مفهوم الحماية الدولية لحقوق الإنسان والمعوقات التي تواجهها

اقرأ في هذا المقال


للفقهاء الدوليين تعريفات مختلفة للحماية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، بعضها يعطي معاني واسعة والبعض يضيّق معنى الحماية الدولية. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالحماية لا تحددها، بل تنص على مجموعة من الإجراءات والالتزامات التي تقع على عاتق الدول، سواء كان هذا الالتزام قانونيًا أو معنويًا.

مفهوم الحماية الدولية لحقوق الإنسان:

قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 1999 بمناقشة دولية، حيث اعتمد ممثلو المنظمات الإنسانية التعريف التالي: (يقصد بالحماية الدولية بشكل عام جميع الأنشطة في مجال حقوق الإنسان، التي تهدف إلى ضمان الاحترام الكامل لهذه الحقوق على النحو المنصوص عليه في الأحكام الشرعية وحق الروح). وفقًا لهذا التعريف، فإنه لا ينطبق على الحماية الوطنية التي تصف الحماية الدولية فقط ولكن الدولة تتعهد بها بشكل أساسي.

وفقًا لهذا التعريف، يمثل ممثلو الحماية الدولية أنشطة مختلفة تقوم بها المؤسسات لضمان احترام هذه الحقوق بشكل كامل وتوافقها مع نص وروح قوانين حقوق الإنسان المحلية أو الدولية. ومع ذلك، لا يحدد التعريف ماهية هذه الإجراءات ولا يقدم أوراق اعتماد كمثال على القياس.

كما تُعرَّف الحماية الدولية على أنها: (بشكل أساسي اعتماد العديد من الإجراءات العامة التي تنفذها وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، أو العديد من الإجراءات العامة التي اعتمدتها وكالات الحماية الدولية الخاصة، المسؤولة عن مراقبة تنفيذ التزامات الدول باحترام حقوق الإنسان واتفاقيات الوكالات الدولية المتخصصة، ومتابعة وضع الاتفاقيات التي وضعها ميثاق الأمم المتحدة)، والمعايير المميزة والإجراءات العامة والحماية الخاصة التي تنفذها الوكالات المتخصصة يتم تنفيذها وفقًا لميثاق الأمم المتحدة أو الاتفاقيات، أو المعاهدات الخاصة التي أبرمتها الوكالات الدولية.

أقسام الحماية الدولية:

رغم أن بعض الفقهاء يعتقدون أن الحماية الدولية تنقسم إلى نوعين من الحماية وهما كما يلي:

  • الحماية الدولية المباشرة: يهدف إلى مجموعة من الإجراءات والأنشطة التي تتبناها الجهات ذات العلاقة على المستوى الدولي أو الإقليمي لاحترام حقوق الإنسان المعترف بها في الاتفاقيات الدولية، والتعامل مع انتهاكات هذه الحقوق، بهدف وقفها أو إزالتها أو تقليصها وتأثيرها.
  • الحماية الدولية غير المباشرة: تهدف المهام والأنشطة التي تقوم بها المؤسسات الدولية على المستوى الدولي أو الإقليمي إلى خلق جو شامل ويضمن الاعتراف بحقوق الإنسان وتعزيزها، من خلال صياغة وتدوين القواعد واللوائح المتعلقة بحقوق الإنسان ونشر الوعي بحقوق الإنسان داخل المجتمع الدولي.

المشاكل التي تواجه حماية حقوق الإنسان:

المشاكل التي تواجه حماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي:

يتصل مفهوم الحماية الدولية لحقوق الإنسان بتنفيذ هذه الحماية في الميدان؛ لأن الغرض من الحماية هو وضع نظريات فلسفية تدعو إلى حماية الحقوق أو المنازعات القانونية. وعلى العكس من ذلك، فإن الهدف الرئيسي للحماية الدولية هو تمكين الأفراد من التمتع بحقوقهم بغض النظر عن مكان وجودهم.

ربما أظهرت لنا الحياة الدولية احترامًا لقواعد القانون الدولي، لكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن الظواهر غالبًا ما يتم تعديلها وتتعارض مع الحقائق والواقع، حيث ينبغي أن يولي التقييم الصحيح للأشياء مزيدًا من الاهتمام لجوهرها وواقعها وليس حقيقة. وحتى الدول التي تنتهك قواعد القانون الدولي تؤكد في كثير من الأحيان التزامها بالقانون الدولي، لكنها تختلق بسوء فهم لقواعدها للتستر على الانتهاكات الجسيمة لهذه القواعد.

وفي إطار المجتمع الدولي  الحالي، في عالم اليوم حيث تختلف القوة العسكرية والاقتصادية كثيرًا لصالح بلد ما، حيث يسعى الحزب القوي دائمًا إلى إفساح المجال لمزاياه وتعظيم قدراته. ولسوء الحظ، يتم ذلك بطريقة قانونية، حتى لو كان هناك ما يبرره.

المشاكل التي تواجه الحماية الدولية على المستوى الداخلي:

لا تزال الدولة العنصر الأساسي الأول للبنية الدولية، ولا تزال الدولة الشخص الأول المسؤول عن حماية واحترام الحقوق والحريات الفردية. ومع ذلك فإن تطور المجتمع الدولي يفرض التزامات على الدول كجزء من النظام ممّا يقلل من نطاق السيادة المطلقة وتحولها إلى سيادة محدودة، لكن قضايا حقوق الإنسان لا تزال منوطة بالنظام الحاكم. وإنه من يملك سلطة الاعتراف بهذه الحقوق أو إنكارها هو شخص يترك مجالًا لممارسة الحقوق أو يغلق الباب بدون هذه الحقوق.

ولا يوجد دليل على أن الأفراد قد استنفدوا الإجراءات القانونية المحلية قبل نقل الحماية الدولية. ومع ذلك، لا يوجد تجربة في الجوانب التي لا يتمتع بها أصحاب الحقوق والحريات أو لا يستطيعون فرضها ولا تزال ملزمة على الورق. ومن أهم القضايا التي تواجه الحماية الدولية على المستوى الداخلي ما يلي:

  • القضايا التي تتعلق بنطاق التزام الدولة بتنفيذ اتفاقيات الحماية الدولية.
  • العلاقة بين قواعد الحماية الدولية. الحماية الدولية والنظام القانوني المحلي للبلد، في ضوء حقيقة أن قواعد الحماية الدولية أعلى من القوانين المحلية.

المصدر: القانون الدولي لحقوق الإنسان/محمد يوسف علوان ومحمد خليل الموسىالقانون الدولي لحقوق الإنسان/سرور طالبي الملالقانون الدولي لحقوق الإنسان/عروبة جبار الخزرجىالقانون الدولي لحقوق الإنسان/بلال النسور ورضوان المجالي


شارك المقالة: