البصمة البيئية وأهميتها للبيئة

اقرأ في هذا المقال


تستخدم الأنشطة البشرية الموارد وتنتج النفايات، ومع زيادة عدد السكان يزداد الاستهلاك العالمي ويزداد استخدام الموارد، وهذا يستدعي بدوره قياس قدرة الطبيعة على تلبية الطلب المتزايد من قبل الناس، والبصمة البيئية هي أحد المقاييس الرائدة للطلب البشري اللامتناهي على الطبيعة، لذلك تحاول البصمة البيئية أن تأخذ في الاعتبار ما إذا كان الكوكب لديه القدرة على مواكبة المتطلبات المتزايدة للبشرية.

ما هي البصمة البيئية؟

هي عبارة عن مقياس لتأثير الإنسان على النظم البيئية، وهي عبارة ايضًا عن تأثير الأنشطة البشرية المقاسة من حيث مساحة الأرض المنتجة بيولوجيًا والمياه اللازمة لإنتاج السلع المستهلكة والتخلص من النفايات المتولدة، كما أنه يأخذ حساب البصمة في الاعتبار كل ما نقوم به: من الطريقة التي نأكل بها والطريقة التي نسافر بها والمنزل الذي نعيش فيه وعادات نمط الحياة الأخرى التي نمارسها كل يوم.
وفقًا لتقرير الكوكب الحي لعام 2000 الذي أعده الصندوق العالمي للحياة البرية ارتفع إجمالي الاستهلاك العالمي للموارد الطبيعية بشكل مطرد بنسبة 50 في المائة منذ عام 1970، وهذا قد لا يتوافق مع الموارد الطبيعية، حيث انخفضت الموارد الطبيعية للأرض بأكثر من 30 في المائة، وذلك بسبب الزيادة السكانية في المناطق الحضرية، فمن الضروري النظر في الآثار البيئية لهذه المناطق الحضرية، ويتم ذلك من خلال البصمة البيئية.

كيف تعمل البصمة البيئية؟

عادةً تقيس البصمة البيئية بشكل أساسي العرض والطلب على الطبيعة، وهذا يعني أنه من ناحية العرض فإن القدرة البيولوجية تمثل مساحات الأراضي المنتجة الطبيعية، وتشمل هذه: الغابات ومصايد الأسماك والمراعي والأراضي الزراعية، وعندما تُترك هذه المناطق دون انقطاع أو غير مستغلة لديها القدرة على امتصاص جميع النفايات التي ينتجها البشر تقريبًا وخاصة انبعاثات الكربون.
تمثل البصمة البيئية المناطق الإنتاجية اللازمة لتوفير بعض الموارد المتجددة التي يستخدمها الناس وكذلك لامتصاص بعض النفايات الناتجة، وبالإضافة إلى ذلك يتم تضمين المنطقة الإنتاجية التي تشغلها حاليًا البنية التحتية البشرية بما في ذلك: المباني والطرق والممرات الجوية والمطارات في حساب البصمة؛ وذلك لأن الأرض المبنية لم تعد متاحة لتجديد الموارد.

فهم البصمة البيئية:

تغطي الاستدامة البيئية كل ما هو مطلوب لإنقاذ حالة البشر في المستقبل، ومن المتفق عليه بشدة أن الاستدامة البيئية في الآونة الأخيرة تواجه تحديات من عدة معايير، ومن بين هذه التحديات تحديات إنتاج الغذاء للوصول إلى المستهلك النهائي، حيث يتم تحديد إنتاج الغذاء لأنه يعتمد بشكل أساسي على الماء والمواد الحافظة والطاقة، ولهذا قد ينتج عنه انبعاث مستخلصات الكربون، ومن المفهوم لدى الكثيرين أن انبعاثات الكربون هي الأسباب الرئيسية للتحديات البيئية  تليها النفايات الصلبة والمياه أثناء عملية إنتاج الغذاء.
والآن الأميال المقطوعة لتوصيل الطعام للمستهلكين تشكل تهديدًا للبيئة، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من للمركبات وطائرات السفن والآلات الأخرى التي تعمل لنقل الطعام، وتستخدم هذه الآلات الوقود والغاز والزيت عندما تتحرك وينبعث منها الكربون، وهذا يعني أنه كلما زادت الأميال لنقل الطعام يتم إطلاق المزيد من انبعاثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

ما هي مزايا البصمة البيئية؟

  • يتم إجراء البحث النوعي لتسليط الضوء على المناطق الجغرافية الأكثر تضرراً والحلول العملية لإدارة ومنع المزيد من المشاكل لهذه المناطق، حيث تعطي البصمة البيئية هنا أرقامًا دقيقة تمنع المبالغة في التحسينات أو تقصيرها، ومن الضروري الإشارة إلى أن خطط التحسين الصحيحة والفعالة ستؤدي إلى الاستخدام الفعال للموارد المتبقية، وبالتالي تقليل البصمة البيئية، كما يمكن ايضاً استخدام التحليل الذي تم الحصول عليه من البصمة البيئية للحصول على مؤشرات موحدة وإنشاء حلول لها.
  • تعمل البصمة البيئية بمثابة جرس إنذار للناس والبلدان في العالم لمراقبة وتنظيم أنشطتهم التي تعرض البيئة للخطر، وإذا لاحظ الجميع بصمتهم البيئية فستكون هناك مشاكل بيئية أقل اليوم، حيث سيتم تقليل مشاكل مثل انبعاثات الكربون ونقص الهواء النقي وزيادة التصحر والاحتباس الحراري وتقليل التلوث البيئي.
  • تركز البصمة البيئية بشكل رئيسي على الضرر الذي يلحق بالبيئة بسبب استهلاك الموارد الطبيعية، ومع ذلك هناك عوامل أخرى تؤدي أيضًا إلى الضرر البيئي مثل انبعاثات الكربون، فعلى سبيل المثال تعد البصمة البيئية للصين منخفضة على الرغم من أن الصين تساهم في أعلى ارتفاع لانبعاثات الكربون، وذلك بسبب استخدامهم الجيد للبصمة البيئية، ومن ناحية أخرى لقد ابتكر الناس طرقًا ومخططات تساعدهم على الحد من الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية.
  • مع زيادة عدد سكان العالم تزداد كذلك كمية الموارد الطبيعية المطلوبة للحفاظ عليها، وبالتالي تعد البصمة البيئية مؤشرًا بيئيًا مهمًا للغاية يجب مراعاته ليس فقط من قبل البلدان ولكن الأفراد أيضًا، حيث أن الجهود التي نبذلها كفرد للحفاظ على البيئة لها أهمية كبيرة، كما يجب على كل فرد ودولة التحقق من استخدامهم للموارد وتحليله ووضع الأساليب والتدابير لتقليل أو منع الاستخدام المفرط للموارد، وكذلك استثمار جهودهم في حل مشكلات الاحتباس الحراري.
  • تساعد البصمة البيئية في تحليل الضغط على كوكبنا، ويمكن أن يكون تحليل البصمة البيئية أداة مفيدة لتثقيف الناس لإدارة أصولنا البيئية بشكل أكثر حكمة، وأن اتخاذ إجراءات جماعية للتأكد من أن طلب الدولة على المنتجات والخدمات يظل داخل حدودها.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: