مفهوم المرفق العام في القانون الإداري

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المرفق العام في القانون الإداري

ترتبط فكرة المرافق العامة ارتباطًا وثيقًا بالقانون الإداري كفرع من فروع القانون. وتتخذ مدرسة المرافق العامة هذا الفكر القانوني أساسًا من أجل تحديد نطاق القانون الإداري وتطبيق أحكامه وقوانينة، وتنظر مدارس المرافق إلى الدولة باعتبارها موضوع وحدات المرافق الخاصة بها، وتعتبر المرافق العامة أكثر المفاهيم القانونية غموضًا وإثارة للجدل. فهو فقيه يقوم على معايير وظيفية بما هو مختص بالمرفق العام في القانون الإداري.

كما يؤسس البعض من الفقهاء تعريف المرافق العامة على أساس معايير العضوية ومعناها العضوي هو: المرافق العامة، حسب هذا المعنى، تشير إلى كل مؤسسة عامة تؤسسها الدولة وتديرها الدولة لغرض تلبية احتياجاتها العامة. ولذلك، يجوز النظر في المنشآت القضائية والأمنية والدفاعية، فهي مؤسسات أنشأتها الدولة لتقديم الخدمات للجمهور. ويتميز هذا المعنى بالشمولية والانبعاث.

والمعنى الوظيفي أو الموضوعي: يعني المرفق العام، بموجب معايير موضوعية، كل نشاط يقوم به شخص عام من أجل تلبية حاجة عامة، ثم لا يشمل هذا التعريف الأنشطة الخاصة الأخرى مثل المؤسسات الخاصة، مثل  مشروع لهذا الغرض الربح فقط.

تطور وظائف الدولة وتأثيرها على مفهوم المنفعة العامة بما يختص في القانون الإداري، حيث عندما ظهر مفهوم المنفعة في القرن التاسع وأوائل القرن العشرين، لم يكن غامضًا كما نراه الآن. وخاصة وأن وظائف الدولة في تلك المرحلة محددة بوضوح، وتميزت المصلحة العامة في البداية بارتباطها بظهور سيادة الدولة، مما دفع الفقهاء إلى الاتفاق على أنها ملزمة بالقانون العام. ومع ذلك، أدى تطوير وظائف الدولة إلى مشكلة قانونية عميقة للغاية.

وفي الواقع، ليس من السهل فصل هذا السؤال عن تفكير كل فقيه وخلفيته عن الوظائف الأساسية للدولة. وإذا كانت المرافق ذات الطبيعة الإدارية لا تشكل أي مشاكل في التبعية للقانون العام، فإن المرافق الاقتصادية لا تفعل ذلك، خاصةً لأنها تخضع للعديد من قواعد القانون الخاص في أنشطتها.

يجب أن يكون للمرافق العامة في القانون الإداري، والتي تكون الدولة مسؤولة عن إنشائها بعض الأهمية، وإلا سيترك الفرد. ويصف الفقيه الإداري المرافق العامة على النحو التالي: يقدر الرأي العام في وقت معين وفي بلد معين نوع النشاط أو الخدمة التي يجب أن يؤديها الحاكم نظرًا لأهمية هذه الخدمات للمجتمع المحلي.

  • المرافق العامة التي تؤسسها الدولة: يتم إنشاء كل مرفق عام من قبل الدولة. وهذا يعني أن الدولة هي التي تقدر رؤية نشاط ما كمنفعة عامة وتقرر جعله منفعة عامة بموجب قوانين معينة. وليس من الضروري أن يكون كل مشروع تنشئه الدولة مسؤولاً بشكل مباشر عن إدارته، حيث يتم تفويض الإدارة في كثير من الأحيان إلى الأفراد أو الشركات الخاصة لأداء الخدمات العامة تحت إشرافهم، كما هو الحال في أنظمة الامتياز أو الشركات المختلطة.
  • الغرض من المنشأة تحقيق المصلحة العامة: المنشأة العامة هي مشروع مصمم من أجل تحقيق المصلحة العامة. وهذا العنصر هو العنصر الأكثر إثارة للجدل بين الفقهاء الإداريين. وذلك لأن المصلحة العامة هي هدف كل وظيفة تنفيذية، حتى المؤسسات التي تديرها الدولة لأغراض تجارية بحتة، مثل المؤسسات الاقتصادية، تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة.
  •  تسليم المنشأة إلى السلطات الوطنية: ليس كل مشروع يهدف إلى تحقيق الصالح العام يعتبر منفعة عامة، فهناك مشاريع خاصة مخصصة للصالح العام، مثل المدارس والجامعات والجمعيات والمراكز الخاصة. ولذلك، يجب أن يكون للمنشأة العامة خاصية أخرى تميزها عن غيرها من المرافق، أي أنها تابعة للدولة. وهذا يعني أن الأخيرة ووكالاتها تمارس سلطات متعددة على المنشأة، سواء من حيث تنظيمها وهيكلها وكذلك من حيث أنشطتها.
  • تخضع المنشأة لأنظمة قانونية مختلفة: تخضع إشراف الدولة لتحقيق المصلحة العامة أو المشاريع التي تديرها الدولة مباشرة أو التي يعهد بها إلى أحد الأفراد أو الشركات، لنظام قانوني خاص. ويتفق الفقهاء على أن النظام يختلف حسب المنشأة الإدارية. ومع ذلك، بحكم طبيعتها، فإن جميع المرافق لها قواعد مشتركة وسوف نوضح ذلك عندما نفحص النظام القانوني للمرافق. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الفقهاء الإداريين، حيث يرون أن خضوع المرفق العام لنظام قانوني مختلف هو نتيجة لمرفق عام، لذلك فهو نتيجة ولا يمكن اعتباره عنصرًا من عناصر المرفق العام داخل منظومة القانون الإداري.

المصدر: قانون المنازعات الإدارية/ رشيد خلوفي/ 2009مبادئ القانون الإداري/ محمد سعيد حسين أمين /2010قضاء التفسير في القانون الإداري/ عمار عوابدي /2013النظرية العامة للمنازعات الإدارية في النظام القضائي/ عمار عوابدي


شارك المقالة: