نفايات الوقود الأحفوري

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام استغرقت النباتات المتحللة والكائنات الأخرى المدفونة تحت طبقات من الرواسب والصخور آلاف السنين؛ لتصبح رواسب غنية بالكربون والتي قد نسميها الآن الوقود الأحفوري، وهذه الأنواع من الوقود غير المتجددة والتي تشمل الفحم والنفط والغاز الطبيعي توفر حالياً حوالي 80 في المائة من طاقة العالم اليوم، كما إنها توفر الكهرباء والحرارة والنقل – بينما تغذي أيضاً العمليات التي تصنع مجموعة كبيرة من المنتجات من المواد الصلبة إلى البلاستيك.

ما هي نفايات الوقود الأحفوري؟

هي عبارة عن النفايات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري مثل: الفحم والنفط والغاز الطبيعي، وهذا قد يشمل جميع الرماد والجسيمات التي أزيلت من غاز المداخن، وعادةً يتم تصنيف نفايات الوقود الأحفوري هذا من قبل وكالة حماية البيئة على أنها نفايات خاصة وتم إعفائها من لوائح النفايات الخطرة.

نفايات الوقود الأحفوري:

على الرغم من احتواء الوقود الأحفوري على كميات كبيرة من الطاقة إلا أنه نادراً ما يتم العثور عليه في حالة نقية، وبدلاً من ذلك يتم عادةً تكريرها وتنقيتها في شكل قابل للاستخدام، مما يترك النفايات الزائدة التي تتطلب التخلص منها، وينتج عن التعامل مع هذه النفايات والتخلص منها تحديات بيئية وصحية:

نفايات الفحم:

يُعرف الفحم بأنه وقود متسخ ليس فقط بسبب محتواه العالي من الكربون مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، ولكن أيضاً لأنه قد يحتوي على كمية كبيرة من المعادن الثقيلة السامة والمواد الكيميائية الأخرى.

وإذا كان الفحم يحتوي على مستويات عالية من الكبريت فيجب تنظيفه وتكريره قبل حرقه في محطة توليد الكهرباء، حيث قد تتضمن هذه العملية سحق وغسل الفحم لإزالة النفايات، ويتم بعد ذلك نقل ذلك الفحم المنقى إلى وجهته النهائية تاركاً وراءه ملاط ​​الفحم، وملاط الفحم هو عبارة عن نفايات مائية تحتوي على الزرنيخ والزئبق والكروم والكادميوم والمعادن الثقيلة الأخرى، كما يمكن أن ينتهي المطاف بما يصل إلى 50 بالمائة من مواد الفحم المُعالجة مسبقاً كنفايات شديدة السمية.

وتبقى المواد الضارة الأخرى كنفايات زائدة عند حرق الفحم، وبعد الاحتراق تُعرف المادة المتبقية باسم رماد الفحم (تتكون من الرماد المتطاير ورماد القاع)، والرماد المتطاير هو المادة التي يتم التقاطها بواسطة معدات مكافحة التلوث في مداخن مصنع الفحم، وإذا كان المصنع لا يحتوي على معدات مكافحة التلوث فإن هذه النفايات تنبعث مباشرة على شكل تلوث للهواء، ورماد القاع هو عبارة عن المادة التي تبقى في قاع الفرن، كما يحتوي كل من الرماد المتطاير ورماد القاع على كميات كبيرة من المعادن الثقيلة السامة ويتطلب التخلص منها بعناية شديدة.

وأخيراً يتم تخزين ملاط ​​الفحم (نفايات ما قبل الاحتراق) ورماد الفحم (نفايات ما بعد الاحتراق) في مستودعات كبيرة للخزانات، وإذا كانت الخزانات غير مبطنة أو لم تتم صيانة هذه الخزانات المبطنة بشكل صحيح، فيمكن أن تتسرب بعض المواد الكيميائية الضارة إلى إمدادات المياه السطحية والجوفية، وبالتالي تؤدي إلى تلوثها.

مياه الصرف الصحي من النفط والغاز:

عندما يتم استخراج النفط والغاز يتم إحضار المياه المحصورة سابقاً داخل التكوينات الجيولوجية إلى السطح، ويمكن أن يحمل هذا (الماء المنتج) معه مواد صلبة مذابة ومعادن ثقيلة وهيدروكربونات ومواد مشعة طبيعية بكميات تجعلها تكون غير صالحة للاستهلاك البشري ويصعب التخلص منها بأمان، وغالباً ما تقوم شركات الاستخراج بتخزين هذه المياه مؤقتاً في حفر في الهواء الطلق مع بطانات غير منفذة لتجنب التسرب، ولكن إن الأمطار الغزيرة يمكن أن تتسبب في فيضان هذه الحفر، ومع ذلك قد توفر الخزانات المغطاة خيار تخزين مؤقت أكثر أماناً من غيرها.

ولكن يمكن أن تؤثر المياه العادمة للنفط والغاز على الحياة البرية المائية، حيث يمكن للزيت والشحم المتسرب إلى أنظمة المياه أن يلتصق بالأسماك والطيور المائية وقد يدمر الطحالب والعوالق، مما قد يعطل مصادر الغذاء الأولية للنظم الإيكولوجية المائية الهشة، ويمكن أن تكون المعادن الثقيلة الموجودة في مياه الصرف سامة للأسماك حتى بتركيزات منخفضة، ويمكن أن تنتقل عبر السلسلة الغذائية، مما يؤثر بدوره سلباً على البشر والحيوانات الكبيرة.

وأخيراً يمكننا القول إن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي له آثار خطيرة وطويلة الأمد على الصحة العامة والمجتمعات المحلية والنظم البيئية والمناخ العالمي، ومع ذلك فإن غالبية تأثيرات الوقود الأحفوري تكون بعيدة كل البعد عن الوقود والكهرباء التي نشتريها والتي تكون مخبأة على شكل نفقات صحية عامة وخاصة، لذلك فإنه يجب على العديد من دول العالم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية لأن لها تأثيرات سلبية أقل بكثير مقارنة بالوقود الأحفوري.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: