الأسبستوس وأثره على البيئة

اقرأ في هذا المقال


اليوم علينا نحنُ البشر أن نقلق بشأن كل شيء موجود حولنا في هذا الكوكب، وبشكل عام يفكر الأشخاص المهتمون باستمرار عادةً في نقاء المياه وجودة الهواء وحالة التربة، وعلاوة على ذلك ليس علينا فقط القلق بشأن التلوث المباشر الناجم عن الفضلات البشرية والقمامة، ولكن علينا أن نأخذ في الاعتبار تأثير الأشياء العديدة التي يصنعها البشر على أساس يومي. 
إن إدراك الملوثات وكيفية تأثيرها علينا هو عمل مهم خاصة وأن كانت التهديدات ليست كلها كيانات معروفة، وأحد الملوثات التي يبدو أنها انزلقت تحت رادار معظم دعاة حماية البيئة هو الأسبستوس.

ما هو الأسبستوس؟

هو عبارة عن معدن سيليكات موجود بشكل طبيعي، ويتم استخراجه عادةً من ألياف طويلة ورفيعة؛ لاستغلال صفاته المرغوبة للاستخدام البشري، حيث توفر هذه الخصائص للأسبستوس مقاومة للحرارة واللهب وامتصاص الصوت وقوة الشد والعزل الكهربائي، كما أن لها جانبًا إيجابيًا في كونها ميسورة التكلفة من أجل التعدين والتنقية، مما يجعلها مادة معجزة في معظم القرن العشرين، ونظرًا لخصائصه الطبيعية فقد أصبح الأسبستوس أكثر ارتباطًا بقطاعي البناء والمواد الخام.
مع مقدار الإجراءات القانونية والاضطرابات العامة بشأن الأسبستوس يعتقد معظم الناس أنه تم حظره تمامًا، ومع ذلك توجد مستويات مختلفة من التنظيم المرتبط بهذا المعدن في جميع أنحاء العالم، حيث لا تزال الولايات المتحدة على سبيل المثال تسمح باحتواء الأسبستوس بمستويات واحد في المائة أو أقل في المنتجات، بينما حظرته أستراليا تمامًا.

كيف تصل الأسبستوس إلى التربة والمياه؟

ألياف الأسبستوس صغيرة من الناحية المجهرية، مما يسمح لها بالحركة الجوية بسهولة، وبمجرد أن تنتقل في الهواء فمن المحتمل أن تستقر في البيئة المحيطة أو تتنشقها الكائنات البشرية والحيوانية على حد سواء حول منطقة التعرض، وإذا سمح للأسبستوس بالاستقرار بحرية في التربة والمياه فإنه يصبح قنبلة موقوتة تنتظر الاضطراب.
عادةً يتم إطلاق الأسبستوس بسهولة في البيئة عند حدوث اضطراب في الأماكن التي توجد بها الألياف، وذلك إما عن طريق التعدين أو إزعاج الأماكن التي توجد بها الألياف.

بعض المخاوف البيئية للأسبستوس:

  • تلوث الهواء: يعد تلوث الهواء هو أكبر مصدر للقلق؛ وذلك لأن الأسبستوس يكون أكثر خطورة عند استنشاقه في الرئتين، حيث تم ربط هذا النوع من التلوث بشكل كبير بالأمراض المرتبطة بالأسبستوس، كما أن الأسبستوس قابل للتفتيت، مما يعني أنه عرضة للتفتت بسهولة، ومن ثم إطلاق ألياف غير مرئية في الهواء.
    لا يقتصر الأمر على مشكلة نظافة الهواء بشكل عام، ولكن بمجرد استقرار الأسبستوس في الرئتين، فإنه يعرضنا لخطر الإصابة بورم الظهارة المتوسطة، والذي يمكن أن يتشكل في بطانة رئتينا أو قلبنا أو بطننا.
  • تلوث المياه: وجدت دراسة أجريت في توسكانا بإيطاليا أن الأسبستوس في الماء قد يكون مرتبطًا بالأمراض المرتبطة بالأسبستوس، ولسنوات تم تشخيص الأشخاص الذين ليس لديهم أي تعرض مباشر للأسبستوس بهذه الأمراض، والتي استمرت في إرباك الأطباء والمرضى والمسؤولين.
    ومع ذلك حلت الدراسة هذا اللغز، وذلك من خلال التأكيد على أن التعرض المباشر للأسبستوس عن طريق الابتلاع يمكن أن يفسر الاكتشاف الوبائي لورم الظهارة المتوسطة في الأشخاص الذين لم يتعرضوا لها بالتأكيد عن طريق الاستنشاق، وإنما عن طريق شرب المياه الملوثة بالأسبستوس.
  • تلوث التربة: ينبع تلوث التربة بشكل أساسي من تلوث الهواء عندما تستقر ألياف الأسبستوس المحمولة جواً على الأرض، حيث أن هناك يكمنون في الانتظار، وإذا تم إزعاجهم يشكلون تهديدًا للحيوانات والبشر، ولحسن الحظ لم يتم الربط بين تلوث التربة والأضرار التي تلحق بالحياة النباتية، ولكن هذا مجرد خطر آخر يجب البحث عنه.

المخاوف الصحية للأسبستوس:

يمكن أن يكون الأسبستوس معروفًا بكونه مرتبطًا بمجموعة من بعض المشكلات الصحية تسمى (الأمراض المرتبطة بالأسبستوس)، حيث يُعد تليف الرئتين الأسبستية وسرطان الرئة وورم الظهارة المتوسطة أكثر المخاوف شيوعًا، ومن أهم هذه الأمراض ورم الظهارة المتوسطة، وهو سرطان يتطور في البطانات الدقيقة للأعضاء الداخلية.
أن هذا النوع من السرطان له ثلاثة أنواع وهم: الجنبي والذي يتكون في بطانة الرئتين، والصفاق الذي يؤثر على بطانة البطن، والتامور الذي يصيب بطانة القلب، وبصرف النظر عن كون ورم الظهارة المتوسطة عدوانيًا ونادرًا فهو أيضًا خفي جدًا، حيث يستغرق ما يصل إلى 50 عامًا من التعرض إلى التشخيص، وبمجرد تشخيص المرض غالبًا ما يكون التشخيص قاتمًا. 
حتى أن التعرض المحدود للأسبستوس يمكن أن يؤدي إلى ظهور بعض المضاعفات هذه، وهي بشكل عام لا تقتصر على البشر فقط بل قد يكون الأسبستوس أيضًا خطيرًا على معظم الحيوانات الأليفة والحيوانات البرية (على الرغم من ندرة هذه الحالات)، وهذا بدوره يشير إلى الحاجة إلى لوائح أحادية الجانب وخفض الأسبستوس عبر الصناعات، فإذا استمر إطلاق هذا المعدن في الهواء والماء والتربة فستظهر المزيد من الحالات ليس فقط في البشر، ولكن ايضاً في الحيوانات.

مع معدل الانهيار البيئي السيء لمعدن الأسبستوس فمن المهم أن نتذكر أن جميع السموم خطرة، ويجب محاسبة جميع الصناعات التي تُصنعها، وإذا كنا نعتقد أن الأسبستوس قد يكون موجودًا في البيئة من حولنا فيجب أن نقوم بالاتصال بأخصائي لتقييم الموقف، ومن خلال التخلص الآمن من المعدن السام سيقلل هذا من فرص تعرض الآخرين عن طريق الخطأ بإي مرض متعلق بالأسبستوس.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: