مبدأ دعوى المسؤولية الإدارية

اقرأ في هذا المقال


إذا كان رد التقاضي المتجاوز لصلاحيات السلطة من أهم الوسائل التي تستخدمها الأجهزة القضائية للإشراف على الأجهزة الإدارية، فيمكن للمستأنف من حيث المبدأ إلغاء القرار الإداري غير القانوني الصادر عن الجهاز الإداري للأجهزة القضائية، وقد لا يكون هذا النهج كافيًا لحماية حقوق الأفراد بشكل كامل، حيث يجب على الأفراد تعويضهم عن الضرر الناجم عن التنفيذ، كما أن الدائرة القضائية الملغاة لا تتعامل مع أعمال إدارة المواد ولكن المجال مستقل عن دائرة القضاء للتعويض.

مبدأ المسؤولية الإدارية

يطبق مبدأ المسؤولية الوطنية الإدارية لفترة طويلة حتى يتغير مفهوم السيادة المطلقة ولا يقبل أي تقسيم يحدد الاختيار مبدأ مسؤولية الدولة عن أعمال السلطة الإدارية، وعلى سبيل المثال في فرنسا يساعد القضاء في صياغة قواعد المسؤولية وصياغة لوائحها، حيث اعتُبر حكم “بلانكو” الصادر عن محكمة المنازعات الفرنسية عام 1873 من أولى الأحكام التي تؤكد أن المسؤولية لم تكن عامة ولا مطلقة.

لذلك، وبسبب اجتهاد مجلس الدولة، فإن مبدأ المسؤولية الحكومية اختفى بشكل تدريجي في القرن التاسع عشر، أي حتى حدود قرار توماس بريكو في عام 1905، أصبحت مسؤولية الدولة معروفة في ضوء الأنشطة الإدارية والتطور الفكري والتغيير الذي قبل السوابق القضائية لمجلس الدولة تدريجياً وتعمم مبادئ السلطة والمسؤولية العامة.

أدى الانتقال من مبدأ عدم مسؤولية الدولة إلى مبدأ المسؤولية الإدارية للدولة إلى استكشاف أساس هذه المسؤولية، حيث كان بعض الدول على علم بهذا التحول وتأثر بالتشريعات المقارنة، ومثلما تنص المادة 79 من القانون في بعض الدول على أن تتحمل الدولة والبلديات المسؤولية عن الأضرار التي تسببها مباشرة إجراءاتها الإدارية ومصالح مستخدميها، وتنص المادة 80 على أن موظفو الولاية والبلديات مسؤولون شخصيًا عن الأضرار مباشرة بسبب الإجراءات الإدارية.

في حالة الاحتيال أو الأخطاء الجسيمة التي يرتكبونها في عملهم، ما لم يكن المسؤولون عنها معسرين، لا يمكن مقاضاة الدولة والسلطات البلدية عن هذه الأضرار، وتجدر الإشارة إلى أن تفسير الفصل 79 من قانون الإجراءات السياسية قد نوقش بين أولئك الذين يعتقدون أن المشرع يعتبر المسؤولية الإدارية على أساس الأخطاء هي القاعدة وأولئك الذين يحاولون السماح للقضاة بإثبات حرية المسؤولية الإدارية بموضوعية، من خلال توسيعها إلى الأنشطة الإدارية حتى لو لم تكن بها أخطاء (نظرية المخاطرة).

المصدر: مبادئ القانون الإداري /عبد الله طلبة القانون الإداري/ طعيمة الجرف النظرية العامة للقرارات الإدارية/ سليمان محمد الطماوي القانون الإداري /محمد المدني /دار النهضة العربية


شارك المقالة: