جسر قرطبة

اقرأ في هذا المقال


ينسب جسر قرطبة كغيره من المعابر والجسور الكثيرة في شبة جزيرة أبيريا في الأندلس إلى أصول رومانية، ويقام جسر قرطبة فوق نهر الوادي الكبير، ويقع في الطريق المسمّى طريق أغسطس خلال العصر الروماني، كما ظل الجسر خلال العصرين الإسلامي والمسيحي كنقطة ضرورية لدخول المدينة المسورة؛ لذلك مر بكافة عمليات الإصلاح وشهد كثير من الأحداث العسكرية، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في النهر بدرجة كبيرة خلال العصور القديمة والعصور الوسطى الذي أسهم في إضعاف الجسر ابتداءً من الأساسات.

عمليات ترميم جسر قرطبة:

أسهمت الفيضانات الكثيرة والكاسحة في تآكل الأكتاف وقواطع التيار، وتسببت في إحداث تلفيات في الأساس الحجري والشبكات الخشبية والكتل الحجرية، التي كانت تتولى حماية الجسر وخاصة الأكتاف من قوة اندفاع المياه؛ حيث يقول ابن حيان أنه كان يوجد في مكان الجسر الحالي جسر آخر شيده المسيحيون قبل مجيء العرب، لكن عوامل الزمن أسهمت في سقوط عقوده وتهدّمه.
أما عن عمليات الترميم المتوالية والتي تمت خلال القرون الأولى للحكم العربي، ففي عام 779 ميلادي، وقعت فيضانات ضخمة قضت على عدد كبير من العقود، وحدث ذلك خلال إمارة عبد الرحمن الداخل، وفي عام 794 ميلادي تولى الأمير هاشم إجراء إصلاحات في الجسر وتمثلت في دعم الأكتاف وخاصة من الجهة المواجهة لأعلى النهر بوضع دعامات لها، وقد أشرف الأمير بنفسه على هذه الأعمال وأنفق عليها أموالاً كثيرة.
وفي عام 798-799 ميلادي شهد النهر فيضان وصل إلى الربض وأغرقه، والكثير من الفيضانات التي أثرت على الجسر، إلا أن أعمال الترميم المهمة حدثت في الحكم الثاني عام 1971 ميلادي، حيث قاموا بعمل سد بغرض تحويل مجرى النهر، كما قاموا بدعم الأكتاف بالكتل الحجرية والرمل المخلوط بالطين وعيدان من الحديد وصناديق الطوب المصنوعة من الطابية (تربة وماء مصحوبة بالقليل من الأسمنت)، وتم تحويل المياه المياه المتجهة إلى الطواحين المطلة على الرصيف مباشرة.
ولكن تأثرت عمليات الترميم هذه بالفيضان الضخم الذي وقع عام 1010-1011 ميلادي، حيث دمر العديد من المنازل والجسور والمساجد، لكن بعد ذلك جرت بعض عمليات الترميم على الجسر؛ لأنه يعتبر الشريان الرئيسي لحياة المدينة، حيث تمثلت هذه الترميمات بإصلاح الأكتاف والعقود المدببة.
كما أسهمت الفيضانات التي وقعت خلال عام 1684 بإزاحت شبكتين كبيرتين من الخشب، كما تهدمت عقود الجسر رغم أنها كانت مصنوعة من الحجارة، إلا أنها تهدمت بفعل تيار المياه وجرفت معها عقدين.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: