التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هو تغير المناخ؟

يواجه كوكب الأرض اختلالات مناخية حادة بسبب الانتهاكات الممتدة خلال القرون القليلة الماضية، وخلال هذه القرون تم إدراك أن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي في تغير المناخ إلى حد كبير، كما أنه خلال المائة عام الماضية ارتفع متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض بنحو 0.7 درجة مئوية مما أدى إلى تغير المناخ.
يمكن أن تكون هذه التغيرات الطفيفة في درجات الحرارة خطيرة للغاية في المستقبل لأنها يمكن أن تؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي قضية تطارد العديد من دول العالم، ومع الزيادة المستمرة في غازات الاحتباس الحراري فمن المتوقع أن يزداد الوضع سوءًا.
يشير مصطلح “تغير المناخ” إلى أي تغيير هام في مقاييس المناخ الذي يستمر لفترة طويلة من الزمن، بعبارة أخرى يشمل تغير المناخ التغيرات الرئيسية في درجات الحرارة أو هطول الأمطار أو أنماط الرياح من بين تأثيرات أخرى تحدث على مدى عدة عقود أو أكثر.
كان للارتفاع الحاد في درجات الحرارة العالمية بعض التأثيرات المناخية الشديدة، حيث كانت هناك تغيرات هائلة في أنماط هطول الأمطار مما أدى إلى الجفاف والفيضانات المفاجئة وعدم انتظام هطول الأمطار وزيادة هطول الأمطار وما إلى ذلك من أحدث المخاطر التي نواجهها في مواردنا المحيطية، على سبيل المثال ترتفع مستويات المياه مما يؤدي إلى غمر المناطق المنخفضة، وتذوب الأنهار الجليدية بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر خاصة في القطبين، وهذا يهدد أيضًا بفقدان الموائل للعديد من الكائنات التي تعيش في المناطق الباردة مثل الدببة القطبية.

بعض الآثار الخطيرة لتغير المناخ:

  • التغييرات في أنماط هطول الأمطار: لقد رأينا جميعًا أن الفيضانات والجفاف والأمطار الزائدة وعدم انتظام هطول الأمطار أصبحت متكررة للغاية في العقدين الماضيين، وهذه ليست سوى آثار ما بعد تغير المناخ، وفي حين أن بعض الأماكن تتلقى الكثير من الأمطار التي تؤدي إلى الفيضانات فإن أماكن أخرى يجب أن تواجه الجفاف.
  • ارتفاع مستوى سطح البحر: عادةً تكون المناطق منخفضة المستوى أكثر عرضة للخطر، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى نزوح عشرات الملايين من الناس، كما يرتفع مستوى سطح البحر مع ذوبان الكتل الأرضية والأنهار الجليدية أثناء الاحتباس الحراري وإلقاء المزيد من المياه في المحيطات.
  • فقدان أنواع الحياة البرية: أدى ارتفاع درجة الحرارة والتغير في أنماط النباتات إلى انقراض بعض أنواع الطيور بينما هاجر البعض الآخر إلى مكان آخر، إذ كان يعتقد الخبراء أن ربع أنواع الأرض يمكن أن ينقرض بحلول عام 2050، ففي عام 2008 أضيف الدب القطبي إلى قائمة الحيوانات التي يمكن أن تنقرض بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
  • درجات حرارة عالية: بسبب الزيادة في الغازات الجوية من قبل الصناعات والمركبات يمكن أن ترتفع درجة حرارة الأرض العالمية إلى 3 إلى 10 درجات فهرنهايت بحلول نهاية القرن، كما أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة الوفيات التي تحدث بسبب الظروف المناخية الحارة والجافة. 
    خلال القرن الماضي ارتفع متوسط ​​درجة حرارة الأرض بمقدار درجة فهرنهايت واحدة وهو في حد ذاته سبب للقلق، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن التحكم يمكن أن يقلل درجات الحرارة بمقدار 0.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
  • تقلص الجليد في القطب الشمالي: تحافظ غازات الاحتباس الحراري على الطاقة في الغلاف الجوي سليمة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، وهذا هو ما نشير إليه عادة بتأثير الاحتباس الحراري.
    كما أن تأثير غازات الاحتباس الحراري ضروري لوجود بيئتنا، ومع ذلك فإن الزيادة في غازات الاحتباس الحراري يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات ضارة على البيئة، حيث تكشف الدراسات التي أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الجليد في القطب الشمالي انخفض بنسبة كبيرة في الثلاثين إلى الأربعين عامًا الماضية.
  • أقوى العواصف والأعاصير: مع ارتفاع درجة حرارة الأرض يمكن أن تزداد فرص حدوث مثل الأعاصير في المستقبل، إذ لن تحدث فقط بشكل متكرر ستكون رياحًا أكثر شدة وطويلة الأمد وأقوى ولديها القدرة على تدمير النظم البيئية والمجتمعات الساحلية.
  • موجات حرارية طويلة: إن الإطلاق المستمر لغازات الدفيئة من جميع الأنشطة البشرية هو العامل الرئيسي الذي يؤثر على تغير المناخ، حيث تنبعث غازات الدفيئة من احتراق الوقود والصناعات والأنشطة الزراعية وما إلى ذلك، كما تعمل هذه الغازات على تسخين الغلاف الجوي وتزيد من درجة حرارة الهواء وتجعل من الصعب على الناس البقاء على قيد الحياة.
  • انتشار المرض والخسائر الاقتصادية: في حالة زيادة غازات الاحتباس الحراري في الجو فمن المتوقع أن ترتفع أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، ويصبح السيطرة عليها أكثر صعوبة. وفقًا للبيانات المتاحة لدى منظمة الصحة العالمية تسببت موجات الحر في العقد الماضي وحده في وفاة أكثر من 150 ألف شخص.
  • تحويل الموئل: أجبرت موجات الحرارة النباتات والحيوانات إلى التحول نحو القطبين، وهذا ليس خبرًا رائعًا لدعاة حماية البيئة لأن معظمهم بدأوا في الموت لأنهم غير قادرين على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة التي دفعتهم بالفعل نحو الانقراض.
  • حرائق الغابات: أدت موجات الحرارة الشديدة الطويلة الناجمة عن تغير المناخ إلى خلق ظروف حارة وجافة مناسبة لحرائق الغابات، ونتيجة لذلك تحدث إزالة الغابات مما يدفع الحيوانات البرية إلى بعض المناطق الأكثر ارتفاعًا، حيث أن الحيوانات التي لم تستطع التكيف مع الموقع الجديد تموت وتنقرض أنواعها.

يمكننا مساعدة بيئتنا على البقاء واستقرار مناخنا من خلال اتخاذ خيارات واعية ومسؤولة، حيث أننا نحن بحاجة إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأغراض المحلية وكذلك التجارية، ويجب أيضًا أن نكون مستعدين للتغييرات التي حدثت بالفعل، وأن نسعى جاهدين لإعادة التوازن المناخي إلى طبيعته.

المصدر: كتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: