كنيسة أيا صوفيا

اقرأ في هذا المقال


معناها الحكمة المقدسة أو كنيسة أجيا صوفيا، لُقّبت هذه الكنيسة في القرون الوسطى بلقب الكنيسة الكبرى، وتعتبر كنيسة أيا صوفيا أوضح نموذج للعمارة البيزنطية في عصر الأمبراطور جستنيان، وذلك لما امتازت به من أشكال وتكونيات معمارية مميزة، وما فيها من زخارف فخمة ودقيقة رائعة، وتعتبر فريدة من نوعها وكذلك تعتبر فاتحة طراز جديد، وتعتبر كنيسة أيا صوفيا في الوقت نفسه بلوغ ذروة مجد هذا الطراز البيزنطي.
قامت في عصر جستنيان اضطرابات خطيرة عام 532 ميلادي، وتسببت في احتراق الكنيسة القديمة التي شيدها قسطنطين وكرسها للمحكمة المقدسة، أول ما اتجه إليه فكر جستنيان هو معاودة بنائها بطريقة لم يسبق لها مثيل، حيث أمر بجلب جميع المواد القيمة اللازمة لإعادة البناء من كل أنحاء العالم، أرسلت مختلف الأقاليم إلى القسطنطينية أعظم آثار معابدها القديمة، حيث أرسلت كل من أثينا وبعلبك وروما وغيرها من آثار تاريخية استعملت في عدة أماكن في الكنيسة بمهارة ودقة فائقة.

التصميم المعماري لكنيسة أيا صوفيا:

اتجه جستنان إلى الجمع بين الأنواع المختلفة من الرخام، كان موفقاً في الجمع بين ألوانها المتباينة، حيث استعمل بسخاء الذهب والفضة والعاج والأحجار الكريمة لتزيد من فخامة البناء وروعته ودقته وكذلك لتحقيق غرضه، ولّى جستنان أمر البناء إلى مهندسين من أصل آسيوي، وقد أثنيا قدرتهم على حلول المشاكل المعمارية وتنفيذ العمل بسرعة فائقة تحت إشرافهم، حيث كان يعمل بها 10000 عامل، كان جستنان يراقب العمل عن كثب، حيث صرف في سبيل تنفيذها أموال طائلة، وتم الانتهاء من تنفيذ الكنيسة خلال خمسة أعوام، وتم افتتاحها من قبل الإمبراطور رسمياً في 537 ميلادي.
كان صحن الكنيسة بيضاوي الشكل، يتكون المسقط الأفقي لهذه الصالة الكبرى من مربع ضخم طول ضلعه 35 متراً، يوجد في أركانه الأربعة أعمدة مصنوعة من الحجر ضخمة القطاع، تحمل الجالارى والقبة الكبرى التي بيلغ طول قطرها 35 متراً وارتفاعها عن سطح الأرض حوالي 85 متر، تتميز هذه القبة بروعتها وعظمتها حيث وصفها أحد المؤرخين بقوله كأنها معلقة بسلسة من السماء.
كانت حوائط هذه الكنيسة وحوائط القبة مكسوة بأنواع متعددة من الرخام المتعدد الألوان ومتعدد الأقطار، الأرضيات مكسوّة بالموازييك الزجاجي الملوّن، تمثّل هذه الكسوة عدد من الملائكة والقديسين في صور بديعة على أرضية مذهبة، وبعد تحول هذه الكنسية إلى مسجد أيا صوفيا، تم تغطيت هذه التماثيل وحل مكانها الآيات القرآنية، احتوى هذا المسجد على 107 عموداً، أغلبها منقولة من معابد عديدة وخاصة معبد بعلبك، موجود بالدور الأرضي 40 عمود وباقي الأعمدة موجدة بالجالارى المحيط بالصحن على دورين، بعد ذلك أُضيفت المآذن حينما استولى المسلمون على القسطنطينة وحولوها إلى مسجد، ويعتبر هذا المسجد التحفة الفنية الرائعة للعمارة البيزنطية على مر العصور.

المصدر: تاريخ أوربا في العصور الوسطى/ المؤلف سعيد عبد الفتح عاشور/ طبعة 2009تاريخ العمارة الجزء الثاني في العصور المتوسطة/المؤلف الدكتور توفيق عبد الجواد/طبعة 2009تاريخ العمارة في العصور الوسطى القديمة الأروبية/الؤلف عبد المعطي خضر/ طبعة 1998


شارك المقالة: