التلوث الزراعي وأثره على البيئة

اقرأ في هذا المقال


التلوث الزراعي: هو التلوث الذي نطلقه في البيئة كمنتج ثانوي لزراعة وتربية الماشية والمحاصيل الغذائية والأعلاف الحيوانية ومحاصيل الوقود الحيوي، التلوث الزراعي يشير إلى بعض المنتجات الثانوية للممارسات الزراعية التي قد تؤدي إلى تلوث أو تدهور أو تدمير البيئة والنظم البيئية المحيطة وتسبب ضررًا للبشر ومصالحهم الاقتصادية، قد يأتي التلوث من مجموعة متنوعة من المصادر بدءًا من تلوث المياه من مصدر ثابت (من نقطة تصريف واحدة) إلى أسباب أكثر انتشارًا على مستوى المناظر الطبيعية والمعروفة أيضًا باسم تلوث المصدر غير المحدد، حيث تلعب ممارسات الإدارة دورًا مهمًا في كمية وتأثير هذه الملوثات، وتتراوح أساليب الإدارة من إدارة الحيوانات والإسكان لانتشار المبيدات والأسمدة في الممارسات الزراعية العالمية.

ما هي أسباب التلوث الزراعي؟

  • المبيدات والأسمدة: كان أول مصدر للتلوث هو مبيدات الآفات والأسمدة، حيث يجب أن تتعامل مبيدات الآفات والأسمدة الحديثة مع الآفات المحلية التي كانت موجودة منذ مئات السنين إلى جانب الأنواع الغازية الجديدة وبالتالي فهي محملة بمواد كيميائية غير موجودة في الطبيعة، بمجرد رشها لا تختفي تمامًا بل يختلط بعضها بالماء ويتسرب إلى الأرض ويمتص النبات نفسه الباقي، ونتيجة لذلك تتلوث المجاري المحلية التي تزودها المياه من الأرض وكذلك تتلوث الحيوانات التي تأكل هذه المحاصيل والنباتات.
  • المياه الملوثة: المياه الملوثة المستخدمة في الري هي أحد مصادر التلوث الأخرى، حيث تأتي الكثير من المياه التي نستخدمها من خزانات المياه الجوفية والقنوات ومن خلال هطول الأمطار، في حين أن الكثير منها مياه نظيفة ونقية إلّا أن المصادر الأخرى ملوثة بالمركبات العضوية والمعادن الثقيلة، يحدث هذا بسبب التخلص من النفايات الصناعية والزراعية في المسطحات المائية المحلية، ونتيجة لذلك تتعرض المحاصيل للمياه التي تحتوي على كميات قليلة من الزئبق والزرنيخ والرصاص والكادميوم الذائب فيها، تصبح عملية مكافحة التلوث الزراعي أكثر صعوبة عندما تسمم هذه المياه الماشية وتسبب فشل المحاصيل.
  • تآكل التربة والترسيب: تحدث مشاكل أخرى بسبب تآكل التربة والترسيب، حيث تتكون التربة من عدة طبقات وهي فقط الطبقة العليا التي يمكن أن تدعم الزراعة أو الرعي، بسبب الممارسات الزراعية غير الفعالة تُترك هذه التربة مفتوحة للتعرية وتؤدي إلى انخفاض الخصوبة كل عام، سواء تآكلت بفعل المياه أو الرياح كل هذه التربة يجب أن تترسب في مكان ما أو آخر، يؤدي الترسيب الناتج إلى تراكم التربة في مناطق مثل الأنهار والجداول والخنادق والحقول المحيطة، وهكذا فإن عملية التلوث الزراعي تمنع الحركة الطبيعية للمياه والحيوانات المائية والمغذيات إلى مناطق خصبة أخرى.
  • الثروة الحيوانية: في الأيام الخوالي كان المزارعون يحتفظون بالماشية بقدر ما يمكن أن تدعمه أراضيهم، تم تغذية الماشية والأغنام والخنازير والدجاج وغيرها من الحيوانات على أغذية طبيعية تكملها النفايات المتبقية من المحاصيل، نتيجة لذلك ساهمت الحيوانات في الحفاظ على صحة المزرعة أيضًا، حتى الآن تُزرع الماشية في ظروف ضيقة، حيث يتم إطعامها أنظمة غذائية غير طبيعية وإرسالها إلى المسالخ بشكل منتظم، ونتيجة لذلك فإنها تضيف إلى عملية التلوث الزراعي عن طريق الانبعاثات.
  • الآفات والأعشاب الضارة: أصبحت زراعة المحاصيل الغريبة وتقليل الأنواع الطبيعية في منطقة معينة هي القاعدة للزراعة ومع ذلك فهو يضيف ببساطة إلى عملية التلوث الزراعي، مع وصول محاصيل جديدة يتعين على السكان الأصليين التعامل مع الأمراض والآفات والأعشاب الجديدة التي لا يستطيعون مكافحتها، نتيجة لذلك تدمر الأنواع الغازية النباتات المحلية والحياة البرية وتغير النظام البيئي بشكل دائم، هذا هو الحال بشكل خاص مع الأطعمة المعدلة وراثيًا (GMO) والتي تخلق أنواعًا نباتية وحيوانية يمكنها القضاء على الأنواع الموجودة في غضون سنوات.
  • المعادن الثقيلة: يمكن أن يؤدي استخدام الأسمدة والسماد والنفايات العضوية الأخرى التي تحتوي على معادن ثقيلة مثل الزرنيخ والكادميوم والزئبق والرصاص إلى تراكم هذه المعادن الثقيلة في التربة، يمكن أن تؤدي تقنيات الزراعة مثل الري أيضًا إلى تراكم السيلينيوم، عندما تنجرف هذه المواد في المجاري المائية أو تتسرب إلى مصادر المياه الجوفية أو تمتصها النباتات وتستهلكها الحيوانات والبشر في نهاية المطاف مما يؤثر على صحتهم أو يتسبب في وفيات مبكرة، يمكن أن تسبب المعادن الثقيلة فشل المحاصيل وتسمم الماشية من المياه أو الطعام الملوث.
  • تآكل التربة والترسيب: تساهم عمليات الزراعة المكثفة بشكل كبير في تآكل التربة وترسبها، حيث يتم تفكيك الملايين من التربة الخصبة وتدهورها وتآكلها من خلال جريان مياه الأمطار والتي ينتهي بها الأمر إلى التراكم على شكل رواسب في الأنهار والجداول والبحيرات والمحيطات أو مناطق برية أخرى، وبالتالي فإنه يؤثر على جودة المياه من خلال جعلها قذرة أو تلويثها بالمخلفات الكيميائية الزراعية الموجودة في التربة، يساهم الترسيب أيضًا في تراكم الملوثات الزراعية في المجاري المائية ومناطق الأرض الأخرى، قد يؤدي الترسيب أيضًا إلى تقييد تغلغل الضوء في الماء مما يؤثر على أشكال الحياة المائية ويمكن أن يؤدي التعكر الناتج إلى إعاقة عادات تغذية الأسماك المائية.
  • الملوثات العضوية: غالبًا ما تحتوي الأسمدة والمواد الصلبة الحيوية على عناصر مغذية بما في ذلك النيتروجين والكربون والفوسفور، علاوة على ذلك نظرًا لمعالجتها صناعيًا فقد تحتوي أيضًا على ملوثات داخلها مثل منتجات العناية الشخصية (PPCPs) والمستحضرات الصيدلانية، تم العثور على هذه المنتجات في أجسام البشر والحيوانات ويعتقد أن لها آثار صحية سلبية على الحياة البرية والحيوانات والبشر، يصبح التلوث الزراعي أكثر صعوبة في التعامل مع مثل هذه الأنواع من الملوثات العضوية.
  • إدارة الأراضي: كما يؤدي سوء إدارة الأراضي إلى تدهور لا رجعة فيه في خصوبة التربة، الإدارة العميقة للأراضي أمر بالغ الأهمية لإبقاء التلوث الزراعي عند أدنى مستوى لذلك يجب أن يكون لدى المزارعين وعي بكيفية تأثير أعمالهم على البيئة.
  • المغذيات الزائدة: عادة ما يحتوي السماد والأسمدة على مغذيات كيميائية زائدة وخاصة الفوسفور والنيتروجين وتسبب تلوث المغذيات من المصادر الزراعية، يمكن أن يكون للمغذيات الزائدة عواقب مأساوية على جودة المياه وبقاء الحياة المائية، عندما يتم غسل هذه العناصر الغذائية في أنظمة المياه على سبيل المثال الأنهار والبحيرات والجداول أو المحيطات خلال فترات الأمطار فإنها تغير دورات المغذيات البحرية والمياه العذبة ونتيجة لذلك تكوين الأنواع في النظم البيئية المعنية، النتيجة الأكثر شيوعًا هي التخثث الذي يستنفد الأكسجين المذاب في الماء وبالتالي يمكن أن يقتل الأسماك والحياة المائية الأخرى.

حلول للتلوث الزراعي:

  • اللوائح الحكومية: السيطرة على التلوث الزراعي أصعب بكثير مما يبدو، لكي تصبح المزارع نظيفة مرة أخرى يجب مراقبة مستويات المياه والتربة والتلوث الصناعي، على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك أصبحت الحكومات أكثر صرامة في تطبيق اللوائح.
  • توعية المزارعين: غالبًا ما يتسبب المزارعون عن غير قصد في إلحاق الضرر بالنظام البيئي، يجب تعليمهم أن الاستخدام المفرط للأسمدة ومبيدات الآفات له تأثير ضار كبير على النظام البيئي بأكمله وبالتالي من خلال زيادة معرفة المزارعين ووعيهم يمكن التخفيف من التلوث الزراعي إلى حد ما، يجب أن يعرفوا:
    1. تطبيق الكمية المناسبة من المبيدات والأسمدة اللازمة للحصول على محصول معقول.
    2. استخدام محاصيل الغطاء لمنع الأرض العارية عند انتهاء الحصاد الفعلي وبالتالي منع تآكل التربة وفقدان المجاري المائية.
    3. غرس الحشائش والأشجار والأسوار على طول أطراف الحقل الذي يقع على حدود المسطحات المائية حيث يمكن أن تكون بمثابة عوازل ويمكن تجنب خسائر المغذيات عن طريق تصفية العناصر الغذائية قبل الوصول إلى المياه الجوفية.
    4. الحد من حرث الحقول لتقليل الجريان السطحي وضغط التربة وتآكلها.
    5. تعتبر نفايات الحيوانات أو الماشية سببًا كبيرًا للتلوث الزراعي حيث أن إدارة هذه الملوثات أمر بالغ الأهمية.
    6. يجب اتباع العديد من عمليات معالجة الروث والتي تهدف إلى تقليل التأثير الضار للسماد الطبيعي على النظام البيئي.
  • التغيير في الممارسة الزراعية: تعود العديد من المزارع إلى السماد التقليدي والري المباشر من المسطحات المائية المحلية والوسائل العضوية لإبقاء أعداد الآفات تحت السيطرة، ولكن من أجل السيطرة الكاملة على عملية التلوث الزراعي يجب أن يكون هناك تحول كامل في طريقة ممارسة الزراعة.

المصدر: كتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: