الأهمية البيئية لإعادة تدوير المياه وعلاقتها بالبيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأهمية البيئية لإعادة تدوير المياه؟

في جميع أنحاء العالم يبذل الناس جهودًا جادة لحماية الموارد الطبيعية قبل أن يصل نضوبها إلى حالة متزايدة، يتجه الناس اليوم إلى البيئة الخضراء لحماية أراضيهم وإثبات أنفسهم كمواطنين صالحين، حيث يعتقد البعض أن الموارد الطبيعية لا تحتاج إلى الحماية ولكن التلوث المتزايد في الأنهار والجداول والبحيرات أصبح خطرًا كبيرًا على البيئة والحياة، بخلاف ذلك وبسبب الزيادة السكانية تم تحسين استهلاك المياه بشكل كبير، لذلك من الضروري للغاية حماية الموارد المائية والحفاظ على التوازن في النظام البيئي.
الماء الموجود على الأرض اليوم هو نفس الماء الذي كان موجودًا عندما بدأت الأرض، هذا ممكن وذلك بسبب المياه المعاد تدويرها سواء كانت طبيعية أو نتيجة للتكنولوجيا البشرية، ومع ذلك فإن إعادة تدوير المياه تستخدم التكنولوجيا لتسريع العملية من خلال ممارسات مثل إعادة استخدام مياه الصرف لأغراض مثل الري أو تنظيف المرحاض أو ملء حوض المياه الجوفية.
شكل آخر شائع لإعادة تدوير المياه هو إعادة التدوير الصناعي، حيث تقوم المنشأة الصناعية بإعادة استخدام المياه المهدرة في الموقع لعمليات مثل التبريد، تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لإعادة تدوير المياه في أنه يقلل من الحاجة إلى إزالة المياه من الموائل الطبيعية مثل الأراضي الرطبة.
عندما نقوم بعملية إعادة تدوير المياه التي نستخدمها في منطقتنا فهذا يعني أننا لسنا مضطرًين لسحب المياه من مناطق أخرى، والعديد من المناطق التي تكثر فيها المياه النقية هي أنظمة بيئية حساسة تعاني عند إزالة المياه منها، فعندما يتم إعادة تدوير المياه فإنه يجعل من السهل على أماكن مثل الأراضي الرطبة الاحتفاظ بإمدادات المياه الخاصة بها.
في كثير من الأحيان لا تمنع إعادة تدوير المياه إزالتها من البيئات الحساسة فحسب بل تمنع المياه العادمة من الوصول إلى المسطحات المائية مثل المحيطات أو الأنهار، تأخذ المياه المعاد تدويرها مياه الصرف الصحي مثل مياه الصرف الصحي وتعيد استخدامها بدلاً من توجيهها مباشرة إلى أقرب نهر أو محيط، حيث يمكن أن تنشر التلوث وتعطل الحياة المائية.

كيف تعمل إعادة تدوير المياه؟

تدور إعادة تدوير المياه حول استخدام المياه القديمة المتسخة وتحويلها إلى شيء مفيد، حيث تمر عملية إعادة تدوير المياه بعملية التناضح العكسي، والتناضج العكسي هو عبارة عن عملية يتم فيها الضغط على محلول عالي التركيز ثم ينتقل المذيب منه عبر غشاء عالي النفاذية يحتوي على العديد من المسام إلى محلول آخر أقل تركيزًا، يتم استخدام هذه العملية لإعادة تدوير المياه التي تحتوي على الفلورايد والشوائب الأخرى بحيث يمكن استخدامها للشرب، ويتم استخدامها أيضاً لإعادة تدوير مياه البحر عن طريق إزالة الأملاح منها.

فوائد إعادة تدوير المياه وأثرها على البيئة:

هناك العديد من الفوائد لإعادة تدوير المياه، حيث يمكن استخدامها مرارًا وتكرارًا في العديد من العمليات الأخرى وهم كما يلي:

  • يزيد من فوائد الري: في حين أن مياه الصرف الصحي يمكن أن تلحق أضرارًا بالغة بالأنهار والمحيطات تنصح وكالة حماية البيئة بأن المياه المعاد تدويرها غالبًا ما تحتوي على خصائص مفيدة للغاية في الري والتسميد، غالبًا ما تحتوي المياه المعاد تدويرها على مستويات عالية من النيتروجين والذي يعتبر عنصرًا غذائيًا ضروريًا للنباتات على الرغم من أنه ضار للحياة المائية.
  • ري المناظر الطبيعية: يقوم الناس بإعادة تدوير أنظمة ري المياه المنفصلة تمامًا عن إمدادات المياه المنزلية.
  • للاستخدام الصناعي: يمكن استخدام مياه الصرف المعالجة في الصناعات في أنظمة رش المياه وأبراج التبريد، حيث تستخدم العديد من الصناعات كمية كبيرة من المياه ولكن التنقية ليست مهمة كثيرًا في عملية التطهير.
  • للزراعة: حيث تعتمد الزراعة على ري المياه ثم حسب مدى تنقية المياه يمكن استخدامها لري العديد من الخضروات وكروم العنب ومحاصيل الحبوب وأشجار الفاكهة.
  • الاستجمام: يمكن استخدام المياه المعاد تدويرها في عروض النافورات الخارجية وفي ملاعب الغولف المائية وفي الثلج الاصطناعي، بالنسبة للنوافير تعطي حظًا وجمالاً جيدًا للحديقة.
  • البناء: يمكن استخدام المياه المعاد تدويرها في موقع البناء لأغراض عديدة مثل خلط الخرسانة والتحكم في الغبار، حيث يعتبر خلط الخرسانة عملية أساسية في البناء.
  • يحسن الأراضي الرطبة: توفر الأراضي الرطبة العديد من الفوائد للبيئة مثل إيواء الحياة البرية وتقليل الفيضانات وتحسين جودة المياه وتوفير أرض خصبة لتكاثر الأسماك، في كثير من الأحيان يمكن إضافة المياه المعاد تدويرها إلى الأراضي الرطبة الجافة مما يساعدها على الازدهار مرة أخرى في موطنها الخصب.
  • يوفر إمدادات المياه في المستقبل: عندما نأخذ المياه من الأنهار والمحيطات لاستخدامها في أشياء مثل الري والأراضي الرطبة فإننا نستخدم جزءًا من إمدادات مياه الشرب، فعندما نعيد تدوير المياه ونستخدمها بدلاً من ذلك فإننا نقلل من الخسارة المحتملة لمياه الشرب، وهذا بدوره يترك أكبر قدر ممكن من المياه للأجيال القادمة لاستخدامها لاحتياجاتهم من الشرب.
    لذلك فإن مراعاة مزايا المياه المعاد تدويرها في العديد من العمليات تثبت أهميتها، على الرغم من أنه نادرًا ما يستخدم للشرب إلا أن له استخدامات أخرى عديدة، لذلك من الضروري للغاية تقليل استهلاك المياه والتلوث حتى لا يتم إزعاج النظام البيئي الطبيعي ودورة المياه ولا يضطر أحفادنا إلى مواجهة مشاكل نقص المياه.

المصدر: كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: