الجامع الكبير في حلب

اقرأ في هذا المقال


موقع الجامع الكبير في حلب:

يقع في منطقة الأسواق غربي قلعة حلب، بناه الأمويون عام 97 هجري/ 715 ميلادي، وتم إشادته وفق مخطط مسجد دمشق الأموي، فكان كما وصفه المؤرخون نسخة عنه ويضارعه بمساحته وأبعاده لكنه لا يضارعه بفخامته وروعته، ويقال أن سلميان ابن عبد الملك هو الذي بناه ليضاهي به ما عمله أخوه الوليد في جامع دمشق، وقيل أنه من بناء الوليد أيضاً.

وصف الجامع الكبير في حلب:

حافظ المسجد على بهائه وروعته حتى عام 115 هجري/ 962 ميلادي حين أحرقه الأمبراطور البيزنطي فوكاس بعد أن احتل حلب فأحرقها وأحرق جامعها ورحل عنها، ثم جدد بناءه بعد ذلك سيف الدولة الحمداني، وفي عهد نورد الدين الزنكي احترق المسجد عام 564 هجري/ 1168 ميلادي، فقام نور الدين بإعادة عمارته وترميمه حسب مخططه الأصلي، حيث أضاف إلى الحرم أرضاً تجارية مجاورة زدات في مساحته ووضع له محراباً من الخشب المثمن المزين بالعاج والأبنوس.
للجامع أربعة أبواب: الباب الجنوبي يسمى باب النحاسين، الباب الشرقي يسمى بباب سوق الطيبة، الباب الشمالي يسمى باب الجراكسة، وقدد جددته وزراة الأوقاف منذ سنين عديدة بأسلوب فني جميل، الباب الرابع هو الباب الغربي يسمى باب بالمساميرية.
للمسجد صحن واسع مستطيل الشكل أبعاده 79 * 47 متراً، القسم الشرقي والغربي منه له رواق واسع مسقوف ومحمول على ركائز تشبه ركائز الحرم، أما القسم الشمالي فرواقه طويل وسقفه محمول على ركائز أيضاً.
الحرم سقفه محمول على ثمانين عضادة تتوالى من الغرب إلى الشرق وموزعة على أربعة صفوف، يضم الحرم منبراً مملوكياً رائعاً من الخشب المطعم بالعاج صنع في عهد السلطان الناصر محمد في القرن الرابع عشر الميلادي، أما المحراب الكبير فهو يلي المنبر وهو من الحجر الأصفر مكتوب عليه (أمر بعمارته بعد حرقه مولانا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدين قلاوون).
وتقوم المئذنة في الجهة الشمالية الغربية من الجامع، وتعد من أجمل المآذن التي خلفتها العمارة الإسلامية في سورية، بنيت في العصر السلجوقي، بناها قسيم الدولة آق سنقر جد نور الدين، وهي مربعة الشكل ترتفع حوالي 45 متراً، وقد طوقت بأربعة مستويات يحمل كل منها زخارف مختلفة، كما زينت المئذنة بكتابات هامة.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: