المدينة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


سمات المدن اليمنية القديمة:

لقد نشأت المدن اليمنية في مناطق توافرت فيها كل المقومات الطبيعية اللازمة للحياة والاستمرار، فأقيمت المدن في القيعان وعلى سفوح الجبال والوديان الشرقية وعلى السهول الساحلية، كما برزت مدن أخرى أقيمت في قيعان المرتفعات الغربية عندما انتقل الثقل السياسي إليها، بفضل انتعاش الملاحة البحرية.
وينبغي الإشارة إلى أن هناك مدناً قامت على القيعان والأودية الداخلية تزامن بناؤها مع تلك المدن التي أنشئت على أطراف الأودية الشرقية، إن لم تكن أقدم منها، فقد كشفت البعثات الأثرية عن مدن قامت على المنحدرات الشرقية للمرتفعات الغربية يرجع تاريخها إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، كما يطلق على المدينة اليمنية القديمة لفظ (هجر أو هجرن)، حيث تردد هذا الاسم في كثير من النصوص النقشية.

تصنيف المدن اليمنية القديمة وفقاً للوظيفة التي كانت تميزها:

  • المدينة عاصمة الدولة: تمثل مركز الدولة ومقر سلطانها، ويقيم فيها الحاكم.
  • المدينة عاصمة الإقليم: وتكون مقر إقامة الكبير أو القيل مثل شبام كوكبان.
  • المدينة السوق: وتقوم هذه في الأصل على التجارة، فهي تبدأ في الغالب على شكل سوق موسمي، ثم تتطور لتصبح السوق الرئيسية للمناطق المجاورة، وممّا يساعد على ازدهار مدينة السوق وقوعها على طرق رئيسية مثل شبوة وتمنع والسوا.
  • المدينة الميناء: تقوم هذه المدينة على المنافذ المائية والبحرية ومن أشهرها سمهرم، قنا، عدن والمخاء.
  • المدينة الصناعية: اشتهرت بعض المدن اليمنية ببعض الأعمال الحرفية، مثل صعدة التي اشتهرت بالصناعات الحديدية والجلدية، وصنعاء اشتهرت بمسكوكاتها الفضية والذهبية والخناجر.

لقد دلت الآثار المعمارية التي بقيت شاخصة تقاوم عوادي الزمن والإنسان أو تلك التي كشفت عنها التنقيبات الأثرية عن تفاعل إيجابي بين المعمار اليميني القديم وبين البيئة المحيطة به وعناصرها الأساسية، حيث كانت مادة البناء تلعب دوراً أساسياً في تحديد شكل وحجم ووظيفة المبنى، فضلاً عن مدى توافرها وعملية الحصول عليها وطريقة تصنيعها وملاءمتها للظروف المناخية.
حيث نجد أن المعماري قد استخدم ما توفر في بيئته من مواد الإنشاء كالأحجار بمختلف أنواعها والآجر واللبن والخشب بشكل واسع بعد أن طوقها وفقاً لظروف البيئة والمناخ، فبقليل من الجهد والابتكار استطاع أن يتغلب على كثير من المعضلات الفنية والهندسية التي كانت تواجهه أثناء عملية البناء المستمرة خاصة.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىالخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة واستمراريتها/ تأليف الدكتور أحمد إبراهيم حنشور/ الطبعة الأولى 2011


شارك المقالة: