تأثير الرطوبة على تلوث الهواء وعلاقتها بالبيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الرطوبة؟

هي عبارة عن جزء طبيعي من غلافنا الجوي – فهي تأتي من كمية بخار الماء الموجودة في الهواء، حيث يدخل بخار الماء إلى الغلاف الجوي عن طريق التبخر من المسطحات المائية الكبيرة على سطح الأرض بما في ذلك: البحيرات والمحيطات والبحار.
وإذا كان هناك الكثير من بخار الماء الموجود في الهواء فستكون الرطوبة عالية، واذا كانت الرطوبة عالية فهذا يعني أنها خطيرة جداً، فعلى سبيل المثال تعتبر الرطوبة العالية جنبًا إلى جنب مع درجات الحرارة العالية مزيجًا يمكن أن يشكل خطرًا على الصحة خاصة بالنسبة للصغار جدًا وكبار السن.

ما هي مقاييس الرطوبة؟

عادةً يتم استخدام ثلاثة قياسات أولية للرطوبة على نطاق واسع وهم: المطلقة والنسبية والمحددة، حيث تصف الرطوبة المطلقة محتوى الماء في الهواء، ويتم التعبير عنها إما بالجرام لكل متر مكعب أو بالجرام لكل كيلوغرام، والرطوبة النسبية معبرًا عنها بالنسبة المئوية، حيث تشير إلى حالة حالية من الرطوبة المطلقة بالنسبة إلى الرطوبة القصوى مع نفس درجة الحرارة، والرطوبة النوعية وهي نسبة كتلة بخار الماء إلى إجمالي كتلة الهواء الرطب.

كيف تؤثر الرطوبة على تلوث الهواء؟

يشعر الكثير من الناس حول العالم بعدم الراحة الجسدية استجابةً للطقس الحار والرطب، ومن غير المعروف للكثيرين أن الرطوبة تؤثر على تلوث الهواء بطرق تجعله أكثر ضررًا للإنسان وصحة الجهاز التنفسي، وذلك لأن الرطوبة عبارة عن ماء غازي في الهواء، وهي ايضًا كمية بخار الماء الموجودة في الغلاف الجوي، وهذا يعني أن الرطوبة تؤثر على جودة الهواء الذي نتنفسه في كل نقطة زمنية. 
كما تزيد الرطوبة العالية من معدل المواد الكيميائية الضارة أو السامة في الهواء، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يسبب عث الغبار في منازلنا، مما يقلل من جودة الهواء، وتزدهر الكائنات الحية البكتيرية والفيروسية التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي ايضًا نتيجة الرطوبة العالية والمنخفضة – (تسبب الرطوبة المنخفضة أيضًا الجراثيم المحمولة جواً).

هل الرطوبة ملوث للهواء؟

باختصار الجواب هو لا، وذلك لأن الرطوبة هي ظاهرة تحدث بشكل طبيعي، وهي شائعة في مناخات وفصول معينة في جميع أنحاء العالم، وفي حين أنه يحدث بشكل طبيعي يمكن أن تسبب الرطوبة ضغوطًا للأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز التنفسي – خاصة أولئك الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا مثل الربو، كما يمكن أن يسبب أيضًا نمو العفن والبكتيريا الضارة التي تؤدي إلى استجابات تنفسية سلبية، والأهم من ذلك أن الرطوبة تزيد من الآثار السلبية لملوثات الهواء الضارة مثل: الضباب الدخاني.

كيف تؤثر الرطوبة النسبية على جودة الهواء الداخلي؟

نعلم جميعًا أن الرطوبة هي ماء مبخر في الهواء، وتشير الرطوبة النسبية إلى النسبة المئوية لبخار الماء في الهواء عند درجة حرارة معينة مقارنةً ببخار الماء الذي يستطيع الهواء الاحتفاظ به عند درجة الحرارة تلك، فعندما يحتوي الهواء عند درجة حرارة معينة على كل بخار الماء الذي يمكنه الاحتفاظ به عند درجة الحرارة هذه يُقال إن الرطوبة النسبية تبلغ 100٪، وعندما تكون الرطوبة النسبية للمكان عالية جدًا أو منخفضة جدًا يمكن أن تسبب مشاكل صحية وعدم الراحة وجو أقل نظافة بشكل عام.
يدرس باحثو البيئة والطاقة دائمًا أهمية جودة الهواء الداخلي، ونعتقد جميعًا أن الصحة في الداخل تعني التهوية الكافية والنضارة في الهواء والتحكم في الملوثات والنظافة، والقائمة لا تتوقف هنا بل أن أحد العوامل المهمة هو مستويات الرطوبة في الغرف التي يمكن أن تكون سببًا لعدم كفاية النظافة، ويمكن أن تكون رطوبة الهواء داخل المنزل إذا لم يتم الحفاظ عليها عند المستويات المثلى عاملاً له تأثير سلبي على صحة النزلاء.
ووفقًا للتقارير يُقال إن جسم الإنسان يكون أكثر راحة عندما تتراوح الرطوبة النسبية بين 20 و60٪، وأن متوسط ​​الرطوبة النسبية الموصى بها في الداخل عادةً ما تكون من 30 إلى 50٪، وإذا كانت الرطوبة النسبية الداخلية أعلى من 60٪ يبدأ العفن بالتشكل، ويمكن أن يشكل ذلك مشكلة كبيرة على صحة النزلاء – وفي النهاية ستبدأ الرائحة الكريهة.

كيف تؤثر الرطوبة على البيئة؟

إن الرطوبة هي سبب مهم للتغيرات الحادة في درجات الحرارة في بيئتنا المباشرة، حيث إنها تلعب دورًا مهمًا جداً في توجيه أحوال الطقس والمناخ اليومية (هنا يمكن أن تكون الرطوبة النسبية منقذة للحياة من خلال تثبيت درجة حرارة بيئتنا المباشرة وتنظيمها)، حيث تتسبب كل من الرطوبة المنخفضة أو العالية بدرجة حرارة ساخنة أو باردة، كما أن الرطوبة هي عنصر مهم في الغلاف الجوي – وتؤثر على الأحوال الجوية مثل: الضباب والعواصف والأمطار.
وبالإضافة إلى ذلك تزيد الرطوبة العالية من معدل ولادة الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، ومن ناحية أخرى تحدد الرطوبة النسبية كمية الماء في الهواء بالنسبة لدرجة الحرارة، وتؤثر الرطوبة النسبية على معدل النتح في النباتات، وتحدد كمية ونوعية العناصر الغذائية.
فعلى سبيل المثال في الحياة البرية تملي الرطوبة نوعية الحياة النباتية والحيوانية، وعلى المستوى الصناعي قد تؤثر الرطوبة على غازات الاحتباس الحراري (GHG) والآلات والمعدات المستخدمة في المصانع الكيماوية، وعادة ما تسبب الرطوبة العالية مسامية أثاث المنزل والمعدات والمرافق.

المصدر: كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: