هانز أورستد

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن هانز أورستد:

هانز كريستيان أورستد، عالماً فيزيائياً وكيميائياً دنماركي، قدّم العديد من الأبحاث والدراسات التي تتعلق بمجال الكهرباء المغناطيسية، إلى جانب إسهاماته التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهاره، عُرف عنه أنّه كان من رواد الفيزياء حيث برع في هذا المجال بشكلٍ كبير، توقّع بوجود علاقة تربط بن الكهرباء والمغناطيسية؛ الأمر الذي جعله يتمكّن من الوصول إلى أنّ التيار الكهربائي له تأثيراً مغناطيسي عالي.

تميز هانز أورستد بتجاربه المُتعددة التي مكّنته من تقديم سلسلة من الابتكارات والاختراعات في شتى المجالات، كما أنّه كان أول من توصّل في إحدى تجاربه إلى أنّ هناك مجالاً مغناطيسي له تأثيراً كبيراً على البوصلة، حيث يتولد ذلك المجال حول السلك إذا لم يتم مرور تيار كهربائي فيه.

ولد هانز أورستد في الرابع عشر من شهر أغسطس لعام “1777” للميلاد، حيث كان من مواليد عاصمة الدنمارك والتي تُعرف باسم “كوبنهاغن”، التي نشأ وترعرف فيها، حتى أنّ أولى دراساته وأبحاثه كانت في مسقط رأسه، نشأ أورستد في جوٍ أسري علمي مكّنه من ممارسة أبحاثه ودراساته في سنٍ مبكر.

انضم هانز أورستد إلى جامعة كوبنهاغن التي درس فيها كل ما يتعلق بمجال العلوم الطبية والفيزيائية، حيث حصل على درجة الدكتوراه في ذلك المجال، ونظراً لتفوقه وامتيازه فقد تم تعيينه أستاذاً للكيمياء والفيزياء في نفس الجامعة.

إسهامات هانز أورستد:

أبدى هانز أورستد اهتماماً واضحاً في مجال الكيمياء، ظهر ذلك من خلال محاولاته في إنتاج وتصنيع الألمنيوم حتى تمكّن في حوالي عام “1825” للميلاد من نجاح محاولاته وتجاربه في نجاح ذلك المُنتج؛ الأمر الذي جعله من أهم وأعظم من توصل إلى ذلك العنصر، هذا وقد يُعتبر هانز أورستد أول من أسس الشركة العالمية لإنتاج الألمنيوم والمعروفة باسم”ألبا”.

هذا وقد تمكّن هانز أورستد من الوصول إلى مجموعة من الابتكارات الكيميائية الحديثة والتي كان لها نقلةً نوعية في تطور ذلك العلوم إلى جانب دورها في شهرة وتقدّم أورستد، حيث تمكّن هانز أورستد من ابتكار مادة جديدة تُعدّ من أهم العناصر الفعالة والمُهمة في تحضير الألمنيوم والتي كانت تُعرف باسم “الببرين”.

بقيّت اهتمامات هانز أورستد في مجال الكيمياء واضحة بشكلٍ كبير خاصةً فيما يتعلق بعنصر الألمنيوم، ففي حوالي عام “1825” للميلاد تمكّن من عزل ذلك العنصر على شكل مسحوق، ثم انتقل بعد ذلك للبدء بدراساته وأبحاثه حول أهم الخصائص الكيميائية للموائع، كما أنّه تمكّن من خلال تجاربه أنّ جميع الغازات الموجودة في الطبيعة غير قابلة للانضغاط بالشكل المُتساوي.

إلى جانب ذلك فقد برع هانز أورستد في مجال التيارات الكهربائية وعلم الصوت، حيث أنّه تمكّن من الوصول إلى أنّه وفي حال تم تقريب البوصلة من سلكٍ كهربائي، فإنّ الإبرة الخاصة بتلك البوصلة ستنحرف عمودياً باتجاه السلك؛ الأمر الذي جعله يؤكد على وجود علاقة وثيقة بين الكهرباء والمغناطيسية.

نجح هانز أورستد في كل ما قدّمه من ابتكارات واختراعات، فإلى جانب اهتمامه بمجال التيارات الكهربائية تمكّن من اثبات أنّ التأثير الكهرومغناطيسي الموجود بين إبرة البوصلة والسلك الكهربائي الناقل لا يُمكن أن يتغير في حال وجود حاجز من الزجاج أو المعادن غير المغناطيسية، إضافةً إلى ذلك فقد استطاع أورستد من إجراء العديد من التجارب على كل ما تربطه علاقة بالكهرباء كالبطاريات والطاقة الناتجة من تسخين الأسلاك المعدنية.

نبذة مختصرة عن هانز أورستد:

اشتهر هانز أورستد بذكائه وفطنته وحدته، إلى جانب براعته في مجال الكيمياء والفيزياء، حيث كان له دور كبير في تطوّر وتقدّم تلك المجالات، إلى جانب تميّزه بدراساته وأبحاثه التي كانت قائمة على أساس التجربة، فقد عُرف عنه أنّه كان كثير التنقّل من مكانٍ لآخر ومن مُختبر لآخر رغبةً منه في الحصول على أكبر قدرٍ ممكن من العلوم والمعرفة تؤهله بإنجاز أبحاثه ودراساته دون احتوائها على أية أخطاءٍ أو تعليقات.

تمكّن هانز أورستد كغيره من العلماء من تقديم مجموعة من الكتب والمؤلفات التي لاقت صداً ترحيبياً كبيراً، فعلى الرغم من محدودية مؤلفاته إلّا أنّ ما قدّمه حظي بشهرةٍ عالمية كان لها الدور الأكبر في زيادة مكانته العلمية والعملية، حيث قدّم في عام “1850” للميلاد واحداً من أشهر وأعظم الكتب التي ظهرت في ذلك الزمان وهو كتاب “روح الطبيعة”.

إلى جانب ذلك فقد كان هانز أورستد من العلماء الذين اهتموا بنشر العلم والمعرفة بين عامة الناس؛ ظهر ذلك واضحاً من خلال قيامه بإنشاء جمعيةٍ تُعنى بنشر الفكر والمعرفة بين الناس، وبعد فترةٍ من إنشاء وتطوّر تلك الجمعية بدأت تُقدّم أوسمةً خاصة لكل من برع في مجال الفيزياء خاصةً الفيزيائيين الدنماركين.

المصدر: كتاب "روح الطبيعة" لهانز أورستد "1850" للميلادكتاب "تاريخ الأفكار: دوائر الفكر الحديث" للمؤلف ماجد الحمدانكتاب "الكهرباء والمغناطيسية" للمؤلف أحمد فيزازي


شارك المقالة: