وحدات الأجرام السماوية

اقرأ في هذا المقال


ما هي وحدات الأجرام السماوية؟

عمل العلماء على إطلاق مصطلح الغلاف السماوي Celestial sphere على ما يُسمى في وقتنا باسم السماء، كما أن هذا الغلاف يتضمن وحدات من التكوينات والأجرام السماوية، ومن هذه الوحدات في الأجرام السماوية كما قال الجيولوجيين ما يلي ذكره:

  • المجرات: تعد المجرات السماوية عبارة عن تجمعات عظيمة من النجوم، من الممكن أن يكون لكل نجم كواكب خاصة به، وكل كوكب يمتلك أقمار، كما أن الشمس تعود إلى مجرة “طريق التبانة” والتي تم تسميتها بالإنجليزية باسم “الطريق اللبني Milky Way”وتتضمن هذه المجرة مائة ألف مليون نجم، حيث أن مجرتنا تعد قرص منبعج في الوسط، حيث توجد النجوم اللماعة الكثيرة، وقطر هذه المجرة يكون حوالي 10000 سنة ضوئية، ويكون سمكها عند المركز عشرين ألف سنة ضوئية تقريبًا.
    كما أن الشمس تقع على بعد 30000 سنة ضوئية من مركز المجرة، وتلتف الشمس مع كل الكواكب التابعة لها حول المجرة دورة واحدة خلال مائتي مليون سنة بسرعة 200 ميل في الثانية، ولقد استطاع الإنسان في حدود قدراته الحالية والتي تتقدم يوماً بعد يوم، من تقدير ألف مليون تجمع نجمي أو مجرة في الكون ومن هذه المجرات هي مجرة تدعى باسم (المرأة المسلسلة) التي تبتعد عن مجرتنا تقريباً مليون ونصف مليون سنة ضوئية.
  • النجوم: تم تعريف النجوم جيولوجياً على أنها أجرام سماوية تضيء ذاتياً وتنطلق منها الطاقات الحرارية والضوئية؛ بسبب ما يحصل فيها من تفاعلات نووية، وتختلف النجوم في درجات لمعانها، حيث أن أكثر النجوم لمعانًا هو نجم الشعرى اليمانية “Sirius” الذي ترتفع طاقته الإشعاعية على 25 ميلًا لطاقة الشمس الإشعاعية.
    وتعد الشمس هي أقرب النجوم إلينا والتي تبعد بمقدار 93 مليون ميل (149.6 مليون كيلو متر) عن سطح الأرض، كما أن الأرض تملك نجم قريب جداً لها ويدعى باسم قنطورس “Centaurus”.
    ولما كانت المسافات بين النجوم كبيرة جداً فإن استعمال الأميال أو الكيلو مترات لا يتناسب لتخمينها، حيث أننا لو حاولنا أن نعبر عن بعد أحد المجرات من خلال الكيلو مترات لقمنا بكتابة سلسلة من الأرقام المتقاربة يصل طولها إلى أكثر من كيلو متر1، ومن هنا قام الجيولوجي بالاعتماد على وحدة قياسية ملائمة هي السنة الضوئية وتساوي 6 مليون ميل، بالإضافة إلى أن نجم الشعرى اليمانية يبعد عن الأرض بمقدار 8.8 سنة ضوئية، وهناك البعض من النجوم تبعد بملايين السنين الضوئية عن الأرض.
  •  الكواكب: هي عبارة عن أجرام سماوية غير مضيئة (معتمة) غير ملتهبة تأخذ ضوءها من النجوم، وتكون مميزة في حجمها الصغير وتتميز أنها تتبع النجوم، أغلب كواكب المجموعة الشمسية تمتلك توابع (أقمار) تم مشاهدة الكثير منها لغاية الآن، حيث تم ملاحظة ما يقارب أربعة وستين نجماً منها ثمانية عشر تابع لكوكب زحل وستة عشر تابع لكوكب المشتري وثمانية عشر لكوكب أورانواس وثمانية لكوكب نبتون واثنان لكوكب المريخ وواحد لكل من كوكب الأرض وبلوتو، ولقد كان للكواكب الأثر الكبير خلال حياة الشعوب القديمة، وبشكل خاص في تلك الشعوب التي واكبت بلاد ما بين النهرين وفي وادي النيل.
    وكان البابليون القدماء يعتقدون بأن هذه الكواكب تسيطر على مصير الناس وحظوظهم، ولهذا فإنهم كانوا يلجأون إليها بشكل كبير للتنبؤ في المستقبل، كما أن اهتمامهم كان مرتكز على الكواكب؛ وذلك نظراً لكونها تتحرك عكس النجوم التي ظهرت لهم ثابتة، ولما كان حظ الإنسان يتبدل من وقت لآخر فإن الأهمية من وجهة نظرهم لا بد وأن تتركز على الكواكب المتحركة.
  •  المذنبات: إن الناس في القدم قد تعودوا على تفسير وشرح ظهور أي شيء غير اعتيادي يحصل في السماء على أنه رسول خير أو أنه نذير بشيء شر، والمذنبات من الدلائل التي يتم رؤيتها في السماء ما بين خمس إلى عشر مرات بشكل سنوي وأغلبها ذات ضوء خافت.
    ولكن فرصة بروز أحدها بضوء قوي تحصل مرة كل بضع عشرات من السنين، ويحصل في القرن الواحد بروز ثلاثة أو أربعة مذنبات تكون ذات لمعان كبير جداً وتفوق في هذا اللمعان كل الأجرام السماوية الأخرى (ما عدا الشمس والقمر) لدرجة أنه من المحتمل أن تتم رؤيتها في النهار.
    كما أن رؤية المذنبات قديماً أدت إلى ظهور الخوف والفزع للناس منذ خمسة وعشرين قرن على الأقل، وقد تم العمل على رصد مذنب هالي المعروف منذ سنة 240 قبل الميلاد، ويعد المذنب تجمع لا نهائي من الكتل الصخرية الصغيرة التي تمتلك أقطار صغيرة جداً، ويتشكل أيضاً من معادن وغازات متجمدة وتتكون جزئياته من عناصر تدخل في تركيب قشرة الأرض مثل المغنسيوم والحديد ومعدن الصوديوم، كما أن الفلكيون يقومون بالاعتقاد أن هذه المكونات ما هي إلا بقايا السديم الشمسي الذي تشكلت منه الشمس والكواكب وتوابعها، وتتباين المذنبات في أحجامها.
    مع أن طول أقطار رؤوس جزء منها لا يصل إلا إلى القليل من العشرات من آلاف الأميال، فإن أذيالها تمتد إلى القليل من الملايين من الأميال في بعض الأوقات، ويبرز المذنب في السماء عندما يقترب من الشمس ويلتف الرأس في مداره حول الشمس، كما أن ذيله ينحرف عن الشمس ويتقدم الرأس، ومن بعد التفاف المذنب يتقدم الرأس ويتراجع الذيل إلى مكانه وكأنما هذا الذيل يخاف من الشمس ويرهبها، كما أن الفلكي هالى تمكن من دراسة المذنب الذي ألق عليه اسمه وتوصل إلى أن هذا المذنب يصل امتداد ذيله في بعض الأوقات إلى 100 مليون ميل.
    وقد توصل هالى أيضاً إلى أن المذنب الذي حمل اسمه بعد ذلك يبرز مرة كل 76 سنة وآخر مرة برز فيها هذا المذنب في 30 جمادى الأولى 1406هجري وينتظر ظهوره في عام 2062 للميلاد، وكان الفلكي “هالى” قد ذكر بأن المذنب هالي سيرجع لأن يظهر خلال شهر مارس سنة 1759 للميلاد، وبعد أن حدث موت هالي انتظر الناس ظهور المذنب.
    ومما تجدر الإشارة إليه أن المذنبات لا تعتبر أجسام دائمة الوجود خلال مجموعتنا الشمسية مثل الكواكب أي أنها أجسام لا تبقى بشكل دائم، حيث يقدر بعض الفلكييين أن المذنب يكون على أمل الوصول إلى النهاية المقررة وفنائه بعد مائة دورة، حيث يتم اقترابه من الشمس، على الرغم من ذلك فإنه في كل عام يتم اكتشاف ما يزيد على عشرة مذنبات جديدة.
  •  الشهب والنيازك: الشهب هي عبارة عن أجسام قادمة من الفضاء باتجاه جو الأرض، وبسبب الاحتكاك في الهواء فإنها تحترق، ومن الممكن أن تصبح رمادًا من قبل أن تصل إلى الأرض ومحتمل أن يبقى منها بقية وتتشكل الشهب من الحديد والنيكل والحجر الرملي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: