الرقابة الإدارية بين الوصاية الإدارية والسلطة الرئاسية

اقرأ في هذا المقال


الرقابة الإدارية بين الوصاية الإدارية والسلطة الرئاسية

تعتبر الرقابة الإدارية على الوصاية الإدارية وعلى السلطة الرئاسية بتمثيل من المركزية واللامركزية وهما طريقتان مختلفتان ومتباينتان لما يسمى بالتنظيم الإداري والغرض من المركزية الإدارية هو التوحيد بين القرارات الإدارية وليس التجزئة. وفي المجال الإداري، الهدف هو توحيد الأنشطة الإدارية أو الوظائف الإدارية وحصرها في الجهاز الإداري المركزي. والغرض من اللامركزية هو توزيع الوظائف الإدارية بين الحكومة المركزية في عاصمة الدولة وبين الإداريين المحليين في المناطق ذات الشخصية الاعتبارية المستقلة داخل الدولة.

تحت إشراف ومراقبة السلطة الإدارية أو الحكومة المركزية، يكون ما يسمى برقابة الوصاية ضمن الإطار. وهنا تثار تساؤلات حول مفهوم الوصاية والرقابة والسلطة الرئاسية، خاصة وأن كل منهما يمثل رقابة ذاتية تنفذ داخل الإدارة العامة. والرئيس أو الوصي عليه أن يميز بين هذين النوعين من الرقابة. وهناك فرق بين الوصاية الإدارية والسلطة الرئاسية، حيث أنها تتباين الرقابة الإدارية في نظام الغير مركزية عن السلطة الرئاسية وهي أحد عناصر نظام المركزية الإدارية.

في النظام اللامركزي داخل الدولة، لا يخضع موظفو الإدارات والهيئات الإدارية المحلية داخل الدولة لأوامر وأحكام السلطة المركزية، على عكس أوامر وأحكام السلطة الرئاسية؛ لأن هذه المؤسسات تتمتع بشخصية معنوية مستقلة تمنعهم من الانصياع الكامل لتعليمات السلطة المركزية. ولا تتخلى عن السيطرة اللاحقة على عمل الوكالات المحلية. ولا يمكن اعتبار هذا الاستقلال على أنه ممنوح من قبل وكالة مركزية. وعلى العكس من ذلك، فهو نوع من الاستقلال عن القانون أو الدستور داخل الدولة.

يؤدي هذا الاستقلال بين الجهتين إلى استعداد أعضاء الرئاسة لتحمل المسؤوليات الناشئة عن تنفيذ مرؤوسيهم لأوامرهم، باستثناء المرؤوسين الذين يطيعون أوامره، إلا في الظروف التي ينص عليها القانون. وكما أنها تختلف عن السلطة الرئاسية (الوصاية الإدارية) من حيث أن السلطة المركزية يجب ألا تعدل الوكالات المحلية وجميع القرارات الإدارية التي تمتلكها أو توافق عليها أو ترفضها. وإذا حاولت السلطة المركزية فرض رئاستها على المرافق اللامركزية من خلال معارضة قرارها بتعديلها أو إلغائها خارج القيود القانونية، فإن الوصاية الإدارية ستعارض ذلك.

المصدر: قضاء الإلغاء/ طعيمة الجرف/ دار النهضة العربيةالقضاء الإداري/ ماجد راغب الحلوالقانون الإداري / عصام اسماعيلالقانون الإداري /محمد المدني /دار النهضة العربية


شارك المقالة: