أهمية الرقابة على أعمال الإدارة

اقرأ في هذا المقال


أعمال الإدارة العامة:

إنّ معنى إجراءات أعمال الإدارة العامة هو: “الإجراءات والأعمال التي تتخذها الحكومة لتنفيذ السياسة العامة للدولة”، وهي قابلة للإلغاء، ولضمان ذلك، تخضع الإدارة العامة وأجهزتها لرقابة السلطات المختصة، وهذه الرقابة ذات أهمية فعالة، وفي هذا الشأن سيتم توضيح مبدأ شرعية القرارات الإدارية وأهمية إجراءات المراقبة وطرق الإدارة. وتقوم الإدارة بتنفيذ هذه الإجراءات من خلال مؤسساتها وأجهزتها، وكذلك من خلال جميع القوى العاملة المسؤولة عن عملها، ومن الضروري أن تدخل كل هذه الإجراءات في مجال القانون – أي الشرعية – وإلا يمكن إلغاؤها.

مبدأ مشروعية القرارات الإدارية:

يجب أن يخضع جميع الأشخاص والإدارات في الدولة للقانون؛ وفقًا لمبدأ سيادة القانون، تشير الدولة القانونية إلى الدولة التي يسود فيها حكم القانون، ومبدأ الشرعية هو أحد المبادئ القانونية الهامة المبادئ التي يجب تطبيقها في الدول الحديثة. ويجب على القانون والإدارة العامة وكافة دوائرها وأجهزتها، بما يصدر عنهما من قرارات وإجراءات وتعليمات، عدم انتهاك القانون وعدم ممارسة الحقوق، حفاظًا على حقوق الأفراد وحرياتهم، وحسن سير الجمهور، التسهيلات بشكل منتظم لتحقيق مصلحة الشركة.

أهمية الرقابة على أعمال الإدارة:

الرقابة على عمل الإدارة هي ضمانة لضمان شرعية قرارات وأعمال الإدارة الصادرة عن أحد الأجهزة والخدمات، وضمانة للحفاظ على حقوق وحريات الأفراد وحق العمل المرافق العامة. تعدّ الرقابة على أعمال الإدارة ضمانة للتأكّد من مشروعية قرارات وتصرفات الإدارة الصادرة من إحدى هيئاتها ودوائرها، وضمانة للحفاظ على حقوق الأفراد وحرياتهم، وحسن سير المرافق العامة.

  • يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعملية الإدارية؛ نظرًا لأنّ التخطيط والتوجيه والتنظيم هي قضايا تتأثر بالرقابة الإدارية، فهناك تفاعل مشترك بين هذه العمليات من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى الإدارة إليها.
  • أهمية السيطرة على العمل الرقابي هي النتيجة النهائية لأنشطة وواجبات المنظمة، تتيح المراقبة إمكانية قياس فعالية الخطط المتفق عليها وتنفيذها.
  • ترتبط عملية التحكم في العمل الإداري ارتباطًا وثيقًا بوظيفة التخطيط؛ لأنّ التصميم هو المطلب الأساسي لأداء وظيفة التحكم.
  • يتطلب موضوع الرقابة وجود هيكل تنظيمي يتمثل في الجوانب المختلفة لمسؤولية القائمين على أعمال الإدارة.

طرق الرقابة على أعمال الإدارة:

بعد مناقشة أهمية الإشراف على عمل الإدارة وإعطاء هذه الأهمية ثلاث طرق رئيسية للتحقق من قانونية جميع القرارات والإجراءات الإدارية التي تتخذها الإدارة وهيئاتها وأقسامها وجميع المسؤولين عن عملها. كانت بين الأساليب: الرقابة السياسية والإدارية والقضائية، وتختلف الأساليب من حيث الجهة التي تمارسها، والبيان كالتالي:

الرقابة السياسية:

يمارس هذا النوع من الرقابة من قبل المجالس النيابية على عمل الإدارة العامة وأجهزتها وجميع مؤسساتها؛ لأنّ القرار الإداري يجب أن يُتخذ وفق الإجراءات التي يحددها القانون للحفاظ على عمل المؤسسات العامة وحماية المؤسسات العامة. وحقوق ومصالح الفرد والبرلمان لها الحق في توجيه أسئلة لأي وزير عن وزارته أو طرحها أو التحقيق فيها في مشكلة وتحميلها المسؤولية.

الرقابة الإدارية:

تعتبر هذه الرقابة إحدى عمليات التدقيق المهمة التي تهدف إلى ضمان أداء جميع الموظفين لعملهم وفقًا لمبدأ الشرعية. وتعرف الرقابة الإدارية بأنها: “الأنشطة التي تقوم بها الإدارة لمتابعة تنفيذ السياسة الدائمة وتقييمها والسعي لتصحيح أي نقاط ضعف قد تضر بها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

الرقابة القضائية:

الرقابة القضائية هي إحدى الضوابط الأكثر شيوعًا التي تضمن حقوق وحريات الفرد؛ لأنّ لكل فرد الحق في الطعن في قرارات الإدارة إذا تم المساس بحقوقهم والدول الواقعة في مجال السيطرة على عمل الإدارة تم تقسيمها إلى قسمين. واعتمد بعضها القضاء الموحد الذي يتعامل مع النزاعات الفردية المشتركة وكذلك المنازعات الإدارية، واتخذ بعضهم طريق العدالة المزدوجة المتمثل في المحاكم المشتركة التي تنظر في منازعات الناس العاديين. المحاكم الإدارية تنظر فقط في المنازعات الإدارية.

ويعتبر القضاء المرجع الفعلي والملجأ الذي تلجأ إليه الإدارة والأفراد لضمان احترام مبدأ الشرعية. والرقابة التي تستخدمها المحاكم لضمان الشرعية هي أحد أنواع الرقابة المهمة التي تمارسها على عمل الإدارة بالمحاكم. ولأنه يتمتع بسلطة قضائية على الأفراد، سواء أكانوا عموميين أم خاصين، فإنّ استقلال القاضي من جهة ومعرفته القانونية من جهة أخرى، وكذلك حيازة القرار القضائي لسلطة الأمر المقضي، كلها عوامل تؤثر على مسار الخطوط أو السياسة العامة للرقابة القضائية وتحديدها من حيث المضمون والأهداف.

وبناءً على ما سبق، فإنّ إشراف الإدارة على طرف معين هو ضمان حقيقي لحماية حقوق وحريات الفرد؛ لأنه تحذير للإدارة يدفعهم إلى احترام القانون والخضوع إلى سلطته ومعرفة أوجه القصور والعيوب في أداء العمل الإداري، وكذلك الإلمام بمعوقات العمل الإداري والأسباب التي ساهمت فيه، ولتحقيق ذلك، لا بُدّ من الكشف ليس فقط عن المخالفات غير المشروعة، ولكن إضفاء الطابع اللوني على القانون، وتحميل المسؤولية، والعمل على واجب الجميع في اتباع القانون، ومحاسبة كل من ينتهكه.

المصدر: واف كنعان (2012)، القضاء الإداري (الطبعة الرابعة)، الإمارات العربية المتحدة: الآفاق المشرقة ناشرون، صفحة 13-14.محمد الصحن، علي شريف، محمد سلطان (2001)، مبادئ الإدارة، الإسكندرية: الدار الجامعية، صفحة 338-339.خالد خليل الظاهر (2009)، القضاء الإداري (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة القانون والاقتصاد، صفحة 81-95.د. محمد عصفور، قضاء المحكمة الادارية العليا، ج1، دار العهد الجديد ، ص34.


شارك المقالة: