التطور التاريخي للمسؤولية الإدارية

اقرأ في هذا المقال


تُعرَّف المسؤولية الإدارية على أنها حالة قانونية تكون فيها الدولة أو المؤسسة والوكالة الإدارية العامة ملزمة في نهاية المطاف بالتعويض عن الأضرار التي تلحق بالآخرين من جراء أفعالهم القانونية أو غير القانونية بسبب أخطاء أخلاقية أو إدارية بناء على نظرية المخاطر. وفيما يلي تطور المسؤولية الإدارية عبر التاريخ:

التطور التاريخي للمسؤولية الإدارية

1- تطور المسؤولية الإدارية في النظام الأنجلو ساكسوني

تطبق المملكة المتحدة مبدأ اللامسوؤلية الإدارية عن تصرفات موظفيها لأسباب متنوعة، منها الدستور التاريخي الذي نص على أن الملك لا يرتكب جريمة وأن شعب البلاد ملك، لذلك كان الملك لا يسأل عن أفعاله غير القانونية وتمتد هذه الحماية والحصانة إلى مسؤولي الدولة لأنهم يخدمون الملك.

ومع ذلك، فإن هذا المبدأ ليس مطلقًا، قررت البلد المسؤولة عن العقد الذي يبرمه، بحيث نطاق تطبيقه يقتصر على نطاق المسؤولية التقصيرية، حيث يقتصر مبدأ اللامسوؤلية على المصلحة العامة وموظفي الأجهزة المركزية وتحديد المسؤولية الشخصية للموظف، تكون بقرار من مجلس اللوردات.

2- تطور المسؤولية في النظام الأمريكي

منذ البداية، تبنت المحاكم الأمريكية وطبقت مبدأ عدم مسؤولية الدولة عن الأفعال الضارة لموظفيها على أساس (الملك لا يخطئ). ولذلك أدى تطبيق هذه القاعدة إلى نتائج غير منطقية. لأنه في بريطانيا ، التاج هو مصدر كل القوى، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية، مصدر القوة هو الشعب. ولذلك، مال القضاء الإداري إلى تحديد مسؤولية الدولة تدريجياً عن الضرر الذي يلحق بالفرد حتى عام 1946 عندما ضمنه المشرعون. ولأول مرة، تم تحديد مسؤولية الدولة عن تصرفات موظفيها من خلال قانون خاص أنشأ مسؤولية الدولة الفيدرالية عن إساءات موظفيها أمام القضاء.

3- تطور المسؤولية في النظام الفرنسي

في عصر الملكية الاستبدادية، يتم تطبيق مبدأ عدم مسؤولية الدولة بشكل عام، وخاصة مبدأ مسؤولية الإدارة عن سلوك موظفيها. وليست المسؤولية أساس التمييز بين نوعي الأعمال في الدولة، العمل الإداري يشبه عمل الأفراد العاديين (العمل الإداري المجرد)، الذي تقوم به الدولة باستخدام أساليب وسلوكيات القانون الخاص ويوصف بأنه رجل أعمال أو الشركة المصنعة. وهذه السلوكيات مغطاة بمبدأ مسؤولية الدولة والسلوك يأتي من السلطة العامة أي الدولة دولة قسرية. وفي منتصف القرن التاسع عشر تولت المحاكم الإدارية الفرنسية مسئولية السلطة العامة.

لأداء الإدارة الإدارية على تصرفات موظفيها التي تسبب ضررًا للآخرين، تستخدم المؤسسة القضائية الإدارية الفرنسية قواعدها الموضوعية والقواعد القضائية التي تحكم المسؤولية الإدارية لتوسيع مسؤولية الدائرة الإدارية عن سلوك موظفيها من خلال توسيع الأساس القانوني ولدمج مبدأ المسؤولية هذا في جميع أعمال الدولة دون التمييز بين عمل السلطات العامة وعمل الإدارات.

المصدر: القضاء الإداري / د. محمود محمد حافظ/ دار النهضة العربية القانون الإداري /محمد المدني /دار النهضة العربيةالنظرية العامة للقرارات الإدارية/ سليمان محمد الطماوي مبادئ القانون الإداري /عبد الله طلبة


شارك المقالة: