علاقة نظرية الأوتار بالكون

اقرأ في هذا المقال


ما هي علاقة نظرية الأوتار بالكون؟

مع أن القوى الضعيفة والقوى القوية لم تكن قد اكتشفت بعد في أيام آنشتاين، إلا أن وجود قوتين فقط متميزتين الواحدة من الأخرى (الجاذبية والكهرومغناطيسية) كان أمراً محيراً بشدة، لم يقبل آنشتاين فكرة أن الطبيعة قد قامت على مثل هذا التصميم الغريب، وقد حفز ذلك رحلة آنشتاين على مدى ثلاثين عاماً في البحث عما أسماه نظرية المجال الموحد، وكان يأمل أن تثبت أن هاتين القوتين في الحقيقة نتاج مبدأ واحد عظيم وقد عزلت هذه المشكلة الدونكيغوتية آنشتاين عن التيار الرئيسي للعلوم الذي كان مشغولاً وقتها وبحق في البحث العميق في الإطار الذي بزغ حديثاً لميكانيكا الكم.
كان آنشتاين سابقاً لعصره فبعد أكثر من نصف قرن أصبح حلمه عن النظرية الموحدة هو الكأس المقدسة في العلوم الحديثة، واليوم أصبح قسم كبير من المجتمع (علماء الأرض) مقتنعاً بشكل متزايد بأن نظرية الأوتار قد تعطي الإجابة، وانطلاقاً من مبدأ واحد هو أن جميع الأمور تكون على أدنى المستويات الميكروسكوبية وذلك يتشكل من تجمع جدائل متذبذبة، فإن نظرية الأوتار تزودنا بإطار مفرد حيث أنه قادر على تضمن كل القوى وكل المادة، كما أن نظرية الأوتار تدعي أن ما نشاهده من خواص الجسيمات ما هي إلى إلا مجرد انعكاس للطرق المختلفة التي يمكن أن يتذبذب بها الوتر مثل أوتار الكمان أو البيانو التي لها ترددات تتذبذب عندها فقط كذلك حال الأنشوطات في نظرية الأوتار.
والإلكترون يعد وتر يتذبذب باتجاه واحد أما الكوارك الأعلى فهو عبارة عن وتر يتذبذب بطريقة ثانية وهكذا بعيداً عن كونها مجموعة من الحقائق التجريبية المشوشة فإن خواص الجسيمات في نظرية الأوتار ما هي إلا إظهار لسمة فيزيائية واحدة لا تتغير (الأنساق الرنينية للتذبذب والموسيقى إذا صح التعبير للأنشوطات الأساسية للوتر، ونطبق نفس الفكرة أيضاً على قوى الطبيعة وسنرى أن جسيمات القوى هي الأخرى تترافق مع أنساق محددة لاهتزازات وترية وعليه فإن كل شئ في الكون وكل المادة والقوى تجتمع تحت نفس العنوان (الاهتزازات الميكروسكوبية أي تعني النوتة التي من الممكن أن تعزفها الأوتار).
ولاول مرة في تاريخ العالم تمكنا من أن نمتلك إطاراً يتصف بالقدرة على تفسير كل السمات الرئيسية التي يعتمد عليها بناء العالم ولهذا السبب تم وصف نظرية الأوتار بأنها قد تكون نظرية كل شيء أحياناً أو النظرية النهائية أو الأخيرة مما يعني ذلك أنها الظرية التي تصلح أساساً لكل النظريات الأخرى حتى أنها التظرية التي لا تتطلب ولا حتى تسمح بوجود تفسير أعمق.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: