مواد وتقنية بناء حصن الترك

اقرأ في هذا المقال


لقد تنوعت مواد البناء واختلفت استخدامها من مادة إلى أخرى، وذلك حسب طبيعتها ووظيفتها، حيث استعملت الحجارة والآجر على نوعين مع مزيج من الدبش إلى جانب استخدام مواد الربط كالملاط الأحمر والجبس، ولقد أمكننا ملاحظة ذلك من خلال بعض الفتحات التي تركت عمداً أثناء الترميم في الجدران والأسقف لتسهيل معرفة مواد البناء التي بني منها الحصن.

استخدام الحجارة في البناء:

استعملت في بناء الجدار المحيط بالصحن والذي يبلغ سمكه 1.5 متر، وجاءت مختلف الأحجام والأشكال، وذلك استناداً إلى صورة التقطت قبل الترميم منها الحجارة الرملية المشذبة، وذلك لما تمتاز به من صلابة وخفة الوزن وسهولة النحت.

استخدام الأجر في البناء:

شمل استخدام معظم أجزاء المبنى وعناصره من مداخل وعقود وأقبية وسقوف، وهذا لخفته وسهولة تنظيمه، وجاء على نوعين بمقاييس مختلفة، النوع الأول سمكه 3 سم وطوله 40 سم، استعمل بطريقة متقاطعة يربط بين أجزائه ملاط أبيض (جير)، ويمكن ملاحظة تقنية بنائه في سقف القاعة الموجودة في ركن الجهة الشمالية الشرقية.

وأما النوع الثاني فمسكه 4 سم وطوله 20 سم استعمل بطريقة متوازية ونلاحظه في تشكيل المداخل والعقود وحتى الجدران الداخلية، ويربط بين أجزائه ملاط أحمر ممزوج بحصى صغيرة، وإلى جانب هذه المواد استخدم الخشب على شكل أعمدة للتدعيم في الجدران والأسقف، ومن الناحية الزخرفية وباستثناء الآجر الذي يعطي للسقف مظهراً جمالياً لتراصه وتناسقه المحكم لا شيء آخر يسترعي الانتباه.

وتجد الإشارة في الأخير إلى أن عملية الترميم التي أجريت مؤخراً أفقدته نوعاً من الخصوصية الأثرية، وذلك نظراً لعدم مراعات المقاييس العلمية في الترميم، حيث كثر استخدام المواد الحديثة كالإسمنت الذي أحدث بالجدران عدة تشققات إضافة إلى الطلاء الأصفر الذي صبغ به المعلم، حيث يبدو معه وكأنه بناء حديث.

ونشير بالأخير إلى أن الحصن ما يزال محافظاً على مخططه العام، وبسبب الترميمات التي أجريت عليه تعذر علينا الكشف عن التكوين المعماري الحقيقي له، خاصة وأنه تعرض في عهد الاستعمار الفرنسي إلى عدة تغييرات تمثلت أساساً في إعادة تهيئة الحصن من الداخل بما يناسب احتياجات الجيش الفرنسي، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن وضع المتحف الأثري في هذه الحصن لا يتناسب مع حجم التحف الأثرية.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: