الخانقاه في المدن السورية القديمة

اقرأ في هذا المقال


الخانقاه هي كلمة من أصل فرنسي، تعني المكان الذي ينفرد فيه المتصوف للعبادة، حيث تضم وظفيتي المدرسة والمسجد وذلك من حيث التخطيط المعماري، بالإضافة إلى مكان معزول يسمى الخلوه، وهو المكان الذي يتم فيه التفرغ للتقرب والعبادة إلى الله وإمضاء فيها وقت طويل، وذلك من أجل العبادة الروحية، ومن أهم الخانقاه في المدن السورية:

خانقاه الفرافرة في حلب:

تقع خانقاه الفرافرة في مدينة حلب، شيد البناء لإيواء المتصوفين، بني من قبل ضيفة خاتون ابنة الملك العادل سيف الدين أبو بكر في عام 635 هجري/ 1237 ميلادي، كما يعلو مدخل الخانقاه زخارف هندسية بديعة ويزين المدخل أيضاّ مقرنصة ذات ثلاث حطات، كما يوجد عند المدخل لوحة أثرية مكتوب عليها أن البناء شيد في أيام الملك الناصر وتاريخ الإنشاء.
بعد المدخل مباشرة يوجد دهليز منكسر يوصل إلى صحن المبنى، الصحن ذو شكل مربع يوجد في وسطه بركة ماء مثمنة، كما يوجد في الجهة الشرقية من الصحن دهليز يوصل إلى فسحة مربعة يحيط بها ثلاث غرف وإيوان صغير، كما ترتفع جدران الغرف والإيون وتلتقي بالأعلى بشكل مائل لتشكل ما يشبه القبة المقطوعة من الأعلى.
كما يتفرع من الممر السابق ممر آخر يؤدي إلى الطابق الثاني الذي يحتوي على غرف سقوفها نصف اسطوانية، أما في الجهة الغربية من الصحن يوجد هناك درج مؤدي إلى سطح الإيوان بعد أن يسلك ممراً ضيقاً مسقوفاً تنفتح عليه عدة غرف كانت تستعمل لإيواء المتصوفين.
الحرم تعلوه قبة مرتفعة ترتكز على عنق مثمن الشكل وذلك من خلال أربع زوايا مثلثية كروية، وفي أسفلها مقرنصات؛ تعمل على تحويل الشكل المثمن إلى شكل دائري، أما المحراب فهو رخامي يحيط به عمودان مزينان بتيجان مزخرفة، تعلوه تزينات من الرخام الملون تشكل جدائل بديعة الشكل.

خانقاه النحاسية في دمشق:

تقع في منطقة الدحداح في دمشق، بنيت من قبل شمس الدين بن النحاس الدمشقي المتوفي عام 862 هحري/ 1457 ميلادي، أهم آثارها واجهتها الحجرية الجميلة وبوابتها المزينة بالمقرنصات، كما تستعمل حالياً مسجداً يعرف بجامع النحاسين.
كما تعد هذه الخانقاه من أهم الآثار المملوكية، حيث تميزت بواجهتها الملونة والتي تحتوي على عقود ومقرنصات ومحاطة بالزخارف.

المصدر: فنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانيةالعمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانية


شارك المقالة: