عمليات الرفع هذه تكونت بحار منعزلة في الشمال الغربي من أوروبا، وأهم هذه البحار هو البحر الالماني البريطاني العظيم الذي امتد من ألمانيا عبر بحر الشمال وغطى شمال انجلترا.
استمرت الحركات الأرضية خلال الزمن البيرمي مما أدى إلى تكوين كثير من ظاهرة عدم التوافق بين طبقات البيرمي، كما أن كثير من رواسب البيرمي قد مزقتها التداخلات النارية.

تقسيم الزمن البيرمي:

لا يوجد في شمال أوروبا رواسب بحرية تمثل فترة البيرمي تمثيلاً صادقاً، فقد كان يتخلل الترسيب من وقت إلى آخر فترات عدم ترسيب (لا توافق)، وعلى العكس من ذلك يوجد في شمال الهند رواسب لم تتأثر بالحركات الأرضية وتمتاز عن كثير من المناطق الأخرى باستمرار الترسيب فيها من الزمن الكربوني حتى الترياسي.
ويمكن تقسيم البيرمي فيأالمانيا وبريطانيا إلى ثلاثة أقسام تبدأ بالثورنجيان thuringian ثم الساكسونيا saxonian بالإضافة إلى أتونيا autunian، ومن شرق وغرب الولايات المتحدة الأمريكية توجد طبقات البيرمي غير المنفصلة عن طبقات النظام الكربوني، بينما نجد في ناحية الغرب أن طبقات البيرمي والترياسي متشابهة تقريباً.
ولهذا يوجد صعوبة في فصل طبقات البيرمي عن طبقات النظامين فوقه وتحته (أي عن طبقات الترياسي التي تعلوه وطبقات العصر الكربوني التي تكون تحته)، كما أن ندرة وجود الحفريات في طبقاته تزيد من الصعوبة في التعرف عليها والصخور التابعة للبيرمي توجد في سمك كبير في تكساس.

توزيع ووصف صخور البيرمي:

توجد صخور البيرمي في نصف الجزء الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية والصخور النارية الجوفية موجودة بكثرة في شاطئ الأطلنطي من نيوفوندلاند newfoundland، كما يوجد مساحة صغيرة من صخور البيرمي في خليج سان لورانس وجزء صغير في جنوب شرق نيو انجلاند new england.
ويوجد مساحات واسعة في أريزونا نيومكسيكو تكساس بالإضافة إلى كميات صغيرة في كلورادو وكليفورنيا وغرب كندا وجزر المحيط المتجمد الشمالي، وفي غرب الولايات المتحدة نجد أن طبقات البيرمي واسعة الانتشار ولكن الجزء الأكبر منها مختفي تحت صخور حقب الحياة المتوسطة، ومن المحتمل ان صخور البيرمي كانت موجودة في أجزاء أخرى حيث أكلتها عوامل التعرية وتراكمت العصر الكربوني مكشوفة على السطح.
تتكون طبقات البيرمي في منطقة جبال الأبلاشيان من الحجر الرملي والطفل الصفائحي مع وجود الحجر الجيري أحياناً، حيث أن نسبة الفحم كبيرة في هذه الرواسب كما أن الطبقات التي تقع تحت طبقات البيرمي تكون تابعة للنظام الكربوني، فهي تحتوي على الفحم أيضاً ولا يوجد في هذه المنطقة صخور البيرمي الأوسط أو العلوي.
وفي كانزاس kansas تتكون الأجزاء السفلى من الصخور من الطين الصفائحي والحجر الجيري وهي رواسب بحرية، أما الأجزاء العلوية فتتكون من الطين الصفائحي والملح وفوقها توجد طبقات من الحجر الرملي الأحمر وطبقات من الطين الصفائحي والجبس وهي غالباً غير بحرية ولا يوجد في هذه المنطقة البيرمي العلوي.
وطبقات البيرمي الموجودة في وسط تكساس تتكون من ثلاث مجموعات وهي: الحجر الجيري والطبقات الحمراء والطين الصفائحي الأحمر والحجر الجيري الذي يحتوي على الجبس والملح ولا يوجد فيها صخور البيرمي العلوي، وطبقات الملح التابعة للبيرمي الأوسط في كانزاز وتكساس يغطي مساحات تبلغ 100 ألف ميل مربع وسمك يصل إلى 1000 قدم في تكساس، وفي صخور تكساس توجد رواسب البوتاس ذات القيمة الاقتصادية الهامة.

تراكيب طبقات البيرمي:

تتضح في كثير من طبقات البيرمي آثار عمليات الطي والصدوع، كما يوجد في الكثير من مناطق الصخور البيرمية تقعرات بسيطة واضحة، حيث يبلغ سمك طبقات البيرمي السفلي حوالي ألف قدم ويبلغ سمك طبقات البيرمي كله في مناطقه حوالي 2000 قدم، حيث أنه يبلغ حوالي 5 إلى 14 ألف قدم في تكساس وحوالي 2000 قدم في منطقة الاخدود العظيم و 6000 قدم في الاسكا وتقريباً 9000 قدم في منطقة سان لورانس.
توجد تداخلات نارية كثيرة في صخور البيرمي والطبقات الأقدم في نهر الأبلاشيان القديم وخاصة في الجزء الجنوبي، كما يوجد طبقات من عصر البيرمي في الجبال الغربية وقد أثرت عليها عمليات التحول.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: