قلاع اليمن العثمانية

اقرأ في هذا المقال


خصائص قلاع اليمن العثمانية:

بالنسبة للقلاع في اليمن فمن المعروف أن سيطرة العثمانيين على صنعاء تمت بعد استيلائهم على تعز في عام 1540 ميلادي، وتوطد مركزهم في اليمن وتم لهم الاستيلاء على كثير من بلاده، حيث كان عليهم حماية الثغور اليمنية من عدوان البحرية البرتغالية وتأمين الأماكن الإسلامية المقدسة من التهديد البرتغالي، كما أنهم وقفوا في وجه محاولات التدخل الأوروبي الأخرى في بلاد اليمن وغيرها من بلدان الجزيرة العربية حنيذاك.
وساعدهم موقع اليمن الذي يمتاز بوعورته الطبيعية وكثرة ميراثه الحضاري من منشآت حربية تعود لعصور سابقة، فقد استغل العثمانيون ذلك وتمركزوا في تلك القلاع التي كانت تضمها مدن اليمن المختلفة، مثل قلعة القاهرة بمدنتي تعز وحجة وقلعة ثلا بمدينة ثلا وقلعتا المخا وقلعة اللحية وقلعة صعدة وقلعة صبرة بعدن.

وصف قلاع اليمن:

كانت هذه القلاع تحتوي على ثكنات لإقامة الجند ومخازن للسلاح والغذاء وآبار أو صهاريج لتخزين المياه ومسجد لأداء الصلاة وسجن لمن يخرج عن الطاعة واسطبلات للخيل والدواب وعدد من المنشآت العامة كالحمامات ودواوين الوظائف الإدراية والقضائية والحربية، وبالتالي فإن القلاع في اليمن تمتاز بضخامتها على اعتبار أنها مقر إدراة أمور البلد المشيد بداخله، وقد استعمل في بنائها المواد الموجودة في البيئة مثل الطين واللبن والأحجار.
وهذه المواد أخرجت الكتل البنائية المكونة للقلاع وخاصة الجزء الحربي المخصص للدفاع والحماية مثل الأبراج والأسوار وما تشتمل عليه من عناصر دفاعية، وقد قام العثمانيون باحتلال مثل هذه القلاع وتمركزوا بها مثل قلعة زبيد، وقاموا كذلك بإنشاء بعض الأحياء السكنية الخاصة بهم مثل حي بئر العزب بصنعاء والذي أحاطوه بسور من الطين والحجراة بارتفاع 20 متر وفتحوا به عدة أبواب.
كما قام العثمانيون في الفترة من 1875-1880 ميلادي بإعادة بناء قصر غمدان (قلعة اليمن الأولى) في صنعاء القديمة وأطلقوا عليه اسم باب اليمن، وإلى الجنوب منه شيدوا مباني خاصة كثكنات الجند، وأبراج باب اليمن تقع على الجانبين بحيث تأخذ الهيئة الدائرية وتبرز عن سحب جدار المدخل، وقد فتح بها فتحات المزاغل في مستويين للدفاع، ويتوج الأبراج صف من الشرفات الهرمية المنفذة من الحجر الكدان، شأنها شأن بقية أجزاء البرجين مع بروز جفت فاصل بين طابقي البرج والذي يعد من عناصر التدعيم الدفاعي بجانب الأسوار في كافة القلاع العثمانية.

المصدر: العمارة الحربية في الجزيرة العربية/ تأليف الدكتور محمد الجهيني/ الطبعة الأولىكتاب عمارة المسجد النبوي الشريف/ تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل الحداد/ طبعة 1999الرواق في العمارة الإسلامية بمكة المكرمة/ تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل الحداد/الطبعة الأولى 2004عمارة مسجد النبي صل الله عليه وسلم ودخول الحجرات فيه/ تأليف علي بن عبد العزيز الشبل/2014


شارك المقالة: