عقد النقل البحري

اقرأ في هذا المقال


ما هوعقد النقل البحري؟

النقل البحري هو أساس الأنشطة التجارية وتبادل السلع والطلبات والمواد العالمية، وتنظّمه الاتفاقيات البحرية الدولية، وتخضع أحكامه للقانون السوري في “قانون التجارة البحرية رقم 46 لعام 2006” وفقًا لقواعد الاتفاقيات الدولية. ويشير عقد النقل البحري إلى العقد الذي يلتزم بموجبه الشخص الذي يسمى الناقل بنقل البضائع أو الأشخاص عن طريق البحر مقابل نفقات ويقوم عقد النقل البحري على طرفين: الناقل والشاحن، فيكون الشاحن هو الشخص الذي يطلب نقل البضاعة من مكان إلى آخر مباشرة أو عن طريق وكيله، ويلتزم الناقل بنقل البضاعة ثم تسليمها. والشخص إلى المرسل إليه.

عقد النقل البحري هو عقد متفق عليه بشكل متبادل، وهو كاف لإثبات العرض والعرض بين الطرفين، وطالما ثبت العقد، يمكن توقيع العقد ولا يمكن إثبات عقد النقل البحري إلا بصيغة مكتوبة ويمكن أن يكون إلكترونيًا لأنه نص المشرع ولا يمكن تصديق عقد النقل البحري إلا بشكل كتابي أو إلكتروني، ويصدر الوزير المختص التعليمات المتعلقة بذلك. ومن المعتاد كتابة عقد الشحن مع مستند الشحن، وهو وديعة الضمان لبيع البضائع التي يقدمها القبطان إلى الشاحن، ويعتبر مستند الشحن هو العقد وإثبات الشحن.

التزامات الناقل البحري:

1 ـ التزامات الناقل في ميناء قيام الرحلة البحرية:

وتشمل هذه الالتزامات ضمان سلامة السفن الصالحة للملاحة والنقل البحري واستلام ونقل وتخزين البضائع.

أ ـ تأمين سفينة صالحة للملاحة البحرية:

على أن للناقل البحري الحق في تجهيز سفينة مناسبة للملاحة ونقلها بطريقة آمنة للوفاء بالتزامه بنقل البضائع بأمان إلى مكان الوصول. وتأمين السفينة يفرض أن يتخذ الناقل قبل البدء بالرحلة البحرية الاحتياطات الآتية:

  1. السفينة جاهزة للإبحار.
  2. تجهيز السفينة بالمعدات وتوفير المعدات والأفراد والمواد اللازمة للملاحة البحرية.
  3. يقم بتنظيف الكابينة والأجزاء الأخرى من السفينة التي سيتم نقلها. ويعتمد ذلك على نوع السفينة وطبيعة الإبحار.

في حالة تلف البضائع بسبب عدم اتخاذ هذه التدابير، يُعتبر أن هذا خطأ الناقل ويحق للشاحن الحصول على تعويض وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كان عدم فعالية السفينة ناتجًا عن عيوب خفية غير معروفة للناقل، فهذا لا ينتقص من مسؤوليتها. ومع ذلك، فقد استوحى القضاء الفرنسي من اعتبارات العدالة العادلة، وبالتالي قرر أن الناقل لن يتحمل أي مسؤولية عن هذه القضية. والسبب هو أن السفن الحديثة معقدة للغاية لدرجة أن الناقل لن يكون قادرًا على تغييرها مهما كان العمل الجاد ويقم بإحاطة جميع أجزائها وفهم عيوبها الخفية وصلاحية السفينة للملاحة هي مسألة نسبية تقدر وفقاً لظروف كل حالة بمراعاة طبيعة البضاعة المنقولة ونوع الرحلة.

ب ـ القيام بتسلم البضائع:

في جميع الحالات، إذا طلب الشاحن ذلك، يجب على الناقل إصدار مستند شحن عند الاستلام، يفيد بأنّ المشرع قد فوض شركة النقل بتسليم الإيصال إلى الشاحن قبل الشحن، ولكن فقط إذا تم وضع البضائع على السفينة استبدل الإيصال بالإيصال. وما لم يتم الاتفاق على خلاف ذلك، يجب استلام البضائع في التاريخ المتفق عليه وميناء الشحن، ومن ثم يجب على الناقل اتخاذ جميع التدابير اللازمة لنقل البضائع إلى الرصيف استعدادًا للشحن، والذي يقع ضمن نطاق عقد النقل المعتمد بموجب معاهدة بروكسل.

في تناقض صارخ مع الاتفاقيتين اللتين لا تسمحان بالاتفاق، ينص القانون على أنه عندما يوافق الناقل على النقل من قبل الشاحن، يمكن للناقل تسليم البضائع على ظهر السفينة. من المستحيل تخيل أن التسليم تم على متن الطائرة. وبسبب الالتزام بتحصيل البضائع من الشاحن، يكون الناقل مسؤولاً أمام الشاحن وهو ملزم بالتعويض عن أي ضرر ناتج عن إخفاقه في أداء هذا الالتزام، ما لم يكن هناك سبب وجيه (على سبيل المثال، يختلف عن نوع البضائع المتفق عليها في العقد).

ج ـ عمليات الشحن:

الغرض من أعمال الشحن هو نقل البضائع من الرصيف ووضعها على السفينة، وتختلف طريقة الاستخدام حسب نوع البضاعة. ولن يتم تنفيذ عقد النقل حتى بداية الشحنة، لذلك فإنّ رحلة السفينة إلى ميناء الشحن ليست بداية تنفيذ العقد. ووفقًا للاتفاق على تحديد الوقت الذي يجب أن تبقى فيه السفينة في ميناء الشحن، في حالة عدم وجود اتفاق، الرجوع إلى جمارك ميناء الشحن.

في حالة الإخلال بالعقد، يحق للشاحن إلغاء عقد النقل بالإضافة إلى التعويض عن الخسائر التي تكبدها. وما لم يثبت الناقل أن التأخير نتج عن أسباب خارجية، يظل للشاحن الحق في إلغاء العقد رغم التأخير قد يتطلب العقد التنفيذ، ولكن لا يلزم التعويض. وفي حالة الإخلال بالعقد، يحق للشاحن إلغاء عقد النقل بالإضافة إلى التعويض عن الخسائر التي تكبدها. وما لم يثبت الناقل أن التأخير نتج عن أسباب خارجية، يظل للشاحن الحق في إلغاء العقد رغم التأخير، وقد يتطلب العقد التنفيذ، ولكن لا يلزم التعويض.

المبدأ الأساسي هو أن المدين الرئيسي هو الناقل، ولكن يُسمح بموافقة الشاحن على ذلك، والمحتوى التالي هو كما يلي:

1- التسلم سيتم على ظهر السفينة.

2- الشاحن سيكون هو المسؤول عما يحدث للبضائع من ضرر في أثناء عملية الشحن.

3- التزام الناقل بإيصال السفينة إلى الميناء اللازم للشحن وإخطار الشاحن بذلك.

تم اتخاذ العمل للنص في عقد النقل على أنه حتى لو كان الشاحن هو الناقل، يتحمل الشاحن تكاليف عملية النقل. وفي معاهدات بروكسل وهامبورغ، يكون الملتزم بالنقل هو الناقل دائمًا، ولا يُسمح له بالتوصل إلى اتفاق مع الشاحن للشحن.

د ـ عمليات رص أو تستيف البضاعة:

يشير تكديس البضائع إلى ترتيب البضائع في المقصورة المخصصة أو على سطح السفينة، وذلك لتجنب مخاطر فقدان البضائع وتلفها، وللحفاظ على توازن السفينة، إذا قام الناقل أو وكيله (القبطان) بتكديس البضائع، إذا تم ذلك بواسطة مقاول محترف، فسيظل الناقل مسؤولاً عن أخطائهم التي يواجهها الشاحن، كل هذا يتم تحت إشراف الربان للتحقق من سلامة وتوازن السفينة.

التكديس أو التستيف السيئ هو خطأ في العقد يتطلب من الناقل أن يتحمل الخسائر الناجمة عن ذلك، لذلك يحصل القبطان عادة على شهادة تكديس في ميناء الوصول قبل تسليم البضائع إلى المرسل إليه، يتم تنظيمه من قبل خبراء وليس له أي سلطة إلا إذا تم تنفيذه بحضور المرسل إليه أو وكيله أو بإذن من المحكمة أو يتضمن عقد النقل شروطًا تمنح القبطان الحق في طلب المساعدة من الخبراء.

وفيما يتعلق بتنفيذ هذا الالتزام، لم تنص القوانين والمعاهدات على أي أحكام في هذا الصدد، وبالتالي وبحسب نوع وطبيعة البضاعة ذات الصلة، يجب أن يتوافق أدائها مع المبادئ الفنية للعمل في الموانئ. واشترط المشرع أن يكون النقل في عنبر البضائع، باستثناء الملاحة الساحلية، ولا يسمح للناقل بنقل أي بضائع على السفينة، ممّا يجعله مسؤولاً عن الخسائر الناجمة عن ذلك، ومثل هذا النقل خطر:

  • عدم التوازن الناجم عن حركة مركز الثقل يعرض السفينة للخطر.
  • يتعرض البحارة للخطر بسبب صعوبة تحركهم أثناء العواصف ومخاطر المحيطات، وكذلك أثناء حركة المرور الكثيفة على أسطح الشحن.
  • الشحنة نفسها معرضة لخطر السقوط في البحر أو البلل بسبب البحر أو المطر.
  • قد تنهار الشحنة المكشوفة في عنبر الشحن على سطح شحن السفينة، كما تتسرب مياه البحر.

ولكن بالرغم من ذلك، ونظراً للتقدم الذي أحرزه المشرعون في بناء السفن، فقد ذكر استثناء لهذا المبدأ، حيث سمح للناقل بالنقل والتكديس على الماء على النحو التالي:

  • إذا كان مخولاً كتابةً من قبل الشاحن.
  • إذا كان ملزمًا بذلك وفقًا للقوانين واللوائح المعمول بها في ميناء الشحن.
  • إذا كانت الجمارك تتم في ميناء الشحن أو تتطلب طبيعة البضاعة (مثل الأخشاب والسيارات وغيرها).
  • ومع ذلك، في جميع الحالات، يتعين على المشرعين الإشارة في مستندات النقل إلى أن البضائع يتم نقلها على الأرض.

في إحدى الحالات المذكورة أعلاه، إذا أثبتت الحقيقة أن النقل ناتج عن خصوصية هذا النقل، فلن يتحمل الناقل أي مسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالبضائع بسبب هذه الطريقة، لكنه لا يزال ملزمًا بالقانون والعرف، اتخذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على البضاعة بهذه الطريقة لم يتم تأكيد السبب في الخارج.

2 ـ التزامات الناقل خلال عملية النقل البحري:

يتمثل الالتزام الرئيسي للناقل في نقل البضائع من أجل تحقيق الهدف الرئيسي الذي ينشده الشاحن، وهو تسليم البضائع بأمان إلى الوجهة لذلك، يجب على الناقل تسليم البضائع بشكل كامل ومعقول إلى الوجهة في غضون الوقت المحدد والمتفق عليه. وخلاف ذلك، في غضون فترة زمنية معقولة، يجب أن تتناسب مع نوع السفينة وطبيعة الشحنة، وضمن خط النقل المتفق عليه أو المسار المعتاد.

ولا يجوز للقبطان الانحراف عن هذا الخط، لأنّ هذا الانحراف قد يتسبب في تعريض السفينة أو الشحنة للخطر، كأنّ تكون السفينة قد مرت بميناء معين ليس ضمن مسارها وصادرت الحمولة أو تعرضت السفينة لعاصفة وأتلف حمولتها. وهنا، لا يجوز للناقل أن يفسر بطريقة القوة القاهرة، لأنه إذا لم يرتكب الناقل خطأ سابقًا (إذا انحرف عن المسار المعتاد)، فلن يحدث أي ضرر ما لم تكن هناك أسباب معقولة تستند إلى شروط العقد نفسه.

المصدر: ـ محمد فريد العريني. ومحمد السيد الفقي، القانون البحري والجوي (منشورات الحلبي الحقوقية، لبنان 2005م).ـ مصطفى كمال طه، أساسيات القانون البحري (منشورات الحلبي الحقوقية، لبنان 2006م).محمد كمال حمدي، عقد الشحن والتفريغ في النقل البحري (دار منشأة المعارف، الاسكندرية 1983م)قانون التجارة البحرية السوري رقم 46 لعام 2006م. والتعليمات التنفيذية بالقرار رقم 935 تاريخ 18/6/2007


شارك المقالة: