الزلازل وأثرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هو الزلزال؟

هو عبارة عن هزة أرضية معلن عنها أو مفاجئة بسبب التحركات داخل القشرة الأرضية أو الانفجارات البركانية، تقتل الزلازل الكثير من الناس لأنها لا تحمل علامات تحذير وتجد الناس غير مستعدين وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات لتوعية الجماهير بعلامات التحذير من الزلازل والاستعداد لها لم يتم إنجاز الكثير.
كانت تجربة الزلازل مواجهة مخيفة للغاية بالنسبة للكثيرين منا، عندما نشعر بأن الأرض تهتز فإن رغبتنا الوحيدة هي أن تتوقف ولا تسبب المزيد من الضرر للكثيرين، بصرف النظر عن الرعب من التجربة فإن الآثار اللاحقة للزلزال هي أمر مقلق للغاية مثل حدوث تسونامي، نسمع عن قصص مروعة كيف يمكن أن يتعرض مكان ما للدمار في لمح البصر بسبب الزلازل ولكن بغض النظر عن الكيفية التي نأمل بها ألا تتكرر مرة أخرى فإن حدوث الزلازل هو أمر لا نتحكم فيه، حيث يمكن أن يحدث في أي وقت ويصيب أماكن تقع داخل خطوط الصدع.
الزلازل هي من بين العديد من الكوارث الطبيعية التي تسببت في تدمير الممتلكات وحصدت الآلاف من الأرواح على مر السنين، في الواقع وفقًا للإحصاءات تحدث 50 إلى 80 زلزالًا كل يوم وحوالي 2000 كل عام، حيث أنها تحدث بدرجات مختلفة (منها القوية ومنها الخفيفية)، عندما يحدث الزلزال من الصعب معرفة مقدار الدمار الذي قد يسببه في أعقابه، بصرف النظر عن الممتلكات والمباني المدمرة يمكن أن تؤدي الزلازل إلى حدوث تسونامي يمكن أن يقتلع السكان أو يؤدي إلى خسائر في الأرواح.

ما الذي يسبب الزلازل؟

تتكون قشرة الأرض من لب صلب وغطاء (يتكون من صهارة منصهرة) وصفائح تكتونية، حيث تتحرك هذه الصفائح التكتونية باستمرار بسبب التيارات الحرارية الناتجة عن الحمم البركانية المنصهرة داخل القشرة الأرضية، تؤدي هذه الحركة المستمرة إما إلى انزلاق الصفائح ضد بعضها البعض أو الابتعاد عن بعضها البعض، هذه التفاعلات والانجراف بعيدًا عن الصفائح التكتونية تحت الأرض تدركها الكائنات الحية بما في ذلك البشر.
حتى أن الحركات المستمرة أدت إلى تكوين الجبال والوديان فعندما تتحرك هذه الصفائح ضد بعضها البعض هناك نقطة تتفاعل فيها، في المصطلحات الجيولوجية تُعرف نقطة الالتقاء هذه بخط الصدع ويُعرف خط الصدع هذا أحيانًا بالكسر في قشرة الأرض، في اللحظة التي تبدأ فيها الصفائح في التحرك يتم إطلاق الطاقة الكامنة المعروفة بإسم الطاقة المخزنة من نقطة الالتقاء المعروفة بإسم مركز الهايبوسنتر والنتيجة هي زلزال.
تسمى الصفائح التكتونية الموجودة في المحيط بالصفائح المحيطية بينما تسمى الصفائح التكتونية الموجودة في القارات بصفائح قارية، مع حركة هذه الصفائح التكتونية تتشكل الطاقة ويمكن إطلاقها بمجرد أن تلتقي هذه الصفائح في ما يسمى بخط الصدع وستحدد شدة هذه الطاقة المنبعثة أيضًا شدة الزلزال، يمكن للمرء أن يشعر بهزة الأرض بمجرد إطلاق الطاقة من القشرة الأرضية.
في حالات قليلة يكون للزلازل هزات نذير مثل الهزات الارتدادية والهزات الأمامية، الهزات الأمامية هي نسخة أصغر من الزلازل التي تحدث في نفس المنطقة مثل الزلازل الأكبر، حتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة ما إذا كان الزلزال يمثل نذيرًا حتى حدوث الزلزال الحقيقي، يُعرف الزلزال الحقيقي أو الأكبر باسم الصدمة الرئيسية، حيث يتبع الهزات الرئيسية في مناسبات عديدة، والهزات الارتدادية هي مجموعة من الزلازل الصغيرة التي تحدث بعد الزلزال الرئيسي، اعتمادًا على حجم الصدمة الرئيسية قد تستمر الهزات الارتدادية لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
لحدوث الزلازل يتم إطلاق الطاقة من نقطة محورية، حيث تسمى هذه النقطة بمركز الزلزال وعادة ما توجد في الأعماق الضحلة من سطح الأرض، من مركز الزلزال يتم إنتاج الموجات الزلزالية وإرسالها إلى جميع الاتجاهات ثم تنتقل الموجات الزلزالية بسرعات متفاوتة اعتمادًا على نوع المادة التي تمر بها.

ما هي آثار الزلازل على البيئة؟

  • الأضرار التي لحقت بالمباني: يمكن أن تؤدي الزلازل الشديدة إلى انهيار المباني بالكامل، الحطام الناجم عن انهيار المباني هو الخطر الرئيسي في سياق الزلزال لأن الآثار المتساقطة للأشياء الضخمة والثقيلة يمكن أن تكون مميتة للإنسان، تؤدي الزلازل الشديدة إلى تحطيم المرايا والنوافذ وهو ما يمثل أيضًا خطرًا على البشر.
  • الأضرار التي لحقت البنية التحتية: يمكن أن تتسبب الزلازل في سقوط خطوط الكهرباء وهذا أمر خطير لأن الأسلاك الحية المكشوفة يمكن أن تصعق الإنسان أو تشعل الحرائق، ويمكن أن تتسبب الزلازل الكبيرة في تمزق الطرق وخطوط الغاز وأنابيب المياه، ويمكن أن تتسبب خطوط الغاز المكسورة في تسرب الغاز وقد يؤدي تسرب الغاز إلى حدوث انفجار وحرائق قد يصعب احتواؤها.
  • الانهيارات الأرضية والانهيارات الصخرية: عندما يحدث زلزال يمكن إزاحة الصخور الكبيرة وأجزاء من الأرض الواقعة صعودًا وبالتالي تتدحرج بسرعة إلى الوديان، يمكن أن تسبب الانهيارات الأرضية والانهيارات الصخرية الدمار والوفاة للأشخاص الذين يعيشون في اتجاه مجرى النهر.
  • يمكن أن يؤدي إلى فيضانات: يمكن أن تؤدي الزلازل الشديدة إلى تشقق جدران السدود والانهيار على المدى الطويل وهذا من شأنه أن يرسل المياه الهائجة إلى المناطق المجاورة مما يؤدي إلى فيضانات هائلة.
  • يؤدي إلى التسييل: التسييل هي عبارة عن ظاهرة حيث تصبح التربة مشبعة وتفقد قوتها، عندما تتعرض الرواسب التي تتكون من نسبة عالية من الماء للارتعاش المستمر، فإن ضغط الماء الموجود في مسام الرواسب يزداد ببطء، في النهاية تفقد الرواسب كل قوتها المتماسكة تقريبًا وتبدأ في التصرف مثل السوائل.
    المباني والهياكل الأخرى المبنية على قمة هذه التربة المسيلة تنقلب أو تغرق في الأرض، حيث تعد الزلازل هي المسؤولة عن معظم عمليات التسييل التي تحدث في جميع أنحاء العالم، ومن الأمثلة النموذجية لظاهرة التسييل الزلزال الذي وقع عام 1692 في جامايكا والذي أدى إلى دمار مدينة بورت رويال.
  • الزلازل يمكن أن تؤدي إلى تسونامي: تسونامي هو عبارة عن سلسلة من الهزات الأرضية الطويلة في أعالي البحار الناجمة عن زلزال أو ثوران بركاني تحت سطح البحر، حيث يمكن أن يقضي تسونامي على سكان المنطقة الساحلية المحيطة بأكملها، ومن الأمثلة النموذجية على ذلك الزلزال والتسونامي الذي حدث في 11 آذار (مارس) 2011 الذي ضرب ساحل اليابان وخلف أكثر من 18000 قتيل في أعقابه.

كيف يتم قياس الزلازل؟

تقاس الزلازل بمقدار القوة أو الطاقة التي تنتجها حيث يتم ذلك من خلال مقياس ريختر، تم تطوير هذه الأداة بواسطة Charles F. Richter من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، يستخدم مقياس ريختر المعلومات الناتجة من جهاز قياس الزلازل لحساب حجم الزلزال.
يمنحك حجم الزلزال فكرة عن تأثير الزلزال ومن المعروف أن الزلازل التي تحدث فوق 7 على مقياس ريختر لها تأثير مدمر للغاية، ويمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة للأرواح والممتلكات، لا يمكن الشعور بالزلازل التي تحدث على مقياس ريختر اذا كانت أقل من 3 درجات ويقال أن الزلازل التي تحدث بين 3 و 6 هي من النوع الخفيف، على سبيل المثال اليابان هي اكثر دولة معرضة للزلازل لأنها تأتي في منطقة زلزالية عالية.
عندما تحدث الزلازل في البحر فإنها تمهد الطريق لتسونامي وإحدى أعنف تسونامي حدث في المحيط الهندي في 26 ديسمبر 2004.

المصدر: كتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: